العناية بالذات

أخطاء التفكير … 5 تشوهات معرفية احذرها

إذا كان حديثك الداخلي يتضمن مجموعة من الأفكار السلبية ، فمن المحتمل أنك تواجه العديد من المشاكل في حياتك،

هل يمكن أن تؤثر طريقة تفكيرنا أو حديثنا مع أنفسنا على حياتنا ككل من حيث السعادة والحزن، أو النجاح والفشل؟ عزيزي القارئ، لنبدأ من نقطة الصفر.

تتطلب الصحة أو القوة العقلية ثلاثة محاور رئيسية: كيفية إدارة الأفكار، تنظيم المشاعر، والإنتاجية بالرغم من الظروف التي تحيط بنا . في مقالتنا هذه من موقع “العالم في ثواني” سنتناول موضوع إدارة الأفكار، وسنستعرض أخطاء التفكير أو ما يعرف بـ التشوهات المعرفية .

نؤكد لك أن حديثك مع نفسك له تأثير عميق يفوق ما تتخيل، فهو يوجه سلوكك ويؤثر على علاقاتك الاجتماعية والمهنية. إذا كان حديثك الداخلي يتضمن مجموعة من الأفكار السلبية أو التشوهات المعرفية ، فمن المحتمل أنك تواجه العديد من المشاكل في حياتك، مثل مشاكل التواصل، ورفض العلاقات، واتخاذ قرارات غير سليمة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات النفسية.

إذا كان كل فرد يسعى لتحقيق أهداف شخصية ومهنية ويعيش حياة صحية وسعيدة، فعليه بالتأكيد أن يعرف أخطاء التفكير ويستبدلها بطرق تفكير صحية إيجابية .

أخطاء التفكير الشائعة

الشخص الذي يعتمد هذا النوع من التفكير السلبي يميل إلى رؤية الحياة إما بشكل أبيض أو أسود، إما نجاحاً أو فشلاً، إما أن يحصل على كل شيء أو لا شيء على الإطلاق. نقدم هنا مجموعة من أشهر أخطاء التفكير، والتي تصنف تحت الفئات التالية:

  • الكل أو لا شيء

إن الأفكار السلبية تجعلك ترى الحياة بلونين فقط أبيض أو أسود ، جيدة أو سيئة، وأيضاً نجاح أو فشل، إما أن تحصل على كل شيء أو لا شيء أبداً!
تعتقد أن زملاءك في العمل إما جيدون أو سيئون، أو أن أداؤك في مهمة ما إما مثالي أو فاشل تماماً. كما تبحث عن شريك حياة خالٍ من أي صفات سلبية أو عيوب.
عزيزي القارئ ،الحياة درجات وفيها ألوان أخرى غير اللون الأبيض والأسود، وكذلك علاقاتك مع الناس درجات، وأيضاً النجاح درجات، قالوا قديماً: ” ما لا يُدرك كله، لا يُترك كله “، و عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وَما أَمَرْتُكُمْ به فَافْعَلُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ “.

  • التعميم المفرط

الإفراط في التعميم من التشوهات المعرفية ويعني أن تأخذ حدثاً معيناً وتقوم بتعميمه على الحياة بالكامل. على سبيل المثال ، الشخص منا إذا عامله أحد أفراد العائلة بشكل سيء ، يعتقد أن العائلة كلها وقحة. أو إذا لم ينجح في امتحان واحد، يَفقد الامل في جميع امتحاناته المستقبلية.
تنفس جيداً.. افهم كل حدث على حدة، وحلله بعمق واستفد منه، ولا تعممه. لا تجمع كل الأحداث الحالية والمستقبلية في سلة واحدة، فليس بالضرورة أن تعكس شخصيتك، أو أسلوبك، أو سلوك جميع الناس، أو حتى مستقبلك. تذكر، هذا مجرد حدث وليست حياتك بكاملها. كما قال شكسبير في مسرحية عطيل: “لا تشيِّد صرحاً من الأوهام المزعجة على أساسٍ غير متينٍ من ملاحظاتك الناقصة.”

  • التصفية والتنقية

من الأفكار السلبية، التصفية أي إذا حدث مع الفرد تسعة أشياء جيدة في يومه وشيء واحد سيء، يركز بشكل غير مبرر على الشيء السيء مع تجاهل الأمور الجيدة.وفق العربية.
التوازن والتفكير الواقعي في التعامل مع الأمور مهم جداً. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ.” هذا يؤكد على أهمية التركيز على الصفات الإيجابية وتجاوز السلبيات.

  • قراءة الأفكار

لا يستطيع أحد أن يحدد بدقة ما يفكر فيه الآخرون،. لكننا غالباً ما نقع ضحية لافتراضات خاطئة حول أفكارهم في غياب توضيح مباشر منهم. وقد تقول لنفسك: “وقد تسأل نفسك لماذا ينظر نحوي بهذه الطريقة هل يظن أنني غبي؟” أو “كانت تضحك عندما مررت بجوارها، لا بد أن مظهري كان قبيحاً!” هذه الافتراضات ما هي إلا تجارب شخصية.
تقول أيضاً: “رفض صديقي الخروج معي اليوم بحجة أنه مرهق، لا بد أنه يتجنبني!” أو “هو يريد بناء علاقة صداقة معي، لا بد أنه يطمح في مالي!” وهكذا. تذكر أن افتراضاتك حول تفكير الآخرين قد لا تكون صحيحة، لذا لا تبني قرارات على أساسها. إن كان الأمر يشغلك، استفسر عن سلوك ذلك الشخص أو رأيه بشكل مباشر، أو ببساطة لا تعر الأمر اهتماماً، واجعل حكمك مبنياً على أدلة واضحة من أقوالهم وأفعالهم.

  • التهويل

توقع وقوع الكوارث بشكل دائم، رغم عدم وجود سبب منطقي لهذا التوقع. قد تقول: “لقد ذاكرت جيداً للامتحان، لكنني سأنسى كل شيء، لذلك سأرسب غداً، مما يجعلني أتجنب الذهاب إلى الامتحان.” كذلك، قد تفكر: “لن أتعلم قيادة السيارات أبداً، لأنني سأتعرض لحادث ولن أتمكن من المشي مجدداً!”
عزيزي القارئ ، عليك أن تعرف كيفية إدارة الأفكار و أن تسعى لتحقيق ما تريد ولا تتوقع الأسوأ دائماً. تذكر أن هناك احتمالات أخرى، واعلم أن “وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى”. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن ويكره التشاؤم. كان يعجب بالكلمات الطيبة التي تدفع الشخص للاعتقاد بأن الأمور ستكون على ما يرام، بينما كان يكره التشاؤم.
أخطاء التفكير أو التشوهات المعرفية التي ذكرناها في الأعلى لا تتكون في يوم أو ليلة، لذا فإن تصحيحها ليس عملية سريعة، بل يتطلب جهداً مستمراً. إنها تدريب يستحق الجهد من أجل حياة مفعمة بالقيمة. والأمر لا يقتصر عليك فقط، بل يمتد إلى تربية من هم تحت مسؤوليتك.

اقرأ أيضا: 5 مشكلات صحية تدل على الاستخدام المفرط للهاتف النقال .. احذرها

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة