أزمة الطاقة الروسية تتصاعد … ومخاوف أوروبية مع اقتراب فصل الشتاء
تحاول موسكو بكل جهدها مع اقتراب فصل الشتاء، الضغط على أوروبا من أجل تقديم تنازلات، مستخدمة في ذلك أزمة الطاقة الروسية
تدخل الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السابع، بدون أي تقدم عسكري أو سياسي يحسب لأحدها. ويحتد الصراع بين موسكو والغرب على أزمة الطاقة الروسية مع اقتراب فصل الشتاء. مولدةً الخوف المستمر لدى الأوروبيين عن مدى التأثير الذي سيطال كل من قطاعات الغاز والأمن الغذائي والاقتصادي.
بينما يقول آخرون إن استمرار روسيا بتأجيل صادرات الوقود إلى أوروبا، سيفاقم من أزمة الطاقة الروسية. ويفرض على الأوروبيين صعوبة في تأمين الوقود اللازم لفصل الشتاء، مع ارتفاع كبير في أسعاره، وهذا ما سيضع نهاية للحرب الروسية الأوكرانية، التي يتوقع البعض لها أن تكون في شهر أيلول الحالي.
هل يكون سبتمبر نهاية للحرب في ظل هذه الأزمة ؟
في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تزداد المخاوف الأوروبية من القيود التي تفرضها روسيا على قطاعات الطاقة، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء.
ووفق ما جاء في وكالة رويترز، يقول محللون، إن شهر أيلول الحالي سيكون حاسماً في الحرب الأوكرانية. لاسيما ما تشهده الحرب من تغيرات على أرض الواقع، فمنذ أسبوع قام الجيش الأوكراني بشن هجوم مباغت على مدينة “خيرسون”، ما جعل الروس يتفاجؤون ويغيرون حساباتهم المطروحة في انتظار فصل الشتاء القارس، من أجل فرض أزمة الطاقة الروسية على أوروبا، لتنفيذ تحركاتهم، مبيناً أن استعادة أوكرانيا لمدينة “خيرسون” سيكون حسماً عسكرياً وسياسياً، بالنسبة لعلاقتها مع الغرب.
وجاء أيضا ، أنه من دون زيادة الدعم العسكري والمالي من الغرب، لن تستطيع أوكرانيا التقدم والفوز. وأنه يجب على الدول الأوروبية التوحد، من أجل سحب الاستثمار من الاقتصاد الروسي والإبقاء على العقوبات.
كذلك إن الرئيس بوتين يتمنى حدوث الكثير من الانقسامات الأوروبية، ليستطيع الضغط عليهم بمسألة أزمة الطاقة الروسية، وخرق العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا، مقابل بعض التنازلات منها.
متوقعاً أن تحدث هذه التطورات في فصل الشتاء، والتي ستشهد أوروبا إثرها أسعاراً مرتفعة للوقود، وقلة في الإنتاج الاقتصادي والصناعي مع زيادة في الإضرابات.
هل ستكون أوروبا قادرة على حل أزمة الطاقة ؟
صرحت الصحيفة البريطانية (ذا غارديان)، أنه إذا استطاعت أوروبا أن تتحرر من أزمة الطاقة الروسية التي تفرضها. و تتجاوز فصل الشتاء، فإنها ستحطم بذلك مصدر الدخل الروسي الرئيسي.
كما ذكرت الصحيفة البريطانية “ذا تلغراف”، أن على أوروبا التماسك في حربها ضد بوتين، فيما تشهده من ارتفاع بأسعار الغاز.
وقد كشفت الحرب الروسية الأوكرانية، عن الكثير من الحقائق، والتي من بينها أن الرئيس الروسي يقوم على إضعاف إرادة أوروبا، مستخدماً في ذلك ورقته الرابحة وهي (الطاقة).
ونقلاً عن مراقبين. فإن الدول الأوروبية تواجه الكثير بسبب أزمة الطاقة الروسية ، مشكلة ارتفاع غير مسبوق بأسعار الوقود والغذاء، وسيزداد الاختبار في إرادة الدول الأوروبية مع اقتراب فصل الشتاء، وبحلول العام المقبل إن استطاعت الدول الغربية التحرر من الاعتماد على الطاقة الروسية، فإن روسيا ستكون بالمقابل فقيرة.
كما أن بقاء اعتماد أوروبا على الوقود الروسي، سيشجع بوتين على الاستمرار في حرب أوكرانيا. حتى ينقسم الغرب، و تخور قوى الجيش والحكومة الأوكرانية.
الحرب الباردة
بعد مضي أكثر من ستة أشهر على هذه الحرب. مازالت أوروبا متضامنة مع أوكرانيا على الرغم من أن أزمة الطاقة الروسية في الغرب، حتى الآن تضغط على روسيا فيما يسمى الحرب الباردة.
كما وأعلنت الشركة الروسية للطاقة “غازبروم” وذلك في يوم الجمعة، أن خط الأنابيب الذي يربط روسيا بألمانيا. كان من المفروض أن يكمل عمله يوم السبت. بعد أن انقطعت خدمته لمدة ثلاث أيام متتالية بسبب أعمال الصيانة. ولكن سيتوقف الآن بشكل كامل حتى تنتهي إصلاحاته ، بدون تحديد وقت نهائي للعملية.
وبذلك تكون موسكو قد ردت على القرار الصادر من الدول السبع ، في استهداف المكاسب الروسية للطاقة، عن طريق تحديد سعر ثابت للنفط.
كما وصرحت “رئيسة المفوضية الأوروبية”، أنه على روسيا تحديد سعر الغاز المستورد عبر خطوطها.
وإن الغاز المخزن في أوروبا وصل إلى ثمانين في المئة. وذلك بفضل تنوع مصادر الطاقة البديلة، وإن “بروكسل” قدمت الكثير في الأشهر الأخيرة. وأن الهدف من توحد أوروبا مستخدمة السلاح الاقتصادي. هو وقف الغزو الروسي، وحل مشكلة أزمة الطاقة الروسية.
وأكد “نحن لا نشارك في التصعيد العسكري، ولكن يجب علينا أن ندعم كييف بشكل أكبر وأفضل”.
اقرأ أيضا مقالة رئيس الوزراء الجديد في بريطانيا … تراس أم سوناك؟