أسرار وخفايا ميليشيا فاغنر
وصلت ميليشيا فاغنر إلى مستوى جيد من التسليح والتدريب وهي تدعم القوات الروسية وتساندها
ميليشيا فاغنر شركة مثيرة للجدل، فهي شركة عسكرية خاصة كما تصف نفسها. و لكن يتهمها خصومها بأنها اليد الخفية لروسيا في مناطق كثيرة من العالم.
في مقالتنا هذه من موقع “العالم في ثواني” سنتعرف على هذه الميليشيات ودورها الحقيقي المتنامي في مناطق الصراع في العالم.
قوات ميليشيا فاغنر في أوكرانيا
تصاعد دور ميليشيا فاغنر في حرب روسيا وأوكرانيا وازداد الجدل بشأنها. فقد أكد “جون كيربي” المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن لدى هذه المجموعة حوالي 50 ألف عنصر موزعين في المناطق الأوكرانية، ويعول الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على هذه الميليشيات كثيراً، حيث أن قدراتها العسكرية باتت تتجاوز أي شركة أمنية خاصة في الغرب، وذلك بسبب دعم موسكو لها، فهي وسيلة لتأمين وجودها وتوسيع نفوذها في مختلف مناطق العالم.
ووفق محلل سياسي أستاذ في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، تعتبر مجموعة فاغنر غير نظامية ويتوفر في هذه القوة مدرعات مدفعية وأسلحة مشتركة، كما تمتلك قدرات إلكترونية واستخباراتية، وأيضاً لديها القدرة على حشد المشاة والطيارين.
ما يميز ميليشيا فاغنر عن الجيش الروسي هو أنها تقوم بتجميع المقاتلين من السجون لمحاصرة القوات الأوكرانية. وهذا ما يجعلهم مستمرين في القتال رغم الخسارة، فالبعد السياسي لهذه المجموعة واضح.
ووفق وكالة رويترز، أشار عقيد الاحتياط الروسي “فيكتور ليتوفكين “، إلى أن تاريخ مجموعة فاغنر يقوم بنفخها بشكل أكبر من قوتها وواقعها الحقيقي ، فهي شركة عسكرية خاصة يقوم بالخدمة فيها المتقاعدون وضباط الاحتياط، من أجل القيام بخدمات ومهمات عسكرية ضمن عقود تربطها مع شركات أو مهمات.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم ميليشيا فاغنر على خدمة السجناء الذين تقدموا بطلب للتوبة من ذنوبهم، وحسب قول الخبير أن هذه المؤسسة الحربية ليست الشركة الوحيدة في العالم التي تقدم خدمات أمنية وعسكرية.
أما على الصعيد الأمريكي، فالقانون في الولايات المتحدة يتيح لمثل هذه الشركات تقديم خدماتها العسكرية للجيش الأمريكي.
هل ميليشيا فاغنر الروسية منظمة دولية إجرامية؟
وصلت ميليشيا فاغنر إلى مستوى جيد من التسليح والتدريب، وهي تدعم القوات الروسية وتساندها. وقد أثار تصنيف واشنطن لها على أنها منظمة إجرامية دولية الحديث عنها، وعن طبيعة مهامها وتسليحها وحقيقة قوتها العسكرية وأماكن انتشارها.
وقد تأسست شركة فاغنر الروسية في مطلع مايو 2014 على يد رجل الأعمال الروسي “يفغيني بريغوجين” الذي عرف بولائه للكرملين و بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،وقد اعترف بوجود الشركة في تصريح رسمي له، و عقب اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا اعترف بترؤسه لها في العام الحالي .
ظهر جنود فاغنر أول مرة في معركة دونباس عام 2014، وفي عام 2016 شارك المقاتلون فيها في العملية العسكرية الروسية، وفي عام 2019 برزت مجموعة فاغنر في ليبيا وأفريقيا الوسطى ومالي والسودان ودول أفريقية أخرى.
وبعد أشهر من انطلاق شركة فاغنر العسكرية الخاصة شاركت في حرب روسيا وأوكرانيا. وتركز تواجد مقاتليها في مقاطعة دونيتسك على محور سوليدار و باخموت.
وقد بدأت هذه المجموعة العمل لأول مرة، عندما قامت روسيا بضم إقليم شبه جزيرة القرم عام 2014. حيث قامت بتنفيذ هجمات على شرقي أوكرانيا.
ووفق مسؤولون بريطانيون ارتفع عدد المقاتلين في شركة فاغنر الروسية إلى 20 ألف مقاتل في أوكرانيا. أي نحوعشرة بالمئة من إجمالي الجيش الروسي على الأرض.
مجموعة فاغنر في ليبيا وأفريقيا
افتتح رجل الأعمال الروسي “يفغيني بريغوجين” أول مقر لمجموعة فاغنر في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا. وقال في بيان له “أن مهمة ميليشيا فاغنر هي توفير بيئة مناسبة ومريحة من أجل توليد أفكار جديدة لتطوير وتحسين قدرة روسيا الدفاعية” .
ولا يخفي ذلك الاتهامات الموجهة لفاغنر، بأنها قامت بإرسال المسلحين إلى دول عديدة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. لتنفيذ عمليات قذرة في مناطق الصراعات المختلفة.
فقد انتشرت فاغنر في روسيا منذ عام 2016. من أجل دعم النظام السوري وخاصة في منطقة حقول النفط في دير الزور، وبعد مقتل عدد من مقاتليها بغارة أمريكية عام 2018 خطفت فاغنر الأضواء.
كما تنشط هذه المجموعة العسكرية في ليبيا منذ عام 2016، وتدعم الجيش الموالي للواء المتقاعد “خليفة حفتر”.
العقوبات التي تخضع لها ميليشيا فاغنر الروسية
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2017 عقوبات على ميليشيا فاغنر وفي عام 2020. قامت وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على مالك فاغنر يفغيني بريغوجين، بسبب تعزيز نفوذ روسيا الخبيث في أفريقيا الوسطى.
وبسبب تدخل “بريغوجين” المزعوم في الانتخابات الأمريكية، فرضت الولايات المتحدة عليه المزيد من العقوبات عام 2021.
كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 3 شركات طاقة في سورية و 8 أشخاص وميليشيا فاغنر. بتهمة تمويل الجماعات المرتزقة في ليبيا وسوريا وأوكرانيا، بالإضافة إلى ذلك واجه” بريغوجين” المزيد من القيود. بسبب دوره في تمويل الرئيس الروسي بوتين.
اقرأ أيضا مقالة إسرائيل تحظر العلم الفلسطيني وفنان يحتج بطريقته الخاصة