أسلحة الليزر وحقيقة استخدامها في أوكرانيا

بدأت روسيا باستخدام أسلحة الليزر، في معركة أوكرانيا قبل أسبوعين، من خلال نموذج أولي يدعى بـ”زاديرا” وهذه الأسلحة، تملك القدرة على حرق الطائرات المسيرة.
لكن أكد المسؤولين في البنتاغون أنه لا يوجد دليل على ذلك، كما سخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الأسلحة، ووصف الأمر بأنه دعاية، إلا أن عدة دول بما فيها أمريكا وروسيا والصين، تقوم بتطوير وتحديث أسلحة الطاقة الموجهة، منذ سنين طويلة.
كذلك أعلنت إسرائيل قبل أسابيع أنها نجحت في استخدام أسلحة الليزر وتمكنت من إسقاط طائرات الدرون.
والسؤال الذي نناقشه في مقالنا هذا، هل هذه الأسلحة وصلت إلى هدفها، وتم إخراجها من نطاق السرية من أجل استخدامها، في أرض المعركة لأول مرة في التاريخ، أم أنها مبالغات لها غايات استراتيجية، وأيضا أهداف دعائية أكثر من أنها واقعا حقيقيا؟
أسلحة الليزر نقطة تحول تاريخية
إذا كانت تصريحات مسؤولي روسيا صادقة، بأنها أطلقت جيلاً جديداً من أسلحة الليزر القوية “زاديرا” ، واستخدمتها في حرق طائرات “درون” المسيرة في معركة أوكرانيا ، فإن روسيا هي الأولى في العالم التي تستخدم أجهزة الليزر في الحرب، وبالتالي سيكون استخدام هذه الأسلحة، نقطة تحول تاريخية في الحروب والمعارك، ستعمل على إعادة رسم مستقبل العمليات الحربية، وخاصة أنها قد ساعدت روسيا في الوقوف، ضد شحنات الأسلحة التي أرسلتها الدول الغربية إلى كييف، التي تركز في حربها على طائرات درون الجبارة.
أمريكا تنفي وأوكرانيا تسخر
وبالرغم من ذلك، لا تزال الشكوك تحيط بتصريح روسيا وقام مسؤول أمريكي بنفي علم البنتاغون. بأي شيء حول هذه الأسلحة الروسية الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، سخر رئيس أوكرانيا، ووصف تصريح روسيا عن أسلحة الليزر ، بمزاعم دعائية، وقارنها بوعود ألمانيا لشعبها، حيث أنها وعدت الشعب الألماني بأسلحة عجيبة، لتحول مسار الحرب العالمية الثانية لصالحها.
وبغض النظر عن التصريحات، التي أطلقها نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، بشأن زاديرا حقيقية أو لا، إلا أن تصريحات روسيا جاءت في وقت زمني قصير جدا، من إعلان واشنطن في شهر نيسان، عن نجاح البحرية الأمريكية في إسقاط صاروخ كروز يسير بسرعة أقل من سرعة الصوت، باستخدام سلاح ليزر كهربائي عالي الطاقة،وهو سلاح متعدد المنصات والطبقات، قامت بتصميمه شركة “لوكهيد مارتن”، وفق صحيفة CNN.
أسلحة الليزر الروسية
تعتبر أسلحة الليزر الجديدة زاديرا ، التي أفادت التقارير أن روسيا تقوم بنشرها في أوكرانيا. جزء من الأنظمة الحديثة التي كشف بوتين عنها قبل بضع سنوات، حيث أعلن الرئيس الروسي عام 2018. للمرة الأولى عن سلاح ليزر يسمى بيريسفيت، ورافق الإعلان عن هذا السلاح الروسي عرض مقطع فيديو، ظهر خلاله نصف مقطورة تحمل في قسمها الخلفي جهاز الليزر. وهو يدور باتجاهات مختلفة بسرعة كبيرة، مما يدل على إمكانياته في مراقبة الأهداف المتحركة.
لكن سلاح الليزر بيريسفيت، كان لفترة من الوقت في الخدمة، حيث عرضت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو له على قناتها في منصة اليوتيوب، شرحت من خلاله، أنه نقل إلى أماكن انتشارها، ويستعد للدخول في الخدمة القتالية.
غير أن “يوراشيان تايمز” وهو موقع متخصص في الدفاع، أوضح أن معظم الخبراء يعتقدون، أنه من غير المعقول أن يكون سلاح “بيريسفيت” فعالا بما يكفي ، لتدمير الأهداف المادية ، وأن الغاية من استخدامه، هو تعطيل تتبع الأقمار الاصطناعية، للصواريخ الباليستية النووية التي تستطيع عبور القارات.
تفاصيل عن أسلحة الليزر
لم تقدم الصين وروسيا وإسرائيل، أي تفاصيل فنية بشأن أسلحة الليزر، التي أعلنت عنها. ولكن شركتي رايثيون و لوكهيد مارتن الأمريكيتين شرحتا، بعض التفاصيل عن أجهزة الليزر الخاصة بهما. حيث أشارت شركة رايثيون على موقعها الإلكتروني. أنها تستخدم جزيئات الضوء أو الفوتونات من أجل تنفيذ الدفاع المدني و المهمات العسكرية. إذ تساعد تقنية الطاقة الموجهة بالكشف عن التهديدات والتتبع خلال المناورات. وكذلك تتيح التعرف البصري الإيجابي للحد من التهديدات. بما في ذلك الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، وأيضا الأنظمة الجوية من دون طيار.
قالت شركة “لوكهيد مارتن”، التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا. استخدام أسلحة الليزر، في إسقاط هدف يمثل صاروخ كروز، سرعته أقل من سرعة الصوت:
إن تقنيتها أصبحت جاهزة اليوم للدفاع ضد الصواريخ الصغيرة، وقذائف الهاون. وقذائف المدفعية، والطائرات المسيرة من دون طيار، والمركبات الأرضية الخفيفة وقوارب الهجوم الصغيرة.
و ستتمكن أنظمتها مع زيادة مستويات طاقة الليزر الليفي. من القيام بالمهمة خلال مسافات أطول، وستكون قادرة أيضاً على تعطيل تهديدات أكبر.
وأخيراً، تعتبر أسلحة الليزر التي يتم تثبيتها على طائرات مقاتلة، خيارات دفاعية أفضل من الأنظمة التي تعتمد على الصواريخ. لأن كلفة كل طلقة فيها ضئيلة، ولأنها تمتلك القدرة على الضرب الفوري. كما أنها توفر مرونة تكتيكية من خلال تثبيتها على منصات متحركة.
اقرأ أيضا مقالة أثرياء روسيا يتهربون من العقوبات بحيلة استخدمها بن لادن