سياسة

مدينة ماريوبول الساحلية تحظى بأهمية كبيرة ضمن خطط روسيا في أوكرانيا

أصبحت مدينة ماريوبول أكثر المدن الأوكرانية تعرضا للقصف الروسي والغارات في حرب روسيا وأوكرانيا  منذ أربعة أسابيع. حيث واجهت هذه المدينة الزخم الأكبر من الهجمات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

الأسباب الرئيسية التي جعلت السيطرة على ميناء ماريوبول نصرا مهما لروسيا وضربة قاصمة لأوكرانيا

 تأمين ممر بري بين القرم  ودونباس

تحتل  مدينة ماريوبول مساحة جغرافية صغيرة جداً في خريطة أوكرانيا. ولكن هذه المدينة  تعتبر عائقاً كبيراً وعنيداً في وجه الجيش الروسي الذي يتقدم شمالاً من شبه جزيرة القرم. كما أن الجيش الروسي يواصل تقدمه باتجاه الشمال الشرقي في محاولة منه للالتحام مع حلفاء روسيا من الانفصاليين الأوكرانيين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.

وكذلك صرح الجنرال السير ريتشارد بارونز القائد السابق لقيادة القوات المشتركة البريطانية. أن احتلال ميناء ماريوبول والسيطرة عليه يعد أمراً حيوياً واستراتيجياَ هاما  بالنسبة للمجهود الحربي الروسي. كما أكد  القائد البريطاني المتقاعد أن الروس عندما يشعرون بأنهم قد انتصروا في هذه المعركة. فأنهم سيكونون قد أنهوا فتح جسر بري يصل روسيا بالقرم. وسيرون  ذلك  نصراً استراتيجياً كبيراً.

وفي حال نجح الروس في السيطرة على مدينة ماريوبول، سيكونون بذلك قد سيطروا على أكثر من 80 في المئة من الساحل الأوكراني على البحر الأسود. وذلك يجعلهم قادرين على قطع وإيقاف نشاط أوكرانيا التجاري البحري. وبالتالي زيادة عزلها عن العالم الخارجي.

خنق اقتصاد أوكرانيا

تعد ماريوبول ميناء استراتيجياً مهماً على بحر آزوف المفتوح على البحر الأسود. بسبب احتوائها على أحواض سفن عميقة. ولأنها  أكبر الموانئ في منطقة بحر آزوف. بالإضافة  لوجود مصانع كبيرة  للحديد والفولاذ فيها. وكانت مدينة ماريوبول، قبل الحرب الروسية الأوكرانية  مركزا مهما لتصدير الفولاذ والفحم والحبوب من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط ومناطق أخرى. لهذا عرفت الأن عزيزي القارئ أن خسارة ماريوبول ستعد  ضربة قاصمة وموجعة للاقتصاد الأوكراني.

ميناء ماريوبول وكتيبة آزوف

تعد مدينة ماريوبول موطنا لميليشيا أوكرانية أطلقت على نفسها اسم كتيبة آزوف و تعود تسمية هذه الكتيبة بهذا الاسم إلى بحر آزوف الذي يربط ماريوبول بالبحر الأسود. وتضم هذه الكتيبة متطرفين يمينيين بينهم نازيون جدد وبالرغم من أنهم يشكلون نسبة صغيرة جدا من القوات الأوكرانية.

يعتبر وجودهم في الأصل أداة دعائية مهمة لموسكو حيث أنها أعطتها العذر في القول للروس بشكل عام أن القوات الذين أرسلتهم ليقاتلوا في أوكرانيا إنما يقاتلون من أجل تطهير وتنظيف الجار الأوكراني من النازيين الجدد. كما أن روسيا  في حال  تمكنت من أسر عدد كبير من عناصر كتيبة آزوف.

فغالبا سيتم عرضهم في وسائل الإعلام الروسية الرسمية في سياق الحرب الروسية الأوكرانية الإعلامية المستعرة. وذلك من أجل  تشويه سمعة أوكرانيا وحكومتها.

دفعة معنوية كبيرة

إذا سقطت مدينة ماريوبول فهذا لا شك فيه سيكون مهما جدا. من الناحية المعنوية للجانبين الروسي والأوكراني في هذه الحرب. لأن النصر الروسي في ماريوبول سيسمح للكرملين أن يثبت  للشعب الروسي من خلال  الإعلام الرسمي بأن روسيا تحقق أهدافها وتقدم للأمام  في ميادين القتال. وقد تبدو هذه الحرب مسألة شخصية بالنسبة للرئيس بوتين ولكن هناك أهمية تاريخية لهذا الانتصار.

حيث  يرى  الرئيس بوتين أن الساحل الأوكراني على البحر الأسود يعود لكيان يدعى نوفوروسيا أي روسيا الجديدة، وهي أراض تعود لروسيا حيث يرجع تاريخها إلى الإمبراطورية الروسية في القرن الثامن عشر. تمثل خسارة ماريوبول ضربة قاصمة وكبيرة بالنسبة للأوكرانيين ليس فقط عسكريا واقتصاديا ، ولكن أيضا بالنسبة للأوكرانيين رجالا ونساء الذين يدافعون عن أرضهم.

ستكون مدينة ماريوبول أول المدن الأوكرانية المهمة التي تسقط بأيدي الروس بعد خيرسون وهي مدينة ذات أهمية  قليلة  من الناحية الاستراتيجية، وبالتالي لم يستميت الأوكرانيون في الدفاع عنها.

اقرأ أيضا مقالة الولايات المتحدة تزود الجيش الأوكراني بالأسلحة الثقيلة لمواجهة روسيا

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة