أين ستكون عودة داعش؟
الحديث لم يتوقف عن خطر داعش وإمكانية عودة داعش من جديد، ولكن هذه المرة أصبح ممزوجاً بالخوف المبرر وذلك لأن التنظيم أعاد تنظيم صفوف جنوده مرة ثانية وأصبح قوة لا يمكن التقليل من شأنها
العالم قلق جداً من إمكان عودة داعش، وقد أظهر قلقه هذا في العالم الحالي 2023، بعد أن استطاع التنظيم تنفيذ 34 عملية عسكرية في الأشهر الأخيرة، وقد تسببت هذه العمليات بمقتل حوالي 51 شخصا.
حملت عودة التنظيم المحتملة عنصر المفاجأة، بالرغم من الحديث المستمر عن خلايا التنظيم النشطة في الموصل والرقة.
عودة داعش تنشر الخوف و تقلق العالم
الحديث لم يتوقف عن خطر داعش وإمكانية عودة داعش من جديد، ولكن هذه المرة أصبح ممزوجاً بالخوف المبرر، وذلك لأن التنظيم أعاد تنظيم صفوف جنوده مرة ثانية، وأصبح قوة لا يمكن التقليل من شأنها أو الاستهانة بقدرتها في وقت يعاني منه العالم من انقسام وتشتت، بسبب حرب روسيا وأوكرانيا، فالعالم استسلم لخطر التنظيم الذي عاد من جديد، بدلا من أن ينشغل في مواجهته.
فُوجئ المجتمع الدولي بخلايا التنظيم المختبئة في العراق وسوريا تواجه الجيش العراقي والسوري، بطريقة أزعجت الولايات المتحدة الأمريكية بعد تحرير الرقة السورية كاملة منذ أكثر من ثلاث سنوات وبعد القضاء على ثلاثة خلفاء لتنظيم داعش.
فالمجتمع الدولي يعاني من تقدير غير صحيح لقوة تنظيم داعش، سواء قبل سقوط الدولة عام 2014 أو بعد سقوطها عام 2019.
دائماً ينجح تنظيم داعش، فهو يسوق لنفسه صورة غير صحيحة، فقد نجح عندما احتل مدينة الموصل في العراق ببضع مئات من المقاتلين ،ومن خلال صور الذبح والقتل التي شاهدها المقاتلين العراقيين عقب دقائق من دخوله الموصل زرع الرعب في نفوس الجنود، وهربوا ظناً منهم أنهم سيقاتلون جيشاً كبيراً ،ولكن الحقيقة أن أعداد تنظيم داعش لم تتعدَ المئات، وليس كما سوق عبر وسائل إعلامه.
فشل الولايات المتحدة الأمريكية في تقدير قوة تنظيم داعش
والغريب أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في عام 2022، في تصفية اثنين من خلفاء تنظيم داعش. وأيضاً استطاعت في العام نفسه، قتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري. ليتفاجأ الجميع أن هناك دلائل على عودة داعش في بداية عام 2023. وهذا يدل على أن تقدير أمريكا لقوة التنظيم غير صحيح. وربما تقدير واشنطن لقوة التنظيم أثناء تأسيس دولته كان قبل ذلك مؤشراً خطراً. حيث لم ينجح التحالف الدولي الذي قامت أمريكا بتشكيله، وكان مؤلفاً من ثمانين دولة وأكثر في القضاء على تنظيم داعش إلا بعد مضي 5 سنوات، وهذا يعكس التقدير الغير صحيح لقوة داعش، وقد احتاج أيضاً وقتاً طويلاً لمواجهته.
كانت عودة تنظيم داعش قوية، حيث استطاعت هذه القوة أن تحتل مدينة الموصل في العراق ببضع مئات من الجنود، ولديها الآن قرابة عشر آلاف داعشي، بالإضافة إلى مقاتلين آخرين يحتمل وجودهم في شمال شرقي سورية، داخل المخيمات والتي أشهرها مخيم روج والهول. علاوة على ذلك، وصل عمر أطفال داعش في المخيمات إلى 16 و 18 عاماً . وباتوا مقاتلين في التنظيم. ورغم ذلك لم يمتلك المجتمع الدولي الآلية المناسبة للتعامل مع هذه القوة. حتى ظهر تقريراً مخيفاً باحتمال عودة داعش في العام الحالي.
عودة داعش … هل ستكون في منطقة الشرق الأوسط؟
أين ستكون عودة داعش المحتملة؟ هل سيعود التنظيم إلى مملكته الزائلة في منطقة الشرق الأوسط؟
وفق وكالة رويترز، جميع التقديرات تذهب إلى أن عودة تنظيم داعش، أصبحت أمراً واقعاً محتملاً، وليس مجرد تكهنات، نعم قد نختلف في شكل هذه العودة، ومكانها ولكن لا يوجد اختلاف على العودة نفسها التي بدت بوادرها عندما شن التنظيم العمليات العسكرية خلال الشهور الماضية.
تمثل أفريقيا البيئة الحاضنة لتنظيم داعش، منذ أن أعلن سقوطه في بداية عام 2019. وذلك لأسباب تمر بها دول هذه القارة ترتبط بظروف أمنية وسياسة واقتصادية. فأغلب دول هذه القارة غير مستقرة وأجهزة الأمن فيها ضعيفة. وبالتالي يستطيع داعش الانتقال بين هذه البلدان بأريحية تامة، والأهم من ذلك وضع هذه الدول متدهور اقتصادياً. وتنعدم أي تنمية قد تساعد البلاد بعيداً من الإرهاب.
تنظيم داعش يدعم وجوده في قارة أفريقيا
وأما فيما يتعلق بظروف قارة أفريقيا، فهناك أسباب لا علاقة لها ببعض الدول الكبرى المجاورة للقارة السمراء. والتي تقوم بنهب ثروات هذه البلاد، والجميع يقوم بتحقيق مصالحه السياسية، وبالتالي لا يوجد أي دور للمجتمع الدولي في أفريقيا.
ويمكن القول أن تنظيم داعش، استطاع دعم وجوده في هذه القارة. وفي عواصم عديدة فيها، وقد بايعته العديد من التنظيمات المحلية والإقليمية. حتى أصبح التنظيم داخل أفقر قارة وتمركز فيها، وهنا نستطيع أن نقول أن عودة داعش مؤكدة، وليست تكهنات واحتمالات.
اقرأ أيضا مقالة خيري علقم منفذ عملية القدس شهيد حفيد شهيد