سياسة

إيران والولايات المتحدة … هل تنجح قطر في التوصل إلى اتفاق نووي وإنهاء الخلاف؟

إيران والولايات المتحدة، حديث الصحف العربية. حول توقعات نجاح إنهاء الخلاف، أو فشل المحادثات، الغير مباشرة بينهما. من أجل التوصل إلى اتفاق نووي. كما رحبت صحف دولة قطر، باستضافة العاصمة القطرية الدوحة للمحادثات، وفي المقابل يتوقع محللون في صحف أخرى، صعوبة التوصل إلى اتفاق نووي إيراني، خاصة مع الأسلوب السياسي التي تتبعه إيران.

محادثات الدوحة لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني

جاء في افتتاحية صحيفة الشرق القطرية بعد مرور أشهر

من توقف محادثات فيننا، بين إيران والدول الغربية ، عاد الأمل مجددا، في إمكانية استئناف الحوار لحل نقاط الخلاف بين ايران و الولايات المتحدة الأمريكية. وذلك بعد أن صرحت قطر، بأنها ترحب باستضافة جولة إستئناف المحادثات، الغير مباشرة بين طهران و واشنطن .

كما قالت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها، إن الغاية من جولة المحادثات الأمريكية الإيرانية، تصب في مصلحة عملية التفاوض الأساسية في فيينا، لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، حيث أن الهدف من محادثات الدوحة هو كسر الجمود، وبث الروح الايجابية عند جميع الأطراف.

اتفاق إيران والولايات المتحدة يعزز أمن واستقرار المنطقة

إن انعقاد جولة المحادثات في الدوحة، يحمل مؤشرات عديدة على امكانية نجاح الاتفاق، بسبب ما تتمتع به قطر من مصداقية واحترام، فالجميع يدرك أن غاية قطر الوحيدة، هي حماية أمن المنطقة واستقرارها. كما أنها تحرص على توفير الظروف المناسبة، من أجل التوصل إلى اتفاق حقيقي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. ويجب أن يعمل هذا الاتفاق، على ترسيخ الاستقرار وتعزيز الأمن.

تعتبر الدوحة العاصمة العربية الأقرب، للإدارة الأمريكية الحالية، كما أنها، تعد الشريك المفضل لحلف الناتو، و تتواجد أكبر قاعدة أمريكية على أرضها، لهذا اختيارها لم يكن صدفة، وإنما جاء لإبعاد الأطراف الأخرى، عن هذه الجلسة التي ستكون حاسمة. وقد تكون مباشرة هذه المرة، حيث سيكون الوسيط، بين إيران والولايات المتحدة، وسيطا قطريا، وهو الوسيط القريب من الطرفين.

إن تعثر محادثات فيينا، وعدم التوصل إلى حل يفتح الطريق لإيران. للعودة إلى اتفاق نووي، يناسبها أكثر من أي وقت أخر. وخاصة بعد أن أصبحت تملك المواد اللازمة، لصنع أسلحة نووية، ولديها كل الخبرات التي تمكنها من صنع القنابل النووية، وربما قد تكون قد صنعتها فعلا.

إيران والولايات المتحدة.. طهران على خطى طالبان

قال الكاتب طارق الحميدي :

تسير إيران على خطى طالبان، فقد وافقت طالبان بأن تكون قطر مقرا للمحادثات بينها وبين أمريكا، وجاء عقب تلك الجلسة، انسحاب أمريكي من أفغانستان، ولن ينسى العالم كله هذا الانسحاب، وتداعياته ما زالت حتى اليوم والغد واضحة.

كما أضاف الكاتب :

السؤال ماذا سيقدم الرئيس الأمريكي وإدارته في هذه المفاوضات من تنازلات، وماذا ستقدم طهران بدورها. وخاصة أن الوقت لا يناسب، مصلحة إيران والولايات المتحدة.

كذلك يرى الكاتب الحميدي :

لايوجد حتى الآن شيء واضح، عن جلسة إيران والولايات المتحدة في الدوحة. وعلينا أن نتذكر أن المفاوضات بين واشنطن وطالبان، في الدوحة استغرقت سنوات، واشكالية الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، أنه بسقف مفتوح. مما منح إيران فرصة لتتلاعب وتضر بمصلحة الإدارة الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، حذر الحميدي، أنه في حال تم التوصل لاتفاق إيراني نووي في الدوحة. فإن تنفيذه سيكون غير مؤكد أبدا، لأن الوقت لا يناسب جميع الأطراف، وليس في مصلحتهم، مهما كانت نواياهم.

إن قطر كانت دائما الوسيط، الذي يستضيف محادثات لصالح أمريكا، في وقت كانت هذه المفاوضات مستحيلة الحل. مثل التي حدثت مع حركة طالبان. وانتهت إلى تحقيق هدف أمريكي، سعى إليه أكثر من رئيس، ولم ينجح فيه، وهو الانسحاب من أفغانستان.

و التفاوض اليوم، بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، يشبه الأسلوب الذي كانت تستخدمه أمريكا، حين تكون لها غاية حقيقية، في التوصل إلى أي اتفاق، يفترض عدم مغادرة مكان التفاوض ابدا، حتى إنجاز الاتفاق.

وقطر هي المكان الأكثر ملائمة لمثل هذا النوع من المفاوضات.

ويتوقع بعض المحللون، انفراج في الملف النووي الإيراني، حيث أن طهران، تعلم أن العداء والتآمر عليها لن يتوقف في وجود اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، أو في غيابه، لهذا فهي لا تحاول أن تحصل على رضا، لن تناله أبدا، وعام واحد كامل كان كافيا، لاقناع الإدارة الأمريكية، بأن الوقت يخدم طهران وليس العكس.

اقرأ أيضا مقالة  جونسون .. لو بوتين امرأة لما وقعت الحرب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة