سياسة

إيران … 3 سيناريوهات لاسقاط التقارب العربي الأميركي

بينما يتهيأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، لزيارة الشرق الأوسط، بدءا من إسرائيل، ووصولا إلى السعودية. وإذ تسعى إدارته، للتقرب من دول التحالف العربي، بهدف حثهم على تكثيف إنتاج الغاز والنفط، والوقوف دائما مع واشنطن، تجهد إيران لتدمير هذا التقارب، بجميع الوسائل.

لماذا تخاف إيران وقيادتها، أن تتقارب أمريكا والعرب؟

لماذا تخاف طهران التقارب، بين الولايات المتحدة الأمريكية والعرب، في وقت تلتزم واشنطن من جديد بالدفاع المشترك مع إسرائيل.

من وجهة نظر النظام في إيران، التقارب بين الإدارة الأمريكية ودول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، وإن كان محدودا أو لأهداف معينة، فهو بالنسبة إلى إيران يشكل تحديا كبيرا، لسيطرتها على المنطقة.

فقد اعتبرت طهران أن عودة أمريكا، إلى طاولة المفاوضات سواء في فيينا أو غيرها، وازدياد نفوذ اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة، منذ عودة سياسة أوباما إلى البيت الأبيض، يضمن لها أجندتها المناسبة.

وقد اعتبرت إيران، أن تصاعد الخلافات بين الإمارات والسعودية ومصر مع واشنطن، نصرا لها.

وبالتالي فإن قرار بايدن نبتغيير سياسته، واعادة فتح الأبواب، للتحالف مع السعودية وحلفائها في المنطقة، لأسباب دولية واقتصادية، أصبح يهدد أهداف الدولة الإيرانية في الشرق الأوسط.

كما أن عودة التقارب بين الرياض وأمريكا، قد يمهد الطريق أمام صفقة أسلحة متطورة، تحصل عليها السعودية. وقد يحفز بايدن على دعم معاهدة أبراهام، ومن خلالها، يحث البحرين والإمارات وإسرائيل، على التعاون العسكري، وبالتالي مظلة إسرائيل الاستراتيجية تمتد إلى الخليج. مما يعني أن إيران،خسرت ميزانها الاستراتيجي مع ساحل الخليج الغربي.

بالإضافة إلى ذلك، احتمال أن تستميل المصالح الأمريكية الاقتصادية، من جديد إلى إسرائيل والدول العربية المعدلة معا.

وبذلك، ستضعف مصالح اللوبي النووي، وستتحرر أمريكا من هذا التأثير. وقد يتحول التقارب بنظر طهران في هذه المرحلة، إلى دفء متوسط المدى، فتخسر إيران الورقة الرابحة في اللعبة الإقليمية.

والأن سنعرف، كيف ستسقط إيران التقارب العربي الأمريكي، من خلال السيناريوهات الثلاث.

سيناريوهات إيران لنسف التقارب العربي الأمريكي

  • السيناريو الإيراني الأول

يكمن السيناريو الأول، بحدوث انفجار أزمة داخلية سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، يصعب التقارب بين التحالف العربي وبايدن، ويركز البيت الأبيض على حل مشاكله الداخلية.

ولكن كيف ستؤثر إيران في الداخل الأمريكي؟

ليس بالضرورة أن تكون طهران، إنه لوبي المصالح الاقتصادية،التي ترتبط بنجاح النووي الإيراني، بالإضافة إلى الإعلام المناوئ، في الأصل لتحالف العرب وإسرائيل.

ومنذ أن تحركت الولايات المتحدة، باتجاه المملكة وإسرائيل، بدأت الصحافة، التي تؤيد الاتفاق النووي الإيراني بحملة تشكيك. عبر نيويورك تايمز، وصحيفة CNN، وواشنطن بوست.

  • سيناريو إيران الثاني

السيناريو الإيراني الثاني، هو أن تقوم إيران، بزرع الهلع من انهيار الاستقرار، في مركز الإدارة الأمريكية وذلك، من خلال تحريكها للملفات التصادمية، في المنطقة، فتتراجع نحو الخليج.

ومن هذه الملفات، هي أن تقوم بتحريك الميليشيات الإيرانية في الدولة العراقية، ضد حلفاء أمريكا. سواء كانوا داخل العراق أو الأكراد، فتكون واشنطن ملزمة بالدفاع عنهم، وهذا أمر لا ترغبه إدارة بايدن.

والملف الثاني، هو تحريك المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، وخاصة في المنطقة الحدودية، حيث استخراج الغاز.

الإدارة الأمريكية، ليس في مصلحتها الحرب بين إسرائيل وإيران، حتى لا تكون مجبرة، على خوض هذه الحرب.

ملف آخر هو أن تقوم إيران بتفجير أزمة، في باب المندب عبر الحوثيين. فتتزعزع التجارة الدولية، و تجبر الإدارة في الولايات المتحدة، على استعمال أسطولها من أجل حسم الأزمة، وهو أيضاً أمر لا يريده جو بايدن، ولا ادارته في الوقت الحالي.

  • السيناريو الإيراني الثالث

قد يكون هذا السيناريو، خياراً أسهل تنفيذا وأكثر حسماً بالنسبة للنظام في إيران ، ألا وهو أن يقفز النظام الإيراني. بشكل دراماتيكي نحو موسكو والصين. وأن يفتح أجوائه وشواطئه، وأراضيه كاملة، للقوات الإستراتيجية و التقليدية، للقوتين النوويتين.

وهذا يعني أن تنتقل طهران إلى تحالف قوي ووطيد، مع روسيا والصين. فتقوم بإسقاط التحالف النووي، بالانضمام للكتلة الأسيوية، بشكل كامل، وبالتالي سيؤدي إلى أزمة سياسية داخل أوروبا وأمريكا.

اقرأ أيضا مقالة الطقس .. هل يدعم بوتين أم بايدن؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة