سياسة

اشتعال الحروب السياسية على منصة تويتر بسبب الملياردير إيلون ماسك

تويتر أصبح له تأثير كبير جداً على الصعيد السياسي ويعتبر الأكثر انخراطاً في الحروب الفكرية

انهمرت الانتقادات بشكل هائل على الملياردير إيلون ماسك من قبل المعسكر اليساري، وذلك لأن رئيس مجلس إدارة منصة تويتر، والمالك الجديد لهذه المنصة “ماسك” ، قام بفصل فريق التوجيه السياسي داخل مبنى القيادة في الشركة.

واشتعلت معارك الفضاء السيبراني إلى أن وصلت إلى الجبهات السياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، والمفارقة أن إيران تشترك في هذه المعركة أيضاً.

منصة تويتر قبل تملكها من الملياردير إيلون ماسك

مارست شركة تويتر منذ تأسيسها ولعدة سنوات سياسة الحياد النسبي تجاه مستخدمي هذه المنصة، أي أن الإدارة لم تكن عند قبولها طلبات الانتساب تميز بين أصحابها وعندما يبدي المنتسبين رأيهم من خلال تغريداتهم على المنصة لا تضغط الشركة عليهم، فمنذ عام 2006، وتحت إدارة “جاك دروسي” كانت المنصة تسمح لكل الاتجاهات أن تكون حرة بالتعبير عن نفسها ضمن حدود قانونية بسيطة، وتحت إرشادات لها علاقة بأمن الأشخاص.

وقد استخدمتها كافة الأطراف السياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، بما فيها أنظمة الدول المصنفة بأنها أنظمة إرهابية مثل إيران وغيرها.

وبالتأكيد تحولت منصة تويتر إلى موقع تعبير وانطلاق للثورات والتيارات الأيدلوجية وحركات التحرر، وكل ما يعبر عنه المنتسبون.

وبالرغم من أن منصة الفيس بوك وإنستغرام وتيك توك ينتسب إليها أكثر من مليار شخص، فإن تويتر أصبح له تأثير كبير جدا على الصعيد السياسي وخاصة بعد أن امتلكها الملياردير إيلون ماسك، ويعتبر الأكثر انخراطا في الحروب الفكرية. وفق صحيفة CNN.

تأثير منصة العصفور الأزرق

إن ما يميز منصة “العصفور الأزرق”، هو مشاركة كوادر و مفكري اليسار الليبرالي في الغرب، والذين يحملون الإشارة الزرقاء الذين يؤثرون في الخطاب السياسي والثقافي الدولي، وقد أصبحت النخبة التويترية قوة مرتفعة وغريبة، استطاعت أن تؤثر في طريقة تفكير الحكومات والشخصيات والسياسيين كما تريده، عن طريق الترند أو الاتجاه، وذلك عندما يقوم جيش من أصحاب الإشارات بحشد توصيات من خلال إطلاق موجة كبيرة من التغريدات، إما تدمر الشخصية أو تدعمها.

وبانت منصة تويتر، سلاحاً يستخدم في الحروب السياسية الأمريكية والدولية

إلا أن التسييس في هذه المنصة تصاعد رقمياً منذ عام   2013 في وجه باقي المشتركين لصالح فئة معينة مركزية، أي بعد الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السابق أوباما.

حرب الرئيس الأمريكي السابق ترامب في تويتر

اصطدم دونالد ترامب بالنخبة الزرقاء على تويتر منذ انتخابه وتشكيل إدارته وتناقضه مع  سياسة باراك أوباما. وأصبحت السنوات الاربعة لترامب بمثابة معركة يومية على المنصة. وقد وصل عدد متابعي الرئيس ترامب في وقتها إلى 80 مليون كردة فعل على سياسات الرئيس باراك أوباما. ودارت المعارك العنيفة على المنصة التويترية بينه وبين خصومه في الكونغرس والأصوات الكبيرة في معسكر الديمقراطيين والإعلام وكذلك هوليود، وفي البداية كانت إدارة تويتر تقف محايدة، لكنها كانت منزعجة من الرئيس ترامب بسبب حروبه وهجماته الشخصية على كل شخص انتقده.

ولكن كانت هناك معادلة غير مرئية تتحكم بسياسة تويتر تجاه ترامب وخصومه.

فمن جهة كانت أغلب الشركات الكبرى المتعاطفة مع أوباما وبايدن تهدد بالانسحاب إذا لم تقم المنصة بإخراج ترامب منها. وكان ذلك سيكلف جداً شركة تويتر.

ومن جهة ثانية كانت الشركة تخشى أنها لو قامت باتخاذ قرار سياسي في حق الرئيس الأمريكي. فستخسر عشرات الملايين من مستخدمي المنصة، وبالتالي تتكبد خسائر مع الشركات الإعلانية.

إلا أن “جاك دورسي” و مجلس الإدارة قرروا أن يقوموا، بفصل ترامب عند اقتراب انتهاء ولايته وبعد خسارته الانتخابات الرئاسية.

ومع مغادرته ضعف صوت المعسكر الذي يعارض جو بايدن، وتململ الجمهوريون من تحجيم حساباتهم.

إيران ومنصة تويتر

استفادت الحركات الإسلامية وإيران من تقليص تأثير الرئيس ترامب وجيشه في تويتر. وخاصة أن إدارة الرئيس قامت بشن هجوماً على النظام الإيراني خلال فترة رئاسته. وتم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وبعد ذلك أصبحت “الباسدران” الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب.

واستفاد أيضاً من الحرب التويترية على ترامب اللوبي  الإخواني. وخاصة بعد أن وجه الرئيس عام 2017 خطابا لقمة الرياض بضرورة إخراج الإسلاميين الراديكاليين من مناطق النفوذ في تلك الدول ومواجهتهم. وقد شارك اللوبيان في إخراج ترامب من تويتر.

اقرأ أيضا مقالة عناصر الحرس الثوري الإيراني في قطر لمراقبة لاعبي منتخبهم

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة