خبراء ومحللون …. الوضع في الضفة الغربية يتجه للانفجار بعد اتفاق العقبة
يقول أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية أن التفاهمات في اتفاق العقبة ولدت ميتة، وبرر ذلك بأن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن راغباً في التهدئة ودائم الكذب

تفجرت الأوضاع في الضفة الغربية عقب اتفاق العقبة، الذي كان يسعى للتهدئة في فلسطين المحتلة، وذلك بسبب إعلان قادة الاحتلال الإسرائيلي إصرارهم على تنفيذ خططهم الاستعمارية و التصعيدية بعيداً عن ذلك الاتفاق،
وقد أطلقت القوى الفلسطينية والكثير من الفصائل تحذيرات كثيرة بخصوص عدم صدق حكومة الاحتلال الإسرائيلي . خاصة في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن دعم ونصرة الشعب الفلسطيني.
تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بعد مضي ساعات على توقيع اتفاق العقبة
وفق وكالة رويترز، اجتاح الاحتلال الإسرائيلي المدن في الضفة الغربية، بعد مضي ساعات فقط على توقيع اتفاق العقبة. الذي تم بحضور مسؤولين سياسيين وأمنيين فلسطينيين وإسرائيليين، ونظرائهم من مصر والأردن وقادة أمريكيين.
ولم تتدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما هاجم المستوطنون القرى في نابلس. وقاموا بإحراق منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزارعهم، رداً على مقتل أحد المستوطنين. وفي نفس السياق قام الفلسطينيون يوم الاثنين بقتل مستوطن إسرائيلي آخر في مدينة أريحا.
وفي ظل توعد مسؤولي الكيان المحتل بمزيد من التصعيد والاستنفار ضد الشعب الفلسطيني، كثرت التساؤلات بخصوص المشهد السياسي في المنطقة، إلى أين يتجه وهل سيكون هناك قوى إقليمية دولية قادرة على تهدئة الأوضاع ولو بشكل مؤقت، أم ستشهد الأيام القادمة المزيد من التأزم في الأوضاع؟
مصطفى البرغوثي .. التفاهمات في قمة العقبة ولدت ميتة
يقول “مصطفى البرغوثي” أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية أن التفاهمات في اتفاق العقبة ولدت ميتة، وبرر ذلك بأن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن راغباً في التهدئة ودائم الكذب. حيث قام بمجزرة وحشية بعد قمة العقبة، وبحسب وجهة نظر “البرغوثي” ، تعتبر هذه المجزرة هجوماً عنصرياً استيطانياً فاشياً ومتطرفاً.
وقد وجه اللوم في تصريحات له للسلطة الفلسطينية. لأنها خضعت للضغوط وقبلت قبل أيام أن يتم سحب مشروع رفض الاستيطان من مجلس الأمن. وبعد ذلك عادت لتشارك في اتفاق قمة العقبة رغم إدراكها على مدى سنوات، بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى عن الاحتلال الإسرائيلي ولن تنصف الشعب الفلسطيني، لذلك يجب أن تقوم بإلغاء كل التفاهمات والاتفاقيات التي أبرمتها مع الكيان المحتل، كما يجب أن تضع دول العالم أمام مسؤولياتها.
كما أكد “مصطفى البرغوثي”، أن الشعب الفلسطيني عندما أدرك أن المشاريع السياسية فاشلة وأن الحركة الصهيونية لا تريد أن تجد حلا وسطيا مع الفلسطينيين، أصبح يعيش حالة انتفاضة منذ عام 2015 على شكل موجات متتالية.
كذلك شدد على أن هدف الفاشيين الإسرائيليين من التصعيد ضم الضفة الغربية و ترحيل الشعب الفلسطيني، وهو على يقين بأن الوضع في الأيام المقبلة سيشهد المزيد من الانفجار.
واعتبر أن الضغوط على السلطة الفلسطينية هي التي منعتها أن تتخلى بشكل مطلق عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي. والدليل على ذلك عدم تنفيذ مخرجات اتفاق العقبة.
الملف الفلسطيني مختل لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني
وقد اتفق “عماد أبو عواد” مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية مع البرغوثي. حيث قال أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يحسم الصراع بينه وبين الشعب الفلسطيني من خلال القضاء على المقاومة والشعب معاً لذلك حدث التصعيد الحالي.
كما أن الواقع الاقتصادي والسياسي الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني. وغياب القيادة الفلسطينية القادرة على توحيده تسببا في تأزم الوضع أكثر وحدوث تصعيد وتصادم مستمر لا يمكن ضبطه.
ولم يكن “عبد الحميد صيام” الخبير في شؤون الأمم المتحدة متفائلاً بخصوص وضع الملف الفلسطيني في الأمم المتحدة. بعد التصعيد الأخير الذي حدث بعد اتفاق العقبة. ووصفه بأنه لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، لأنه ملف مختل يميل للكيان الصهيوني. واعتبر أن الذهاب إلى المجتمع الدولي لن يغير الواقع ابداً لأنه منافق، ودعا الفلسطينيين إلى حماية أنفسهم بأنفسهم.
كما أشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة ومن يمثلها في فلسطين قاموا بإصدار بيان لادانة العملية الإرهابية في حوارة. ولكنهم لم يكونوا قادرين على إدانة ما قام به الاحتلال الإسرائيلي من خروقات. وقد أكد الخبير “عبد الحميد صيام”. أنه من الضروري إعادة النظر في جميع الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل دون أن يتم تنفيذ بنودها مثل اتفاق أوسلو.
اقرأ أيضا مقالة حالات تسمم متعمد بمواد كيميائية في مدارس التلميذات الإيرانيات … من المسؤول؟