اجتماع القادة السياسيين من دون الصدر … كيف يراه المحللون ؟
إن المشهد السياسي العراقي كما يراه "زيباري" وصل إلى أشد المراحل صعوبة و تعقيداً

لم يؤدي اجتماع القادة السياسيين والذي أقيم في شهر “يوليو” السابق ضمن “القصر الحكومي” الواقع ببغداد . مبتغاه المطلوب في إنهاء الأزمة السياسية المتصاعدة . وذلك بسبب اقتحام مجموعة من أنصار “زعيم التيار الصدري” مقر “البرلمان العراقي” والذين قاموا بمنع انعقاد أي جلسة فيه. حتى يتم تحقيق جميع مطالبهم ، ومن أبرز هذه المطالب هي التنظيم المبكر للانتخابات.
قام رئيس الوزراء “مصطفى الكاظمي” بالدعوة لعقد اجتماع ضم أبرز القادة السياسيين في العراق ، والذي قام بمقاطعته حينها “مقتدى الصدر” في سبيل الوصول إلى تهدئة تمنع البلاد من الوصول إلى أعمال تتسم بالعنف بين “أنصار التيار الصدري” من ناحية ، “وأنصار التيار التنسيقي” من ناحية أخرى ، والتي يحتوي قوامها على قوى شيعية تنافس “الصدر”.
لا حلول عاجلة في اجتماع القادة السياسيين
بحسب البيان الصادر عن مكتب “رئيس الوزراء” ، والذي جاء في صحيفة CNN، فإن اجتماع القادة السياسيين، أدى إلى الاتفاق على عدة نقاط ، منها اتخاذ الحوار وسيلة لحل جميع الأزمات ، وترسيخ مبدأ الأخوة من أجل الحفاظ على أمن شعب العراق و وحدته واستقراره ، والمحافظة على إدامة “النظام الديمقراطي الدستوري” كنظام أساسي يقوم الجميع بالاحتكام إليه ، وأن تكون المصلحة الوطنية هي المصلحة العليا ، واحياء التضامن الوطني بين أبناء العراق الواحد من أجل معالجة “الأزمة السياسية”.
وأكد المجتمعين أن إعادة الانتخابات والاحتكام إلى صناديق الاقتراع من جديد ، هو الحل المثالي عند الوصول إلى طرق مسدودة في حل الأزمة السياسية.
وأكدوا دعوتهم “التيار الصدري” إلى المشاركة في “الحوار الوطني” لوضع حلول متكاملة تخدم “الشعب العراقي” وتحقق تطلعاته وأهدافه.
هل حقق هذه الاجتماع أي نجاح ؟
أكد النائب السابق “عبد الباري زيباري” أنه لم يتم تحقيق أي نجاح يذكر خلال اجتماع القادة السياسيين وأن النتائج التي أفضى إليها الاجتماع هي “مجرد بيانات”.
وتحدث “زيباري” قائلاً أن الخلاف القائم بين “التيار الصدري” و “دولة القانون” واضح جداً ، وعدم وجود أي شخص يمثل “التيار الصدري” هو دليل على أن “التيار” لم يكن طرفاً في أي اتفاق أو أي نقاش يحصل.
مشيراً إلى أن الاجتماع لم يكن النهاية ، وربما يتريث “التيار الصدري” ليرى ما سيحصل فيما بعد.
الحاجة إلى تدخل السيستاني في اجتماع القادة السياسيين
إن المشهد السياسي العراقي كما يراه “زيباري” وصل إلى أشد المراحل صعوبة و تعقيداً ، وأنه يوجد شخص واحد قادر على حل هذه العقدة التي أفضى إليها اجتماع القادة السياسيين ، ألا وهو “علي السيستاني” الذي يمثل “المرجعية الأعلى للنجف”.
وأكد أن طريقة الوصول إلى إقامة “انتخابات مبكرة” تمثل تعقيداً في إيجاد السبل لحل الأزمة ، ولذلك فإن اجتماع القادة السياسيين لم يوفق.
فيما يرى “عصام الفيلي” الأستاذ في “العلوم السياسية” أن البيان الذي صدر عن القادة لم يصل إلى أي شيء جديد يقدمه ، ولا يتسم بالوضوح ، ولا يتلاءم ما تم طرحه مع ما طرحه “الصدر”.
ويقول الأستاذ “عصام الفيلي” إن الرؤية المتسمة بالتوافق مع “الصدر” من الضروري أن توضح من خلال وصول القادة إلى إجراء “انتخابات مبكرة” بعد حل البرلمان ، وأكد على أن كل قائد يتحدث بلهجة خاصة به ، وهذا لا يوائم ما يقدمه “الصدر” بسبب وجود ثوابت تخص هذا الموضوع.
الانقسام في اجتماع القادة السياسيين
وقال “الفيلي” أيضاً أن “الإطار التنسيقي” الذي يضم اجتماع القادة السياسيين ، يدعوا إلى الجلوس والتباحث . وهم يعلمون أن محادثاتهم لا تجدي نفعاً ، بسبب أنهم لا يستطيعون تمثيل قرار واحد وإنما عدة قرارات. مشيراً إلى الجناح اليميني “المتشدد” ضمن الإطار ، وإلى الأطراف التي تؤمن بوجوب إيجاد حل. وبعض هذه الأطراف أقترح تقديم تنازلات “للصدر” من أجل حل الأزمة ، وبعضهم من لم يقبل.
ويتألف “الإطار التنسيقي” من (كتلة دولة القانون) بقيادة “نوري المالكي” الذي لديه خصومة قديمة مع “الصدر” . “وكتلة الفتح البرلمانية” التي توالي “إيران ” والممثلة “لفصائل الحشد الشعبي” ، بالإضافة لزعيم “تيار الحكمة” (عمار الحكيم) ، والرئيس السابق “حيدر العبادي”.
أين يكمن الخلاف ضمن اجتماع القادة السياسيين ؟
يقول “علي بيدر” الباحث السياسي ، بأن الخلاف يكمن في التفاصيل التي تتعلق بإجراء “الانتخابات المبكرة” . وأفاد متوقعاً بجلوس “مقتدى الصدر” مع “الكتل السياسية”، من أجل الحوار والتخفيض من بعض مطالبه.
ويرى “بيدر” أن جزئيات الاختلاف هي كيفية و موعد “الانتخابات”، ومن سيحصل على منصب “رئيس الوزراء” في “المرحلة الانتقالية”. موضحاً أن كل هذه التفاصيل، سترضخ في النهاية “للإرادة السياسية”، لأن “الإطار التنسيقي” يجد نفسه أنه يملك “المشورة السياسية الكبرى” . بيد أن “الصدر” يكمن تأثيره في “الصعيد الاحتجاجي” و “الصعيد الشعبي”.
هل الكاظمي يمثل مقتدى الصدر في هذا الاجتماع ؟
وجه “بيدر” الانتباه إلى أن ما حدث ضمن اجتماع القادة السياسيين، كان أساسياً من أجل عقد جلسات ومشاورات متتالية . و إقامة اجتماعات أخرى بغياب “الصدر” . معتقداً بأن “الصدر” قد قام بتكليف “الكاظمي” بأن يقوم بالنيابة عنه في هذا “المشهد السياسي” ، ولذلك ستتجدد لقاءات أخرى عديدة.
وبما أن جميع الأطراف تعمل على رفع سقف مطالبها ، من أجل تقديم “التنازلات” لاحقاً ، لذلك فإن “الصدر”. ربما يستسلم لإرادة “المنظومة السياسية”، معتقداً أن يكون الحل في تشكيل “إطار حكومي” مهمته إقامة انتخابات.
بالإضافة إلى “عقد الاجتماع” الذي قام بالدعوة إليه “مصطفى الكاظمي” رئيس الوزراء . والذي يتم بحضور كل من “رئيس الجمهورية” و” رئيس السلطة القضائية” و “رئيس السلطة التشريعي”، و “المبعوثة الأممية”، وقادة “القوى السياسية”.
اقرأ أيضا مقالة ميشال عون … هل منح ابنة قاسم سليماني الجنسية اللبنانية؟