+
سياسة

خطأ بشري قاتل يتسبب بفشل خطة إسرائيلية لاغتيال صدام حسين

خطط "إيهود باراك" لعملية اغتيال صدام حسين انتقاماً منه بالرغم من معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي "إسحق شامير".

فشل اغتيال صدام حسين الرئيس العراقي الراحل قبل 30 سنة، حيث أعطى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي “إيهود باراك” أمراً بإلغاء عملية الاغتيال في المرحلة الأخيرة من التدريبات على عملية الاغتيال، بسبب خطأ بشري قاتل.

وقد جرى التخطيط والإعداد لعملية الاغتيال انتقاماً من القصف العراقي على الكيان المحتل . والذي استمر 39 يوماً، وذلك عندما منع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب إسرائيل من الرد على العراق.

حينها شكل “إيهود باراك” الذي يلقب في تل أبيب  بأبو الاغتيالات فريق خاص من صفوف وحدة الكوماندوز المتميزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، من أجل اغتيال صدام حسين.

وتم تكليف “عميرام ليفي” الذي كان سابقاً رئيساً لوحدة الكوماندوز التي تسمى “دورية رئاسة الأركان” بالإشراف على عملية الاغتيال، وذلك بعد أن يقوم بدراسة تصرفات وتحركات الرئيس صدام بدقة.

وجاء في المعلومات الاستخبارية التي جمعها الكيان المحتل، أن الرئيس العراقي الأسبق كان سيقوم بزيارة خاله” خير الله طلفاح” في المشفى، ولذلك قرر الفريق اغتياله من خلال إطلاق صواريخ تموز.

فشل عملية اغتيال صدام حسين بسبب خطأ بشري قاتل

وكانت الخطة أن يتم إرسال فريق الاغتيال إلى بغداد عبر مروحيتين عسكريتين. وبعد ذلك ينقسم الفريق إلى مجموعتين قبل الانطلاق بمركبتين. المجموعة الأولى وظيفتها التمويه قرب هدف الاغتيال والمجموعة الثانية تتولى إطلاق الصواريخ.

ولكن خطة اغتيال صدام حسين لم تبصر النور لأنها فشلت عند تجربتها في قاعدة عسكرية في صحراء النقب. حيث قام فريق الاغتيال بالضغط على زر لإطلاق صواريخ حية بدلاً من الضغط على صواريخ كرتونية، مما تسبب بمقتل خمسة عسكريين إسرائيليين كانوا يقومون بمحاكاة دور مرافقي الرئيس العراقي الأسبق.

والفشل الآخر هو أن الصواريخ الحية لم تقتل الشخص الذي كان يحاكي دور الرئيس صدام. حيث تعرض للإصابة فقط والخطة في العملية الأصلية هي قتله.

وقد تم التحقيق في تلك الحادثة، وتم تجميد خطة الاغتيال بعد أن تم تخفيض الرتب العسكرية لعدد من المسؤولين الإسرائيليين.

مسلسل وثائقي يكشف تفاصيل عملية الاغتيال

وقد بثت القناة التلفزيونية الإسرائيلية القناة 13، تفاصيل عملية اغتيال صدام حسين من خلال مسلسل وثائقي استعرض انتصارات وحدة دورية رئاسة الأركان وفشلها.

ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية أجبرت الكيان المحتل على عدم الرد على القصف العراقي حيث سقط  43 صاروخاً من طراز سكود على حيفا وتل أبيب بين 17 يناير و 25 فبراير من عام 1991 على مدى 39 يوماً.

وقد قُتل خلال هذا القصف إسرائيليان وجرح 700 إسرائيلي، كما تضرر 4100 بناء وتم تدمير 28 مبنى.

عملية اغتيال صدام حسين كانت بهدف الانتقام

خطط “إيهود باراك” لعملية اغتيال صدام حسين انتقاماً منه بالرغم من معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي “إسحق شامير”.

وقد عارض خطة الاغتيال “أوري ساجيه” رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي و”دوري أفيتال” قائد وحدة رئاسة الأركان.لأنهم كانوا يخشون أن تؤدي هذه العملية إلى اصطفاف الدول العربية ضد إسرائيل، كما أن احتمالات نجاحها ضئيلة، وأيضاً بسبب تعريض حياة الفريق المسؤول عن الخطة للخطر.

وقد لجأ باراك إلى تعيين قائد سابق لوحدة رئاسة الأركان للإشراف على عملية الاغتيال. بسبب معارضة قائد وحدة رئاسة الأركان خطة الاغتيال.

وكان باراك هو المسؤول عن عملية اغتيال “محمد يوسف النجار” و”كمال عدوان” القياديين في حركة فتح. وكمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية في بيروت عام 1973.

حيث حدثت عملية تصفية القادة الثلاثة انتقاماً من عملية ميونخ التي نفذتها منظمة أيلول الأسود. حيث تم احتجاز رهائن إسرائيليون خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ميونخ ألمانيا عام 1972. وانتهت العملية بقتل 11 رياضياً إسرائيلياً وشرطي وقائد مروحية ألمانية و 5 من منفذي العملية.

بالإضافة إلى ذلك، قاد إيهود باراك عملية اغتيال “خليل الوزير” (أبو جهاد) القيادي في حركة فتح في العاصمة التونسية عام 1988.

وكان باراك بعد دخوله في سلاح المدرعات يملك مهارات في قراءة الخرائط والتعقب. حيث استطاع الانضمام بسرعة إلى وحدة رئاسة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يصبح رئيسها.

إيهود باراك أبو الاغتيالات

في السياق نفسه يقول أليف صباغ المتخصص في الشأن الإسرائيلي. يتبنى الكيان المحتل نهج اغتيال القادة السياسيين والعسكريين والعلماء كعقيدة سياسية وأمنية، حتى قبل تأسيس الحركة الصهيونية. وفق وكالة رويترز.

وتابع صباغ أن عملية اغتيال صدام حسين تم تحضيرها لوجستياً. وكانت جاهزة بعد أن تم جمع كافة المعلومات الاستخبارية حول تحركات الرئيس صدام ونيته زيارة خاله في المستشفى. وقد جاء التدريب على خطة الاغتيال  بعد جمع المعلومات وضمان وصول الفريق المسؤول عن العملية إلى بغداد.

ولكن لايمكن تنفيذ عملية الاغتيال إلا بعد يأخذ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موافقة خطية من “إسحق شامير” رئيس الوزراء.

والدليل أن باراك لم يحاسب بعد فشل العملية، وتمت محاسبة عدد من المسؤولين الإسرائيليين الأقل رتبة منه.

وسيبقى “إيهود باراك” القاتل الصامت و أبو الاغتيالات، أكثر قيادي في تل أبيب قادر على تنفيذ عمليات الاغتيال بحرفية عالية وبرودة أعصاب.

اقرأ أيضا مقالة خطاب رئيس كوريا الجنوبية يثير الغضب بخصوص قضية “نساء المتعة”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة