سياسة

اكتشاف نفطي جديد في سوريا ..من سيقضم الكعكة الحليف الروسي أم الإيراني؟

اكتشاف نفطي  جديد في سوريا، تم الكشف عنه، في شمال دمشق وجنوبها، وقد استبشر الشارع السوري الخير، وخاصة أن هذا الاكتشاف جاء وسط أزمة الوقود، التي تندلع بين الحين والآخر.

ويبدو أن عملية استخراج النفط  تتم على عجل، من أجل وضع الآبار السورية الجديدة في الخدمة، حيث تتابع الشركة السورية للنفط، دراستها من أجل مسوحات جيو فيزيائية،  بعد تحديد مواقع النفط.

ويتوقع فراس قدور المدير العام للشركة، قيمة الاستثمارات الكبيرة و الجدوى الاقتصادية منها، و بالمقابل يخمن تكلفة عمليات الحفر كاملة بين 10 إلى 15 مليون دولار، وعلى أي حال، سيعمل البترول المكتشف على تخفيف حجم خسائر دمشق، التي سببتها الحرب و دمرت ذروة إنتاج دمشق اليومي، فقد وصل إنتاج سوريا عام 2011 في مرحلة ما قبل الحرب، إلى نحو 385 ألف برميل يوميا، ليصبح 8 آلاف برميل يوميا.

اكتشاف نفطي جديد في سوريا.. لروسيا أم إيران

وفق صحيفة CNN، يرجح خبراء ومحللون اقتصاديون، في مجال الطاقة، أنه مع اكتشاف نفطي جديد في سوريا ،  ستحصل روسيا حليف دمشق على الاستثمار، بعد استحواذها على مشاريع الطاقة، بينما تحاول أن لا تنكفئ للخلف على حساب توسع إيران في سوريا، التي أخذت تنقل قوتها ونفوذها، من جنوب البلاد إلى شرقها، عقب الضربات المتتالية للطيران الإسرائيلي.

وبعد اكتشاف نفطي جديد في سوريا، من المستبعد أن تعطي الحكومة السورية استثمار الآبار للحليف الإيراني، وذلك لعدة أسباب أهمها، حتى لا تكون ذريعة لقصفها من جانب إسرائيل.

ويعتقد المحللون أن دمشق ستكون مضطرة، أن تعتمد   على روسيا، من أجل استخراج نفطها ، لأسباب عديدة. منها حرصها على أن تكون المنشآت آمنة، من أي تهديد خارجي وداخل. وفي الوقت نفسه لا تستطيع  الشركات العاملة في مجال الطاقة، أن توفر الأساليب الفنية والتقنية مثلما كانت سابقا. وأيضاً لأن تكلفة تنقيب البئر الواحد تتراوح قيمتها، بين 5 إلى 6 ملايين دولار.

كما يرى خبراء في الشأن الاقتصادي، أن لجوء دمشق لروسيا هو أفضل خيار في هذه المرحلة، وخاصة أن الشركات الروسية، تستحوذ على استثمار التنقيب عن الغاز والنفط الطبيعي قبالة السواحل، منذ شهر آذار في العام الماضي، و الشركتان اللتان نالتا حقوق ذلك الامتياز، هما إيست ميد عمريت و كابيتال ليميتيد.

الحكومة السورية ستسعى لإرضاء الحليف الروسي

إن السلطة في دمشق ، ستسعى لإرضاء روسيا. من خلال إشراكها في استثمار الطاقة بعد اكتشاف نفطي جديد في سوريا . وخاصة أنه لا يوجد منافس دولي. وإن تخلي الدول العربية و دول الاتحاد الأوروبي، عن علاقاتها مع سوريا، لأسباب سياسية وذلك منذ ثورة عام 2011، جعلها توطد التعاون بين الحليفين الروسي والإيراني، في المجال العسكري والاقتصادي.

وفي الوقت نفسه، لا يستبعد بعد اكتشاف نفطي جديد في سوريا، أن تدخل الصين قريبا، نحو السوق السورية. من أجل إعادة الإعمار. وبذلك تكون منافسا قويا لروسيا، وبهذا يتقاسم اللاعبون الدوليون الكبار، الثروات على أراضي سوريا. مما يغطي تكاليف التعب والمجهود، الذي سببته الحرب خلال عشر سنوات في الصراع الداخلي.

بعد أن تم اكتشاف نفطي جديد في سوريا، ترجح  المعلومات الأولية، أن تقوم  موسكو بعملية التنقيب جنوب سوريا. كما حدث في غرب البلاد و قبالة سواحل طرطوس، البلوك 1، حتى الحدود مع لبنان. بمساحة تصل إلى لـ2250 كيلو متراً مربعاً، و من شمال طرطوس إلى جنوب بانياس، البلوك 2، بمساحة 2199 كيلو متراً مربعاً. حيث ذهبت الاستثمارات لشركات روسية، لعشرات السنوات.

لم يكن اعتماد سوريا على الشركات الروسية جديدا. حيث دخلت بقوة إلى جانب الجيش السوري النظامي، منذ عام 2015، ووقفت في وجه توسع جيوب المعارضة.

كما استحوذت شركات روسية عام 2019 مثل ميركوري وفيلادا حيث وقعت الشركتان على عقود مع وزارة النفط. بينما نالت شركة ستروي ترانس، امتياز استخراج الفوسفات من جنوب تدمر الواقعة وسط البلاد. كذلك تم تأجير مرفأ طرطوس مدة 45 عاما، لشركة اس تي جي اينجينيرينغ” الروسية.

والآن أصبحنا نعرف، من سيقضم كعكة اكتشاف نفطي جديد في سوريا.

اقرأ أيضا مقالة رئيس الأركان العامة للجيش .. سنردع كل ما يهدد أمن الكويت

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة