سياسة

الأردن في مواجهة خطة إيران الإرهابية

حذر ملك الأردن عبد الله بن حسين، من الخطر الإيراني الذي يحدق ببلاده. ولم تكن مرة واحدة، فقد حذر الملك الهاشمي، من نشوء هلال شيعي في منطقة الشرق الأوسط، تؤسسه إيران ما بين حدودها والبحر الأبيض المتوسط، سيضم سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وربما المملكة الأردنية الهاشمية.

وكان الملك يقصد الشبكة الميليشياوية التابعة، لإيران بإشراف الحرس الثوري، وفيه قوة القدس، ووقتها كان على رأسها قاسم سليماني.

مظلة الهلال الإيراني … الأردن خارجها

وفق صحيفة CNN، حققت إيران منذ تحذير ملك الأردن التاريخي، معظم أهدافها في الهلال الخصيب، ما عدا هدفا ونصف الهدف.

إن العراق استراتيجيا، باستثناء كردستان في قبضة الحشد والميليشيات الخمينية. وكتائب حزب الله العراقي الأخرى، وسوريا بيد الأسد والحرس الثوري، ولبنان سقط بشكل نهائي بيد حزب الله، وغزة تحت حكم حماس المتحالفة مع إيران.

لقد أصبح الهلال الخميني واقعا حقيقيا وطهران، تتجهز لتنقض من جديد على دول من الشرق الأوسط، خارج هذه المنطقة، وخاصة الجزيرة العربية، لكن دولة عربية واحدة لا تزال إلى الآن، خارج مظلة إيران.

هذا ما كان يقصده الملك عبد الله عندما صرح الأسبوع الماضي، أن حدود البلاد تتعرض الآن لهجمات ميليشيات لها علاقة لإيران، وإن إعلانه الخطير سيفجر أسئلة كثيرة بالنسبة لدول عربية، لم تواجه خطرا خارجيا منذ عام 1970. عندما أقحم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، أرتال دبابات قامت بالاشتباك مع الجيش الأردني، لدعم منظمات مسلحة.

نعم الأردن باستقرار طويل غير مسبوق، وخرج سالما موحدا، مما سمي بالربيع العربي.

فمن هي هذه الميليشيات التي تستهدف حدوده، ولماذا، وما هي أهدافها، وكيف سيتم وضع حدا لها؟

الميليشيات الإيرانية على الحدود الأردنية

معظم المجموعات المسلحة، المتواجدة على الجانب الآخر، من حدود الأردن مع العراق وسوريا تابعة لإيران.

فمن جهة سوريا، تتواجد الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، ومنها عناصر من باكستان وأفغانستان، وأيضا مجموعات تابعة لجيش الأسد. وأيضا تنتشر قوات حزب الله اللبناني، وقوات الحرس الثوري الإيراني، بشكل غير معلن ، على الحدود الأردنية السورية، ومن جهة العراق توجد الحشد والمجموعات الموالية لها، وتوجد أيضا الباسدران.

تنتشر ميليشيات إيران بشكل عام، على طول الخط الاستراتيجي، من نقطة الحدود السورية الأردنية إلى نقطة الحدود العراقية الأردنية.

وقبل ذلك كانت تسيطر على بعض هذه النقاط، عناصر تكفيرية ، قضت عليها قوات التحالف الغربي.

وتسلح الميليشيات الموجودة في هذه المساحات، عصابات التهريب المحلية، حيث تقوم بتجهيزها، وتدفعها إلى داخل الأردن، لتنشر فيه الفوضى والفساد.

ولكن لماذا تنشط الميليشيات على الحدود الأردنية؟

أهداف إيران في الأردن

أهداف إيران الاستراتيجية، في منطقة الشرق الأوسط واضحة، وهي بسط سيطرتها على الهلال الخصيب واليمن، في البداية، ثم السيطرة على الجزيرة العربية في مرحلة ثانية.

وبالتالي يقع الأردن ما بين الهدفين الأساسيين لطهران، وفي المنطق الاستراتيجي يعني هذا، أنه بعد السيطرة الكاملة على الهلال الخصيب، وقبل البدء بالسيطرة على الجزيرة العربية، يتحتم على إيران أن تسقط المملكة الأردنية في شبكتها الإقليمية، لتكتمل المرحلة الأولى من خطتها.

إن المملكة الأردنية تقع بين بادية الشام وفلسطين والحجاز وبلاد النهرين، وتعتبرهدفا تاريخيا لدى الخمينيين، لأن من يسيطر على الأراضي الأردنية، يكتسب ممرات إلى تلك البلدان.

دفاعيا تريد قيادة إيران إسقاط الجبهة الأردنية، التي تستطيع أن تتواصل مع السنة الرافضين، للسيطرة الإيرانية في العراق. وخاصة أن أمريكا وبريطانيا والتحالف الغربي، لهم قواعد هامة في شرق الأردن. وهذه القواعد قد تصبح بنظر طهران نقاط انطلاق، ضد مواقع وتحركات الحرس الثوري الإيراني، في الدولتين اللتين تستعمران إيران. إذا حماية الجسر بين البحر المتوسط وإيران، يتطلب إخراج المملكة الأردنية من المعادلة الإقليمية.

هجوميا الأراضي الأردنية جيوسياسياً، هي امتداد لعمق الجزيرة العربية، وهي البوابة الشمالية للحجاز. وأيضا لمكة والمدينة بنظر الفكر العسكري الإيراني، كما يعد اليمن بوابة إيران الجنوبية إلى الحرمين الشريفين. وعلى صعيد فلسطين، يؤمن الأردن بنظر طهران، الوصول جغرافيا إلى الضفة الغربية، فالنقب، فغزة.

مطبات وحواجز أردنية في وجه الاستراتيجية الإيرانية

تواجه استراتيجية إيران، مطبات بالنسبة لأهدافها في الأردن، وهي :

  • يوجد في المملكة الهاشمية الأردنية مجموعة شيعية كبيرة، تستطيع إيران أن تخترق طائفة، من أجل إقامة تنظيم شبيه بالحوثي أو حزب الله.
  • ويوجد قاعدة للحكم قريبة من العائلة المالكة وداعمة للجيش الأردني.
  • بالإضافة إلى ذلك، يتعاطف الغرب بشكل خاص مع المملكة الأردنية، حيث يوجد علاقات تاريخية قوية، مع بريطانيا وأمريكا. وفي حال التعرض إلى أي عمل عدواني من إيران، سيتحرك التحالف الغربي فورا.
  • إن أي تحرك إيراني، باتجاه الحدود الإسرائيلية عبر الأردن، سيدفع إسرائيل لشن غارات وعمليات، كما تفعل في سوريا والعراق.

اقرأ أيضا مقالة  أنور البرجس يشدد على الإجراءات الأمنية لتأمين دور العبادة والحسينيات

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة