الأزمة السياسية في السودان تراوح مكانها… ما الحل؟
السبب في إهدار الوقت هو تعنت وتمسك بعض الأطراف بمواقف حزبية ضيقة، وهذه الأطراف مشهود لها أن لها مواقف سلبية، تجاه قضايا عديدة تخص البلاد
الأزمة السياسية في السودان تراوح مكانها، منذ أن قام “عبد الفتاح البرهان” قائد الجيش. بتعطيل الشراكة مع المدنيين في 25 أكتوبر 2021، وبهذا يتعقد المشهد السوداني، بسبب انعدام الثقة بين كافة الأطراف سواء كانت مدنية أم عسكرية، وبسبب تباعد المواقف، وقد عدته غالبية القوى المدنية في السودان والمجتمع الدولي انقلاباً عسكريا.
وقد حذر “فولكر بيرتس” رئيس بعثة الأمم المتحدة في العاصمة الخرطوم، في تقرير قدمه للأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، من نتائج هذا الوضع المتأزم، قال فيه، “في ظل غياب الحل السياسي مدة 11 شهر تقريبا، تواجه فرص الانتقال في السودان خطر التلاشي، حيث فشلت جميع المحاولات للتوصل إلى توافق بين القوى السياسية والجيش السوداني ”
لكن ماذا ترى الأطراف المعنية بهذه الأزمة السودانية في ظل هذه التطورات الخطيرة؟ وماذا يدور خلف الكواليس؟
كل تلك الأسئلة، سنعرف اجابتها في مقالتنا هذه من صحيفة” العالم في ثواني”، تابع معنا عزيزي القارئ الفقرات القادمة.
إنهاء الانقلاب لحل الأزمة السياسية في السودان
يقول” عبد الجليل الباشا”، مساعد رئيس حزب الأمة القومي في السودان للشؤون الولائية، وهو قيادي في قوى الحرية والتغيير، نتجه نحن في المجلس المركزي “قوى الحرية والتغيير” نحو إنشاء جبهة مدنية واسعة، وقد أعددنا في هذا الإطار الإعلان الدستوري، بالاشتراك مع قوى أخرى خارج تحالف المجلس المركزي، مثل جماعة أنصار السنة و حزب المؤتمر الشعبي وغيرها، للحصول على التوافق على العملية السياسية وكذلك على هذا الدستور، من خلال قبول جهود الآلية الرباعية التي تضم سفراء أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات في الخرطوم، من أجل حل الأزمة السياسية في السودان. وفق ماجاء في وكالة رويترز.
كما أضاف أن انقلاب 25 أكتوبر أوصل السودان إلى وضع صعب جدا، ولكن يجب أن يعرف الجميع، أنه لا يمكن القبول والتعاطي مع أي عملية سياسية، لا تنهي هذا الانقلاب، ولا تعمل على تحقيق عملية التحول المدني الديمقراطي، من أجل الوصول في نهاية الفترة الانتقالية إلى انتخابات حرة عامة.
وهو ما يرغب به الشارع السوداني، ونسعى إليه لانه الحل الحقيقي للأزمة السودانية.
الوقوف مع رغبات الشارع السوداني في خندق واحد
هناك مبادرات عديدة هدفها شرعنة الانقلاب، وهذه المعلومة يعرفها الجميع، ولأنها تدور حول عودة النظام الشامل القائم على الظلم والقهر و كبت الحريات، لم تحقق القبول والاختراق.
ويجب على قوى الحرية والتغيير الوقوف في خندق واحد، مع ما يرغب به الشارع السوداني، الذي قام منذ بداية ثورته ضد نظام الرئيس البشير عام 2008، برفع شعاراته التي تطالب بالمدنية الكاملة. وفق ما قاله “عبد الجليل الباشا” .
بالإضافة إلى ذلك قال “الباشا” :
نحن نعول على السيناريو الذي يعتمد، أولا على وحدة قوى الثورة، ولدينا ثلاثة طرق للوصول إلى مدنية الدولة الكاملة، وهي أن يستمر حراك الشارع، ويتواصل الضغط الإقليمي والدولي، وكذلك إن التعاطي مع العملية السياسية التي تكون بحاجة توازن قوى، تجعل الجيش يعترف بمدنية الحكم، بالرغم من أننا ندرك جيدا أن هناك تحديات كثيرة، ستعترض طريق هذه العملية السياسية التي تتمثل بتشبث العسكريين بالسلطة.
كما أعرب عن تفاؤله، في إيجاد حل ينهي الأزمة السياسية في السودان قريبا جدا.
الأزمة السودانية تراوح مكانها في غياب الحل السياسي
يقول الناطق الرسمي باسم الميثاق الوطني “قوى الحرية والتغيير”، محمد زكريا. أن آخر جهود العملية السياسية هو انعقاد اجتماع بين المكونين المدني والعسكري. بالإضافة إلى الأطراف الراعية لعملية السلام بإشراف الآلية الرباعية. من أجل تبادل وجهات النظر حول أهم القضايا المتعلقة بإدارة الفترة الانتقالية. ولكن هذا الاجتماع، لم ينعقد لأسباب متعلقة بالمكون المدني، وإلى الآن الجهود الدولية مستمرة لحل الأزمة السياسية في السودان. والمشكلة أن الوضع مازال يراوح مكانه بانتظار اختراق يرضي الجميع وتقوم به القوى الدولية.
والسبب في إهدار الوقت هو تعنت وتمسك بعض الأطراف بمواقف حزبية ضيقة. وهذه الأطراف مشهود لها أن لها مواقف سلبية، تجاه قضايا عديدة تخص البلاد.
اقرأ أيضا مقالة القاعدة الدستورية للانتخابات تؤدي إلى خلاف ليبي جديد