الإدارة الأمريكية وليبيا.. لقاءات ومباحثات تثير الجدل بشأن توقيتها
شدد بيرنز خلال الاجتماع على ضرورة تأمين القطاع النفطي واستقراره وعدم تأثر صادرات البلاد
قامت الإدارة الأمريكية بتكثيف جهودها في الفترة الأخيرة بليبيا، وكان نشاطها الدبلوماسي لافتاً للنظر. حيث قام مسؤولون بارزون باستكمال مباحثات مع الجيش الوطني الليبي في بنغازي داخل مقر قيادة الجيش.
ووفق محللين فقد استعادت الولايات المتحدة الأمريكية اهتمامها بالملف الليبي منذ أن استلم الرئيس جون بايدن مهامه. وقد شهد دورها في ليبيا تراجعاً ملحوظاً في فترة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب. وخاصة مع ازدياد أزمة الطاقة التي تشهدها دول العالم حالياً، والتي كانت سبب إعادة ذلك الملف إلى الضوء من جديد.
الإدارة الأمريكية تكثف نشاطها في بنغازي
تحركات الإدارة الأمريكية في ليبيا خلال الأيام الأخيرة كانت مكثفة جداً في ليبيا، وقد وصلت إلى مطار بنغازي خمس طائرات يوم الأربعاء، وبحسب وكالة رويترز
وصلت طائرتان أمريكيتان إلى مدينة بنغازي يوم الأربعاء ترافقهما طائرتي مراقبة واستطلاع واحدة منهما تابعة لسلاح الجو الأمريكي والثانية تابعة لحلف الناتو، وبعد ذلك وصلت الطائرة الخامسة، وهي تابعة للقوات الخاصة الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، دخلت طائرة أمريكية يوم الخميس الماضي الأجواء الليبية. وفور دخولها توقف عمل جهاز الاستقبال والارسال ولكن تم رصدها من موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي.
وقد كان على متن تلك الطائرات عدداً من المسؤولين الأمريكيين العسكريين والسياسيين الذين جاؤوا. من أجل لقاء “خليفة حفتر” قائد الجيش الوطني الليبي وكان أبرز هؤلاء المسؤولين الجنرال “جون دي لامونتاني” نائب قائد القوات الجوية الأمريكية في أفريقيا، و”ليزلي أولدمان” القائم بأعمال السفارة الأمريكية بليبيا .
ولكن قيادة الجيش الوطني الليبي لم تكشف عن فحوى المحادثات التي تمت مع المسؤولين الأمريكيين. ولكن قال أولدمان على موقع تويتر عبر حساب السفارة الأمريكية:
خلال اللقاء دار النقاش حول التنسيق الأمني والطيران وأهمية توحيد الجيش الوطني الليبي من جديد تحت قيادة يتم انتخابها بشكل ديمقراطي.
ماذا طلب بيريز من خليفة حفتر خلال الاجتماع؟
تسريبات جديدة عن تحركات الإدارة الأمريكية في بنغازي إليكم التفاصيل :
جاءت المباحثات التي تمت بين المسؤولين الأمريكيين والجيش الوطني الليبي بعد زيارة “ويليام بيرنز” مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أي” إلى بنغازي بشكل سريع وخاطف بأيام قليلة. وقد التقى في هذه الزيارة “خليفة حفتر” وتوجه بعد ذلك إلى مدينة طرابلس. حيث اجتمع مع بعض المسؤولين في حكومة الوحدة التي يرأسها “عبد الحميد الدبيبة”.
ووفق تسريبات غربية، جاء في تقرير قامت بنشره مجلة بريطانية. أن بيرنز طلب من المشير خليفة حفتر أن يحافظ على وحدة المؤسسات التنفيذية من خلال تعاونه مع حكومة عبد الحميد الدبيبة وتسهيل أمور عملها في شرق ليبيا.
كما شدد بيرنز خلال الاجتماع على ضرورة تأمين القطاع النفطي واستقراره. وعدم تأثر صادرات البلاد وذكرت المجلة البريطانية أيضاً، أن بيرنز طلب من حفتر أن يقوم بتشكيل قوة مشتركة من الجهات العسكرية والجيش في غرب ليبيا لتأمين الموارد الطبيعية والحدود الجنوبية والمياه وحمايتها.
غضب بعض الأطراف في ليبيا من الإدارة الأمريكية
لم تكن بعض الأطراف راضية، عن المباحثات والمفاوضات المكثفة التي أجراها دبلوماسيون أمريكيون مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، في مدينة بنغازي وقد أبدت هذه الأطراف معارضتها لقائد الجيش، ولكن في المقابل اعتبر آخرون أن هذا قد يعطيه فرصة ليكون له دوراً فعالاً ومهماً في أي أمر سياسي جديد تحت إشراف ورعاية دولية مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر “عصام عميش” وهو رئيس التحالف الليبي الأمريكي. وهو قيادي معروف في تيار الإسلام السياسي في ليبيا. أن إشراك الإدارة الأمريكية لقائد الجيش خليفة حفتر في سياق إنهاء وحل الخلاف المتأزم في ليبيا غير مقبول أبدا وغير قابل للتطبيق.
لماذا عادت الولايات المتحدة الأمريكية للاهتمام بالملف الليبي من جديد ؟
يقول باحث وخبير عن تحرك الإدارة الأمريكية بشكل مكثف في ليبيا أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن استقرار ليبيا. يسهل على إدارتها الجديدة إشراك منطقة الشرق الأوسط بقضايا أكبر وخاصة المتعلقة بالغاز واستخراجه.
كما ومن أهم الأسباب التي أعادت اهتمام واشنطن بالملف الليبي من جديد. هو دخول أطراف دولية وإقليمية مختلفة على خط أزمة الطاقة مما يهدد مصالحها. وخاصة أن الطرف المنافس هذه المرة هو روسيا، حيث وجودها على الأرض يستفز أمريكا.
اقرأ أيضا مقالة لماذا جدل دول الغرب مستمر بشأن إرسال الدبابات لأوكرانيا؟