سياسة

الاتفاق النووي … لماذا تطالب إيران بضمانات اقتصادية لإحيائه؟

إذا قمنا بمراقبة مسار الاتفاق النووي، بين الغرب وإيران منذ انسحاب أمريكا، سنجد أن الأهداف تجاه الاتفاق. قد تغيرت بمرور الوقت. سواء الأهداف الإيرانية أو أهداف الدول الغربية. فقد كانت إيران ترغب بإحياء الاتفاق، وعودة الولايات المتحدة، من أجل إلغاء العقوبات الأمريكية. لتكون قادرة على تصدير النفط، وكان هدف الدول الغربية ، وقف برنامج إيران النووي، والحد من الانتشار النووي. في حين أصبح هدف طهران، هو أن تحصل على ضمانات سياسية واقتصادية. وقد تطالب من أجل، إتمام الاتفاق على ضمانات قانونية.

وقد وصف روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، محادثات الدوحة الأخيرة، بأنها مناسبة ضائعة. وأيضا قال، وصل الإيرانيون إلى طاولة المفاوضات، ولديهم مجموعة مطالب جديدة، كذلك نفى وزير خارجية إيران أن تكون دولته ، قد سعت للحصول على تنازلات إضافية.

مطالب وشروط إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني

يقوم نمط التفاوض الإيراني، على المراوغة والمماطلة، ويمكن أن نلاحظ تطور شروط ومطالب إيران، من أجل إتمام المراحل الأخيرة من الاتفاق النووي، ففي المراحل المتقدمة من محادثات فيينا، طالبت طهران بضمانات من أمريكا، تضمن لها، أن لا تخرج أي إدارة أمريكية من الاتفاق، في حال تم إحياؤه.

وبعد ذلك عادت وطالبت، أن يتم شطب الحرس الثوري ، من قائمة الإرهاب، إلى أن طالبت بضمانات اقتصادية، تمكنها من الحصول على مزايا اقتصادية، من الاتفاق النووي .

وأثناء محادثات ثنائية غير مباشرة، بين إيران وأمريكا في العاصمة القطرية، طالبت طهران بضمانات اقتصادية، وبعد ذلك تحدث وزير الخارجية الإيراني، عن نفس الشروط، خلال لقائه وزير خارجية قطر في طهران.

تريد إيران من الضمانات الاقتصادية، الاستفادة من الاتفاق النووي اقتصاديا، وليس فقط إلغاء العقوبات، فهي ترغب بضمانات تمكنها، من إقناع الشركات والدول بالاستثمار الآمن معها، وتريد أن تضمن تمتعها بمزايا هذا الاتفاق ،وخاصة وأنه بعد الاتفاق، الذي تم في عام 2015، انسحب الشركات بعد توقيعها عقود معها، خشية العقوبات الأمريكية، التي قام ترامب بفرضها عام 2018.

إن طهران تريد أن تعالج، مخاوف الشركات، التي تمنعها من الاستثمار، حتى في حال عدم وجود العقوبات.

كما تريد الإدارة الإيرانية الحالية ، أن تسوق أن الاتفاق النووي، تم بعد إدخال تحسينات ومزايا عليه، جعلته أفضل من الاتفاق، الذي تم خلال ولاية حسن روحاني، الرئيس الإيراني السابق.

وعندما انتهت المحادثات في الدوحة، الغير مباشرة بين طهران وواشنطن، من دون فائدة، قامت إدارة الرئيس جو بايدن، بإصدار عقوبات جديدة تستهدف شبكة دولية، تقول انها قامت بتسهيل بيع مئات الملايين، من الدولارات من النفط الإيراني ومشتقاته إلى شرق آسيا.

كذلك، قامت وزارة الخزانة والخارجية في أمريكا، بتحديد 15 شخص وكيان، في إيران وسنغافورة وفيتنام والإمارات وهونغ كونغ، لأنهم دعموا تجارة الطاقة في إيران، التي تولد عائدات غير مشروعة، بقيمة ملايين الدولارات، وذلك وفق بيان، لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أنتوني بلينكن، نشرته وكالة رويترز.

خيبة أمل بسبب تعثر الاتفاق النووي

صرح وزير خارجية أمريكا في البيان، أن جهود الولايات المتحدة، نحو إعادة إحياء الاتفاق النووي، كانت ثابتة ومخلصة. لكن طهران فشلت بإظهار نفس الالتزام، بهذا المسار، كما أكد أن الإدارة الأمريكية، ستواصل استخدام العقوبات، من أجل استهداف المنتجات النفطية والبتروكيماوية وصادرات البترول من إيران.

 

ورغم تعثر محادثات الدوحة، والشد والجذب بين طهران وأمريكا، لا يمكن الجزم بأن هناك تصعيدا إيرانيا أمريكيا. بل على العكس تماما، فقد سهلت قطر لقاء ثنائيا، بين دولتين امتنعا، عن اللقاءات العلنية لسنوات طويلة.

وأيضا لأن السوق بحاجة ضرورية، للمزيد من النفط الخام، وذلك لخفض الأسعار. ستبقى واشنطن تضغط على طهران.

فضلا عن رغبة الجانبين،بعودة نفط إيران إلى الأسواق العالمية، من أجل معالجة أزمة النفط الروسي.

ولكن السؤال هنا، من أين تأتي إيران بهذه القوة،، التي تمكنها من التعنت أثناء المفاوضات. ووضع مطالب جديدة في كل جولة محادثات؟

من أين تستمد إيران قوتها خلال المفاوضات؟

تستند إيران في تعنتها هذا، إلى وضع الأسواق العالمية والحال الذي وصلت إليه. فهي بحاجة إلى المزيد، من النفط الإيراني، بعد عودة الاتفاق النووي.

فقد ارتفعت أسعار النفط في حرب أوكرانيا، إلى مستويات لم تصلها من قبل، أكثر من 115 دولاراً للبرميل الواحد.

بينما تمتلك طهران ،نحو 100 مليون برميل من النفط المخزن، والذي لا يحتاج إلى وقت لاستخراجه.

لذلك تتعنت إيران، في مقابل الحاجة الدولية والأمريكية، إلى ضبط سوق الطاقة. ولذلك لا يمكننا الجزم بأن مفاوضات الدوحة، كانت فاشلة لأنها بالتأكيد، لم تعقد فقط من أجل الاتفاق النووي. ولكن بحثت في كيفية ضخ النفط الإيراني وترتيبات هذا الضخ.

اقرأ أيضا مقالة إيران … 3 سيناريوهات لاسقاط التقارب العربي الأميركي

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة