سياسة

الانتخابات النصفية الأمريكية تجعل من جو بايدن بطة عرجاء في الشرق الأوسط

التركيز على مجابهة الصين في ظل فوز الجمهوريين التي أدت إلى عرقلة أجندة الرئاسة الأمريكية ودبلوماسيتها

لطالما راهنت معظم البلدان العربية في الشرق الأوسط على فوز الحزب الجمهوري بجدارة في الانتخابات النصفية الأمريكية، كما راهن الرئيس الأمريكي سابقاً دونالد ترامب على اكتساح الحزب الجمهوري الأحمر للحزب الديمقراطي الأزرق، لكن بايدن وحزبه احتفظ بأغلبية مجلس الشيوخ حينها.

وبينما حقق الحزب الجمهوري الفوز كما كان متوقعاً، يستنتج مراقبون أن تأثير واشنطن على الشرق الأوسط سيكون محدوداً وسينعكس على سياستها، وذلك بعد أن قامت الغالبية الديمقراطية بجعل بايدن “بطة عرجاء” وهو لقب يطلق على الرئيس الذي يخسر حزبه الأغلبية في الانتخابات النصفية الأمريكية.

ويعتبر مراقبون أن هذا التأثير سيكون عائقاً أمام الرئيس الأمريكي من تحقيق سياسته اتجاه الشرق الأوسط، من نفقات مالية ومساعدات عسكرية.

وفي ظل انتظار الحزب الديمقراطي قرار رسمي يؤكد غالبيته في مجلس الشيوخ. يعتقد محللون أنه سيكون هناك جولة تمهيدية خلال العامين القادمين، قد تجعل من ترامب رئيساً في البيت الأبيض من جديد.

سياسة العصا والجزرة في ظل الانتخابات

لازالت واشنطن تنتهج في منطقة الشرق الأوسط سياستها المعروفة بالعصا والجزرة. وبينما ترتسم في ظل الانتخابات النصفية الملامح السياسية لأمريكا في وزارة الخارجية والبيت الأبيض وغيرها من المؤسسات التنفيذية، فإن قرارات الموازنة والمساعدات الخارجية، والقضايا التي تؤثر في العلاقات الأمريكية، تجد طريقها النهائي في الكونغرس بين الاستخبارات والشؤون الخارجية.

ويرى “بول سالم” رئيس معهد (الشرق الأوسط) أن الكونغرس هو من أحد صناع السياسة الخارجية لأمريكا، حيث يعمل مجلس النواب على التحكم في كافة النفقات والسياسات الخارجية التي تحتاج إلى موافقة مجلس النواب، وفي السياسة الخارجية التي تستخدمها الولايات المتحدة والتي تسمى بسياسة العصا والجزرة، تمكن البيت الأبيض من وضع القرارات التي تخص العصا، أما الجزرة فتحتاج بشدة إلى موافقة الكونغرس.

ولمجلس الشيوخ ذو الغالبية الديمقراطية، الحق في التصديق على جميع الترشيحات التي يقر عليها البيت الأبيض في المناصب التي ترتبط بالسياسات الخارجية، ويمتلك الكونغرس الحق أيضاً في الاعتراض على أي عملية بيع أسلحة أو تأخيرها، مما يؤثر بشكل كبير على كافة السياسة الخارجية المتبعة من قبل البيت الأبيض.

نتيجة الانتخابات النصفية المفاجئة

ووفق وكالة رويترز، لم تمر الموجة الحمراء كما أرادت لها سفن الحزب الجمهوري خلال ما جرى في الانتخابات النصفية، وتوقف معه المد الأحمر في انتزاع الغرفة الأدنى المكونة من مجلسين في الكونغرس.

وبينما قام الديمقراطيون بحسم أغلبية مجلس الشيوخ، فقد خسروا مقابلها أغلبية مجلس النواب. الذي قام بالهيمنة عليه سابقاً حزب الرئيس ترامب. الذي ألقى قبيل الانتخابات بكل وزنه السياسي والمالي في الانتخابات النصفية. خلف عدد من المرشحين الذين قاموا بتخييب آماله. فما زادت تلك النتيجة ترامب إلا إصراراً على خوض معركة رئاسية جديدة.

ويرى الباحث السياسي عمرو عبد العاطي أن عدم حدوث “موجة حمراء” خلال الانتخابات النصفية. هي إشارة إلى خسارة الجمهوريين وعدم تحقيقهم الفوز. وهو ما كان يعتبر نتيجة مفاجئة راهن عليها الكثير من الخصوم والحلفاء في عودة نفوذ الجمهوريين في إدارة بايدن.

الرهان الخاسر على نتائج الانتخابات النصفية

وأعرب الباحث السياسي عمرو عبد العاطي باعتقاده أن الكثير من الدول العربية الشرق أوسطية اعتمدت على الموجة الحمراء في الانتخابات النصفية لعدة أسباب، وأن هنالك قناعة ورؤية عربية تقتضي بأن واشنطن في ظل سيطرة الجمهوريين، ستكون أكثر قرباً من مصالح العرب ورؤيتهم، وستبنى حينها سياسات واقعية تتبناها أمريكا في التعامل مع المنطقة كما هي، وليس كما تطمح أمريكا أن تكون.

الانتخابات النصفية للكونغرس وفترة البطة العرجاء

يرى الباحث في الشأن الأمريكي عاطف سعداوي أن خسارة الأغلبية في “مجلس النواب” ستقيد حرية بايدن في التشريع مما يجعل ما تبقى من أعوام في رئاسته تسمى بفترة “البطة العرجاء” بمعنى أنها فترة لتسيير الأمور فقط خالية من أي توجهات في الإدارة الأمريكية.

ويعتقد أن الرئيس بايدن، سيبتعد عن أي تغيرات سياسية في الشرق الأوسط، خوفاً من حدوث أي انعكاسات تؤثر على ترشحه عام 2024 .

ووفقاً لذلك ستتوقف أي طموحات في الاتفاق النووي مع إيران. وغيرها من أعمال في المنطقة العربية.

التركيز السياسي باتجاه الصين

رأت الباحثة في واشنطن “إيما أشفورد” تزامناً مع الانتخابات النصفية للكونغرس. أن مجلس النواب بقيادة الجمهوريين سيكون متشدداً في مواقفه اتجاه الصين وفي مساعدته لأوكرانيا والمساعدات الخارجية الأخرى المباشرة.

ولفتت في حديثها أن سياسة واشنطن خلال ما تبقى من حكم بايدن. سيكون تركيزها على الصين فقط دون الشرق الأوسط، وذلك بهدف توجيه الاستخبارات الأمريكية لمنافسة الصين. بما في ذلك الصادرات التكنلوجية، وذلك بحسب الاعتقاد أنها المنافس الأول الذي يهدد الأمن القومي لأمريكا.

علاقة واشنطن مع إسرائيل في ظل الانتخابات النصفية

يعد بنيامين نتنياهو من أخر القادة الذين تلقوا اتصالاً من بايدن بعد توليه المنصب في البيت الأبيض. وذلك على الرغم من العلاقة الاستثنائية بين إسرائيل وواشنطن. وفي ظل ذلك لا يتوقع أي انفراجات جديدة في العلاقات الراهنة بين إسرائيل وأمريكا. كما ذكرت بعض الصحف العبرية أن الانتخابات النصفية لن يكون لها أي تأثير في العلاقات المتبادلة بين أمريكا والشرق الأوسط.

اقرأ أيضا مقالة وزير الخارجية الكويتي بعد تنفيذ حكم الإعدام.. نرفض رفضاً قاطعاً التدخل في شؤوننا الداخلية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة