البرلمان الكويتي نحو انتخابات جديدة
السلطة التنفيذية وخلافها مع "مجلس الأمة" والنتيجة ... حل المجلس وإقالة الحكومة

بعد أن مضى على حل “البرلمان الكويتي” قرابة 26 يوماً ، قامت الكويت بتحديد موعد جديد لانتخاب “مجلس أمة”. والذي حددت موعده في 29 من أيلول ، في حين يستمر المرشحون في تقديم طلباتهم لمدة لا تتجاوز العشرة أيام إلى المركز المختص في “شؤون الناخبين”.
وقد صرحت الصحف الكويتية ، أن 29 أيلول سيكون موعد رسمي لإجراء انتخابات “مجلس أمة”. وذلك حسب المرسوم الذي صدر عن ولي العهد “مشعل الأحمد الصباح” بهدف إصلاح العلاقات بين “الحكومة” و “البرلمان الكويتي” ، والتي أدت إلى إيقاف الكثير من المشاريع ، التي تصب في صالح البلاد.
وتضمن المرسوم الذي نشر في الصحف المحلية ، دعوة الناخبين للاقتراع ، في 29 من أيلول 2022.
أسباب حل البرلمان الكويتي
بعد أن مرّ العديد من الأشهر على تأزم الأمور السياسية في البرلمان الكويتي ، أصدرت الكويت أمراً بتعيين رئيس للوزراء ، والذي تمثل في الشيخ “أحمد الصباح” ، عوضاً عن رئيس الوزراء السابق “صباح الخالد” إثر استقالته لأسباب تتعلق بالإصلاح المالي.وفق ماجاء في وكالة كونا.
وقد صرحت الكويت في الأول من شهر آب الحالي ، تعيين حكومة يترأسها “أحمد الصباح” ، دون أي تعديلات تذكر في الوزارات ، ليصدر بعدها أمر بحل البرلمان في الكويت رسمياً.
وقد نسب “ولي العهد” سبب حل البرلمان الكويتي ، إلى الصراعات والخلافات التي احتدمت به ، وعدم وجود تعاون بين أعضائه ، فضلاً عن إيثار المصالح الشخصية على مصالح البلاد ، والذي يهدد مصير الكويت ووحدتها ، ولذلك توجب الاستعانة بالشعب لأنه الوجود الحقيقي للبلاد ، بإعادة الانتخابات لبرلمان كويتي جديد يكون تصحيحاً لما قبله ، وهدفه مصلحة البلاد العليا قبل كل شيء.
وألقى ولي العهد خطاباً ، تحدث فيه عن حل البرلمان في الكويت وفقاً للدستور ، وإقامة اقتراعات جديدة عامة ، نزولاً واحتراماً لإرادة الشعب ورغبته.
وقد جاء حل “البرلمان الكويتي” عقب صراعات مع “السلطة التنفيذية”. والتي أدت لإقالة الحكومة قبل أن يتم تشكيلها.
وفي آخر انتخابات تشريعية كانت قد جرت في ديسمبر 2020 ، عززت فيه المعارضة مواقعها. وذلك بعد أن حصلت على 24 مقعداً من أصل 50 ضمن البرلمان الكويتي ، الأمر الذي سبب خلافاً بين “السلطة التنفيذية” و “السلطة التشريعية” ، بسبب عدم الموافقة على بقاء كل من رئيس الوزراء “صباح الخالد” ، و “مرزوق الغانم” رئيس البرلمان الكويتي.
ماذا ينتظر الشعب من البرلمان الكويتي الجديد؟
كان كل ما انتظره الشعب من البرلمان الكويتي الجديد ، هو تعيين رئيس وأعضاء جدد. والضرورة بإعادة النظر في الشروط الموضوعة لانتخاب الأعضاء . وكان ذلك بعد أن قامت “وزارة الداخلية” بإصدار مسودة قرار ، تنص على 5 شروط لا تضم بينها “مؤهل أكاديمي”. ما يعني أنه يكفي للمترشح أن يملك مهارة “القراءة والكتابة” فقط. وليس له سوابق في الإساءة للإله أو أحد الأنبياء أو الأمير ، مما أدى إلى تقديم طلب بمراجعة الشروط ، وإقامة دورات لكل مترشح.
حل البرلمان في الكويت عبر التاريخ
حُل البرلمان الكويتي عبر التاريخ مراتٍ عديدة ، أولها كان في عام 1976. عقب صراع نشأ بين الحكومة والمجلس أدى إلى قيام الحكومة بتقديم استقالتها. وما لبث أن حل البرلمان من جديد في عام 1986 لنفس الأسباب.
وعلى ذلك قام الأمير “صباح الجابر الصباح” في عام 2006، بإصدار أمر بحل البرلمان. بسبب خلاف نشب بين الأعضاء حول قانون يخص “الدوائر الانتخابية” ، دعا عندها لانتخابات مجلس جديد. والذي ما لبث أن حلّ في سنة 2008 ، بسبب صراع بين النواب والحكومة ، أدى إلى أن تقدم الحكومة استقالتها. وبعدها بعام جاء حل جديد للبرلمان الكويتي لنفس الأسباب ، وذلك في عام 2009.
وفي سنة 2011 ، جرى اقتحام البرلمان من قبل محتجون ساعين فيه للتخريب ، والذي أدى لحله لاحقاً.
أما بين عامي 2012 و 2013 حل المجلس على إثر خلاف بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. والذي كان التاسع في تاريخ البرلمان الكويتي.
ومن جديد حُل في عام 2016 ، و عام 2022 الحاضر ، وذلك “بمرسوم أميري” وقرارات اتخذها القضاء.
اقرأ أيضا مقالة الجماعات السياسية المتصارعة في العراق … ما حقيقتها؟