البيت الشيعي والكردي يتصدع … هل سينقسم العراق؟
الأزمة في البيت الكردي أقل حدة لأن العلاقة بين أطرافها لم تصل إلى درجة تكسير العظام
إن الخلافات السياسية والصراعات الثنائية القائمة التي يشهدها العراق على مستوى القيادات السياسية والزعماء تسببت في تصدع البيت الشيعي والكردي على حد سواء. وقد انعكست هذه الخلافات على الشارع المتشتت، وسط تلك الصراعات والخلافات، حيث يدور الخلاف بين الإطار التنسيقي، ممثلي البيت الشيعي والتيار الصدري، حول تسمية رئيس الوزراء وتشكيل آلية تشكيل الحكومة الجديدة، التي أصبحت عقدة سياسية تشكل عائقا في طريق، الاستقرار السياسي ولو كان لأشهر.
ورغم دعوات مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري إلى حل البرلمان، تواجه تلك المطالب من قبل الإطار التنسيقي اعتراضا كبيرا.
الأمر لا يختلف كثيرا في البيت الكردي،الذي لا تقل خلافاته عن البيت الشيعي، فعقدة مرشح رئاسة الجمهورية،
مازالت مستمرة مع غياب التوافق الكردي بين حزب الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، في إقليم كردستان العراق، على مرشح يوافق عليه أكبر حزبين في كردستان.
بيان الإطار التنسيقي والقضايا التي ناقشها في الاجتماع
وفق وكالة رويترز، قام الإطار التنسيقي، بإصدار بيان جديد بعد اجتماعه، بخصوص تشكيل الحكومة والأحداث السياسية الأخيرة والخلافات بين البيت الشيعي والكردي.
وقد جرى خلال الاجتماع مناقشة مجموعة من القضايا السياسية. مثل مسار الحوارات و المناقشات الجارية مع بقية القوى الوطنية، من أجل استكمال الاستحقاقات الدستورية وحسم مرشح رئاسة الجمهورية. والعمل على تشكيل حكومة خدمية تقوم بمعالجة المشكلات الأمنية والخدمية التي يعاني منها الشعب العراقي.
ووفقا للبيان، جدد الحشد المجتمع موقفه في ضرورة احترام المؤسسات، وأهمها السلطة القضائية والتشريعية. ورفض جميع أشكال التجاوز على تلك المؤسسات، وعدم تعطيل مهامها الدستورية.
كما طالب القادة في الإطار التنسيقي القوى السياسية، بالعمل معا من أجل استمرار الحوارات البناءة، والحفاظ على الحقوق الديمقراطية المكتسبة، للوصول إلى حلول للأزمة الحالية، والعزم على تشكيل حكومة قادرة على تجاوز العقبات والتحديات التي تقف في وجهها، وخاصة في مجال الطاقة وقلة المياه وعدم إقرار الموازنة العامة.
كذلك دعا الإطار التنسيقي الشعب العراقي المؤمن، بالقانون والشرعية الدستورية والدستور، إلى دعم جميع الخطوات الدستورية والقانونية، من أجل الدفاع عن المسار الديمقراطي وتشكيل الحكومة.
المنافسة على المكاسب في البيت الشيعي والكردي والسني
لا يمكن أن ننكر أن هناك أزمات واضحة، داخل البيت الشيعي والكردي والسني. وكل هذه الأزمات تأتي في إطار التنافس على المكاسب المتحققة، من نتائج الانتخابات العراقية والأداء السياسي.
الأزمة في البيت الكردي أقل حدة، لأن العلاقة بين أطرافها لم تصل إلى درجة تكسير العظام. كما يوجد مشتركات كبيرة تجمع جانبي الأزمة الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني. وهذه المشتركات تتمثل في المناطق التي يتم التنازع عليها، وتفاصيل كثيرة ذات اهتمام مشترك.
يوجد مناصب هامة داخل إقليم كردستان، يمكن أن يناور الحزبان بها. ويعتقد أن عدوى الأزمة وصلت إلى داخل الشارع الكردي، عبر البيت الشيعي وهو الطرف الصعب في المعادلة السياسية. حيث وصلت العلاقة بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري إلى نقطة اللاعودة.
وتبدو القضية معقدة أكثر شيعيا، لأن الخلاف دخل منطقة الشخصنة بين الصدر والمالكي، حيث يعمل مقتدى الصدر على فرض إرادة في نظر المالكي غير منطقية، ويصر أن يمضي في تشكيل الحكومة الجديدة، وإكمال قبل أي شيء الاستحقاقات الدستورية، لذلك من الصعب السيطرة على الأزمة في البيت الشيعي، لأن كل شخصية تحاول طمس الأخرى سياسيا عندما يعلو كعبها.
إن البيت الشيعي والكردي، منقسم منذ عام 2003 أي منذ تشكيل العملية السياسية. لأن الأحزاب والكتل التي تمثل الداخل منقسمة على نفسها. ويوجد فيما بينها خلافات كبيرة على المناصب، لكن في الأوقات الحرجة وقبل الدورة الانتخابية. يتم التوافق على المناصب الرئاسية، سواء منصب رئاسة الجمهورية، الذي يخص الأكراد أو منصب رئاسة الوزراء الذي يخص الكتل الشيعية.
الأجواء ضبابية في البيت الشيعي والكردي
طغى الانقسام في البيت الشيعي والكردي على السطح، والوقت التي تحتاج فيه الكتل السياسية للتوافق زاد. والمستقبل مجهول، ولا يوجد حل قريب يلوح بالأفق.
إن الأجواء ضبابية، فلا أحد يمكنه أن يتكهن بما سيحدث،
وسنشهد المزيد من التصدع والانقسام في الشارع الشيعي والكردي، إذا لم يتم وضع حلول للأزمة، والتوافق على المناصب.
اقرأ أيضا مقالة تكتيك أوكرانيا الجديد … هل ينجح بوقف تقدم روسيا على الأرض؟