سياسة

الدول الأوروبية تـدفـع ثـمـن سياسة أمريكا

بدأت أسعار الغاز الطبيعي في الدول الأوروبية بالانخفاض مع بداية العام الجديد لأن الطقس المعتدل قلل الطلب على الغاز

ثمن باهظ تدفعه الآن شعوب الدول الأوروبية، بسبب سياسة الولايات المتحدة الأمريكية. التي كانت سبباً من أسباب الغزو الروسي على أوكرانيا. حيث قامت بإغراقها في أزمة طاقة، وجعلتها تعيش أزمة غذاء كبيرة، كما استغلت احتياجها للغاز لتحقق عائدات ضخمة.

وتعتبر دول أوروبا أكبر متضرر من الحرب فقد أدت أزمة الطاقة إلى البطالة وارتفاع الأسعار وزيادة التكلفة المعيشية. ونتج عن ذلك موجة تضخم هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية بالنسبة إلى الدول الأوروبية.

والآن في مقالنا هذا من موقع “العالم في ثواني” سنتعرف على آثار السياسة الأمريكية السلبية على الشعوب في أوروبا وسنركز على هذه المحاور

يهدف هذا المقال إلى التعرف على الآثار السلبية للسياسة الأمريكية على الشعوب الأوروبية وسنركز في السطور القادمة على هذه المحاور.

أغرقت السياسية الأمريكية الدول الأوروبية في أزمة الطاقة.

بدأت أسعار الغاز الطبيعي في الدول الأوروبية بالانخفاض مع بداية العام الجديد، لأن الطقس المعتدل قلل الطلب على الغاز، وفي تقرير لها أكدت وكالة الأنباء الألمانية أن هذه التغيرات لن يكون لها تأثير بشكل مباشر على المستهلك. لأن الأسعار تتغير من يوم إلى آخر، لذلك يعتمد موردي الكهرباء سعراً مدروساً خاصة في هذه المرحلة.

ووفق صحيفة CNN، إن فاتورة الحرب تسببت بارتفاع أسعار الطاقة بشكل جنوني، وهذا الارتفاع حمل دول الاتحاد الأوروبي عبئاً كبيراً حيث بلغت الفاتورة تريليون دولار.

كذلك جاء في التقرير أن مخزون الغاز الكبير الموجود لدى أوروبا قد يساعدها في الصمود في الشتاء ولكن رغم ذلك ستكون ملزمة بتعبئة خزاناتها من جديد في ظل قلة الإمدادات.

وأوضح التقرير أن المنافسة ستزداد بشكل كبير على ناقلات الوقود، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع أكثر في أسعار الغاز  وسيبقى سوق الغاز محصوراً وضيقاً  حتى عام 2026، عندما تصبح الطاقة الإنتاجية الإضافية متوفرة.

الولايات المتحدة تستغل حاجة الدول الأوروبية إلى الغاز

مؤخرا باتت أمريكا هي المصدر الأكبر للغاز الطبيعي المسال، فهي استفادت من الغزو الروسي لأوكرانيا. فقد زاد طلب دول الاتحاد الأوروبي على غازها حيث أصبحت الدول الأوروبية تقوم باستيراد ثلثي صادرات الغاز الأمريكي تقريبا.

وهنا لا بد لنا أن نعرف الإجابة على هذا السؤال، هل تستطيع دول أوروبا الاعتماد على الغاز الأمريكي المسال وهل يعتبر ذلك مخاطرة؟

قد يكون اعتماد دول أوروبا على الغاز الأمريكي مصدر قلق لشعوب هذه الدول والشركات. لأن استمرار هذا الغاز المسال غير مضمون، بسبب تغير الظروف الطبيعية. وخاصة أن صادرات الغاز تتوقف في موسم الأعاصير بين حين وآخر.

كما أن البنية التحتية في أوروبا غير مجهزة لاعتماد على هذا الغاز، وكذلك الارتفاع الكبير في فواتير الطاقة التي ستقوم الدول الأوروبية بدفعها، والتي ستبلغ حوالي تريليوني دولار في عام 2023 العام الحالي.

بالإضافة إلى ذلك عندما ستوسع الشركات الأمريكية عملها في استخراج الغاز الصخري، سيلقى ذلك اعتراض داخلي كبير، لأن ذلك سيؤدي إلى الإضرار بالبيئة وسيعرض سكان المناطق القريبة من أماكن الاستخراج إلى أمراض فتاكة.

وأيضاً لن يستطيع المستهلكون والمصانع الأمريكية قادرين على مقاومة ارتفاع الأسعار الذي نتج عن زيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى الخارج.

لذلك عزيزي القارئ، لن تكون أمريكا قادرة على مد دول أوروبا بالغاز بشكل دائم ومستمر.

قانون خفض التضخم الأمريكي وتداعياته على الصناعة الأوروبية

قامت الإدارة الأمريكية بإقرار قانون خفض التضخم  في العام الماضي. والغاية منه التصنيع و إنتاج الطاقة المحلية للاستثمار فيها، وإيقاف انبعاث الكربون بنسبة 40% مع بداية العام.

كما أن هذا القانون سيضع شركات الدول الأوروبية في السوق الأمريكية بحالة غير مريحة. وخاصة في ظل المشاكل الاقتصادية التي يعانون منها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. ويعود السبب إلى أن المواد الأمريكية التي يتم استخدامها في تقنيات الطاقة المتجددة. والتي تم صنعها في أمريكا الشمالية معفية من الضرائب.

اقرأ أيضا مقالة استقالة وزيرة الدفاع الألمانية لامبريشت بسبب فيديو محرج

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة