سياسة

الذهب الروسي .. هل تنجح سياسة الدول السبع في حظره؟

تتجه مجموعة الدول السبع، للإعلان بشكل رسمي عن فرض الحظر على واردات الذهب الروسي. وذلك ضمن حزمة جديدة من العقوبات الغربية على روسيا، في محاولة منها للضغط على موسكو. وتضييق الخناق عليها، وذلك ردا على غزوها لأوكرانيا الغير مبرر، والذي دخل شهره الخامس.

القرار الرباعي … حظر الذهب الروسي

أعلنت بريطانيا يوم الأحد، أنها ستقوم هي وأمريكا وكندا واليابان، بحظر الذهب الروسي. وذلك في إطار فرض  عقوبات جديدة على روسيا، ردا على حربها  في أوكرانيا، وقد جاء هذا القرار الرباعي في أول يوم عقدت فيه قمة الدول السبع وهي دول صناعية كبرى. وكانت ألمانيا هي الدولة التي استضافت هذه القمة في عاصمتها برلين، من أجل البحث عن استراتيجيات قادرة على تأمين إمدادات النفط ومعالجة التضخم.

وفي السياق نفسه، أعلن جو بايدن، أن الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة الدول السبع، ستقوم بحظر استيراد الذهب من روسيا، وهو أكبر الصادرات الروسية بعد الطاقة، فقد جاء في تغريدة الرئيس الأمريكي على منصة تويتر : فرضت أمريكا تكاليف غير مسبوقة على روسيا، لحرمانها من الإيرادات التي تحتاجها من أجل تمويل  حربها ضد كييف، معا ستقوم مجموعة الدول السبع بحظر استيراد الذهب الروسي، وهو تصدير أساسي، يدر على روسيا عشرات المليارات من الدولارات.

قمة قادة الدول السبع تستهدف مصادر تمويل حرب أوكرانيا

كما قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي يجتمع بقادة الدول السبع الصناعية الكبرى في برلين، لمدة ثلاث أيام: “إن الإجراءات التي سنقوم بها، ستضرب مباشرة الأثرياء الروس الذين لهم علاقة بالسلطة، كما ستقوم باستهداف قلب آلة فلاديمير بوتين الحربية”.

وفي بيان له أضاف: أن الرئيس الروسي يقوم بتبديد موارده، التي تتضاءل على هذه الحرب الغير مجدية والهدية، حيث يقوم بتغذية غروره على حساب الروس والاوكرانيين.

كما أكد جونسون أنه “يجب أن نقوم بتجفيف منابع تمويل نظام بوتين، وهو ما نسعى إليه الآن مع حلفائنا”.

نتائج قرار حظر الذهب الروسي كما يراه المحللون

ويشكك خبراء ومحللون اقتصاديون في جدوى خطوة مجموعة الدول السبع، واعتبروا أن هذه التصريحات دعائية أكثر منها عقابية ولها تأثير عملي وموجع على الاقتصاد الروسي.

كما أكد المراقبون أن هذا القرار، قد يتسبب برفع أسعار الذهب في العالم. كما حدث عندما تم فرض العقوبات، على النفط الروسي. وما نتج عنه من ارتفاع كبير في أسعار النفط ومشتقاته، مثل البنزين والديزل في جميع أنحاء العالم. وبالتالي سيكون مشهد الأزمة الشديدة  التي يعيشها الاقتصاد العالمي أكثر تعقيدا.

وعلق الخبير بالشؤون الأمريكية، مسعود معلوف على ذلك، في حديث له نقلته صحيفة CNN، “بصورة عامة أثبتت العقوبات أنها غير مفيدة، ولا تأتي بالنتائج التي ترجوها وتتوقعها، الدول التي فرضت هذه العقوبات، كما ما حدث مع العراق في عهد صدام حسين ،وأيضا مع فنزويلا ،وكما يحدث الآن مع بوتين.”

ويرى الخبير معلوف، أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، يوظف العقوبات على روسيا، كأداة سياسية. لأنه أعلن قرار حظر الذهب الروسي. حتى قبل بداية عقد قمة مجموعة الدول السبع، وقد اعتمدته بقية الدول الصناعية الكبرى بعد ذلك.

وهذا القرار غالبا لن يكون مجديا، ولن يأتي بالنتائج المرجوة منه. ولا سيما أن رئيس أمريكا نفسه أقر أن استراتيجية فرض العقوبات على موسكو، لن تأتي نتائجها بسرعة. وهو بالرغم من  ذلك، يحرص قدر الإمكان على إضعاف اقتصاد روسيا، وإيقاف مصادر تمويل الحرب الأوكرانية.

إن حظر الذهب الروسي، لن يكون له تأثير سلبي على روسيا بشكل مباشر، وخاصة في الأشهر الأولى. لكن على المدى المتوسط، قد يتضرر اقتصاد روسيا، ولو بشكل جزئي. وذلك لأن قطاع تصدير الذهب هو أحد قطاعات روسيا المهمة والحيوية. وأيضا تعتبر بريطانيا أكثر استيراد للذهب من روسيا، وقد يسبب  هذا ببعض الضيق للاقتصاد الروسي. لكن غالبا سيتأثر الشعب بهذا الضيق، ولن تتأثر حكومة بوتين به، وبالتالي لن يسهم في تغيير سياساتها ومواقفها.

اقرأ أيضا مقالة  روسيا والناتو .. كاليننغراد تدفع النزاع نحو الهاوية النووية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة