احذروا أن يرعبكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟
قد يجدد الجيش الروسي هجماته على محطة زابوريجيا النووية مخاطراً بذلك بإطلاق الإشعاعات النووية

لماذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يثير الخوف الكبير بخصوص الحرب في أوكرانيا ؟
الجواب عن هذا السؤال أن رئيس البلاد الذي يخسر الحرب يلجأ أحياناً إلى محاولات ومراهنات متهورة ويائسة. وقد يؤدي فشله أو هزيمته إلى تهديد بإمساكه زمام السلطة. فيكون مستعداً في بعض الأحيان أن يتخذ خطوات خارجة عن المألوف في محاولة، لتغيير مسار الأمور. فإذا وجد بوتين نفسه في موقف صعب. ربما يقرر أن يتخذ إجراء كارثياً.
بالتأكيد يملك بوتين بعض الأدوات القذرة والخطيرة التي يمكنه استخدامها في حال قرر فعل ذلك. وقد أظهر في الاسابيع الأولى التي تلت الهجوم الكبير على أوكرانيا استعداده بالفعل أن يصدر أوامر بشن ضربات صاروخية وضربات جوية تقليدية ضد أهداف مدنية. بما في ذلك البنية التحتية لشبكة الكهرباء والمراكز السكانية في أجزاء كثيرة من الأراضي الأوكرانية.
هل يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السلاح النووي؟
وفق وكالة رويترز، قد يجدد الجيش الروسي هجماته على محطة زابوريجيا النووية مخاطراً بذلك بإطلاق الإشعاعات النووية، وهناك توقعاً تشاؤمياً، وهو أنه من المحتمل أن يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة كيماوية أو بيولوجية في حربه مع أوكرانيا كما فعل أسلافه في الحرب بأفغانستان.
وإذا نظرنا إلى رد الفعل الأخلاقي الناجم عن ذلك، ستحجم موسكو عن هذا الإجراء كما يفترض البعض.
ولكن قد يكون بوتين، شجاعاً في فعل ذلك لأن. ردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية كانت ضعيفة نسبيا. عندما تم استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وعندما استخدمت روسيا غاز الأعصاب ضد الروس المنشقين المقيمين في بريطانيا عام 2018.
ولقد أقلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدد من المراقبين، عندما كرر كثيراً ذكر الأسلحة النووية وفي الواقع تستطيع روسيا، باعتبارها دولة مسلحة نووياً أن تقوم باستخدام قنبلة نووية تكتيكية لتغيير مسار الحرب، رغم أن ردود الفعل لمثل هذا الجنون قد يكون مدمراً. وربما يتساءل المراقبون ليس لدى بوتين ما يخسره إذا قرر فعل ذلك.
أعلن بوتين في السابع والعشرين من تشرين الأول أنه لا يوجد فائدة من استخدام الأسلحة النووية لا سياسياً ولا عسكرياً، ولكن تعليقاته السابقة مقلقة جداً، إذا هل سيبقى بوتين في حال ازداد يأسه بعيداً من خيار استخدام السلاح النووي؟
يشير التاريخ أنه من المستبعد، أن يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتحقيق أسوأ مخاوف الدول الغربية.
اتخذ بعض الرؤساء في المعارك الخاسرة إجراءات درامية وفظيعة من أجل درء الهزيمة، لكنهم على الأغلب عدلوا لأسباب سياسية أو استراتيجية عن الخيارات الأشد قسوة وصرامة.
الزعيم الروسي يائس لكنه ليس متهوراً
وعلى غرار الرؤساء السابقين سيأخذ الرئيس الروسي بالحسبان، ما إذا كانت قراراته وأعماله قد تساعده بالفعل على النصر، وسيكون ربما متردداً في التفكير في تصرفات قد تعرض وطنه روسيا لخسائر أكبر وأسوأ من ذلك، ربما سيخسر حكمه في الداخل.
طبعا، مازال هناك أسباب تدفع للقلق من أن ييأس بوتين، ولكن من دراسة الطريقة التي يميل الرؤساء إلى تطبيقها في هذه المواقف تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وشركائها، أن تقوم بتقييم تهديدات الرئيس بوتين بشكل أكثر إتقاناً، و أن تضع سياستها الخاصة وفقاً لذلك.
خلال القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين، حاول الكثير من الزعماء، الذين خاضوا معارك خاسرة انتزاع الفوز بطريقة ما من قبضة الهزيمة، فالوضع الذي يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه فيه الآن لا يعتبر جديدا.
أحياناً تنجح هذه التصرفات الخطيرة، على غرار المجازفة الجامحة التي خاضتها الولايات المتحدة. خلال حرب كوريا عندما قامت بعملية إنزال برمائي في مدينة إنتشون التي قام الجنرال “دوغلاس ماك آرثر” بشن هجوم مفاجئ على منطقة محصنة خلف خطوط العدو بعد أسابيع من تقدم كوريا الشمالية ، ولقد أدى هذا الهجوم إلى الفوز وتحقيق نصر حاسم.
ولكن تفشل غالباً تلك الأفعال، فمثلاً عندما بدأت ألمانيا حرب الغواصات غير المقيدة في المحيط الأطلسي عام 1917. وانتهت هذه المعركة بجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب العالمية الأولى وضمان هزيمة برلين بشكل نهائي.
ورطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
إذا استمرت هزائم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنكسات العسكرية في التراكم ستتأثر في الواقع حساباته بحقيقة أنه راهن كثيراً على هذه الحرب والواضح أنه يخاف الهزيمة وعدم الحصول من الحكومة الأوكرانية على تنازلات كبيرة.
لقد راهن الزعيم الروسي بكل ما يملك واصفاً هذه الحرب. بأنها ضرورية من أجل حماية موسكو من حلف الناتو وإيقاف التهديد النازي القادم من أوكرانيا. كذلك هذه الحرب ضرورية لكي تدرك الدولة الروسية حدودها الحقيقية بعد إقامة روسيا الجديدة.
إذا خسرت روسيا الحرب في أوكرانيا، فقد يمثل ذلك تهديداً حقيقياً لسيطرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة. من غير المعقول أن تحدث ثورة جماهيرية مثل ثورة 1917. أو حدوث انقلاب عسكري شديد وعنيف. لكن من المرجح أكثر أن نتخيل أن يزاح بوتين بطريقة غير دموية عن السلطة. مثل الطريقة التي أجريت فيها إزاحة نيكيتا خروتشوف في عام 1964 أو تنحية ميخائيل غورباتشوف في عام 1991.
اقرأ أيضا مقالة البيان الذي ألقاه المستشار الكويتي عبد العزيز العجمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة