الرئيس المصري .. ماذا حقق من جولته الأوروبية؟

اختتم الرئيس المصري جولته في أوروبا بدءا من برلين ثم مرورا ببلغراد وانتهاء بباريس. وقد ركزت هذه الجولة على ملفات التعاون الاقتصادي الثنائي. وسط المخاوف المتزايدة، من آثار الصراع الروسي الأوكراني على إمدادات الطاقة والغذاء العالمي. فضلا عن التنسيق المكثف، فيما يتعلق بمشاكل وأزمات الدول الثلاث والقاهرة.
جاءت جولة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد مشاركته في القمة الأمريكية – العربية، في جدة، خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، واستمرت ما بين 17 و22 الشهر الحالي، وأكدت على ضرورة اتخاذ كافة الخطوات الضرورية، من أجل الحفاظ على استقرار وأمن الشرق الأوسط.
لقاءات الرئيس المصري وملفات على الطاولة
كانت ملفات العلاقات الثنائية وخاصة المتعلقة بالاقتصاد، هي المتصدرة في لقاءات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كذلك تصدرت ملفات طرق، مواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية المتزايدة، على الطاقة والغذاء، فضلا عن محادثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية.ذلك وفق صحيفة CNN.
وبعد لقائه إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، في ختام الجولة الأوروبية، صرح الإليزيه في بيان له ، إن المحادثات التي تمت بين الرئيسين الفرنسي والمصري ، سعت إلى تعزيز العلاقة بين الدولتين المبنية على روابط دفاعية و أمنية ، فضلاً عن كيفية التعامل مع النتائج الاقتصادية، التي تتعلق بالطاقة والأمن الغذائي العالمي والأزمة الأوكرانية.
وجاء في بيان الإليزيه أن الرئيس المصري و ماكرون، تحدثا أيضا عن مكافحة الاحترار المناخي، مع أنه كان من المقرر أن تقوم مصر باستضافة مؤتمر الأطراف للمناخ، كوب 27 في نوفمبر، بمنتجع شرم الشيخ، وأضاف الإليزيه أن الرئيسين قاما بعرض القضايا الرئيسية، من أجل التعاون الثنائي.
ملف حقوق الإنسان
دائما كان الفرنسيون الحقوقيون يعبرون عن قلقهم، تجاه زيارات الرئيس المصري إلى فرنسا، معتبرين أن على باريس أن تفعل الكثير، في مسألة حقوق الإنسان في مصر وقد تطرق الإليزيه إليه عندما قال : تحدث أيضا الرئيسان عن ملف حقوق الإنسان، كجزء من حوار الثقة الذي دار بين مصر وفرنسا.
ووفق مصادر رئاسية فرنسية فإن حكومة ماكرون وباريس تؤثران، في مناقشة ملف حقوق الإنسان مع القيادة المصرية في الغرف المغلقة، ضمن علاقات الصداقة القوية، التي تجمع الدولتين دون أن يكون هناك، أي ضغوط على القاهرة. وهذا الملف مثير للجدل في العلاقات المصرية الفرنسية.
لقاء الرئيس المصري وماكرون وملف إحياء عملية السلام
قالت مصادر رئاسية مصرية، أن لقاء الرئيس المصري ونظيره الفرنسي. أكد على دعم العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، في كافة المجالات على نحو إيجابي وبناء.
ولقد شهد اللقاء مناقشات، حول ملفات إقليمية عديدة ولاسيما ملف القضية الفلسطينية ومستجداتها. وطرق إحياء عملية السلام، وتم أيضا استعراض الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وآخر تطوراتها في ليبيا ولبنان وسوريا، فضلاً عن الملف الاقتصادي. حيث أصبح الوضع صعبا بعد الأزمة الأوكرانية. وخصوصا على صعيد الأمن الغذائي والطاقة في العالم، والتداعيات السلبية الغير مسبوقة التي أصابت الأسواق العالمية، بسبب حرب روسيا وأوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، اتفق الطرفان على أهمية زيادة نشاط الاستثمارات والمشروعات التنموية الفرنسية في مصر، وتعزيزها. وخاصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، في الوقت، الذي اقترب فيه انعقاد قمة المناخ العالمية في شرم الشيخ.
وخلال وجود الرئيس المصري في صربيا، اجتمع مع نظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش. وأكدا خلال لقائهما حرص الدولتين على الاستمرار في الارتقاء، بالعلاقات الثنائية القوية، وتعزيز التنسيق والتعاون بينهما، على كافة المستويات. وخاصة أن مصر تعتبر ركيزة ومحور أساسي، للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقد تطرقت المباحثات أيضا، إلى تطورات القضايا الدولية والاقليمية، خصوصا التداعيات التي سببتها الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، إلى جانب أوضاع سوريا واليمن وليبيا.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا
كانت زيارة الرئيس المصري لألمانيا لحضور جلسة حوار “بيترسبيرغ” للمناخ، وقد تم التركيز فيها على تكثيف الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين مصر وألمانيا، وخاصة أنهما يشهدان الزخم، في علاقتهما على الصعيد الاقتصادي والتجاري.
وقد أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع أولاف شولتز المستشار الألماني. عن رغبته لزيادة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر. وخاصة المشاريع القومية الكبرى، وخاصة من خلال تعزيز الاستثمارات، ونقل التكنولوجيا والخبرات، والعمل على توطين الصناعة الألمانية.
اقرأ أيضا مقالة اليمن .. هل يمكن أن تتحول الهدنة إلى سلام دائم؟