+
سياسة

الزعيم السوفيتي غورباتشوف يستحق الثناء… ولكن ما دوره  في أزمة روسيا وأوكرانيا؟

الزعيم السوفيتي غورباتشوف يستحق الثناء… ولكن ما دوره  في أزمة روسيا وأوكرانيا؟

على ما يبدو أن الزعيم السوفيتي غورباتشوف ، لم يكن لديه علم كافي عن مدى الاستياء واللوم الذي ألقي عليه. بسبب فقدان روسيا مكانتها في عهده. والآن بعد مضي أكثر من 6 أشهر على أزمة روسيا وأوكرانيا ، وفي ذات اليوم الذي قامت به أوكرانيا بشن هجوم من أجل إسترجاع مدينة “خيرسون ، أعلنت روسيا عن وفاة الزعيم السوفيتي غورباتشوف.

الزعيم السوفيتي غورباتشوف وتناقضه مع بوتين

فإذا حاولنا إجراء مقارنة بين الماضي والحاضر ، أي بين “الزعيم السوفييتي غورباتشوف” و “بوتين” ، سيظهر لدينا تناقض واسع بين الأثنين ، بين غورباتشوف الذي حرر وساعد أوروبا في القضاء على الشيوعية عبر تفكيكه للاتحاد السوفيتي ، وبوتين الذي خلق أزمة روسيا وأوكرانيا، بهدف إما إبقاء أوكرانيا متحالفة مع روسيا أو إعادة إحياء الاتحاد السوفيتي الذي تفكك، باذلاً قصارى جهده في إعادة روسيا إلى ما كانت عليه من قوة عظمى.

لكن ما يثير الاهتمام أن روسيا شهدت في عهد بوتين الكثير من الازدهار الذي لم تشهده مسبقاً في عهد الزعيم السوفيتي غورباتشوف ، ولكن ما تسبب به بوتين من أزمة روسيا وأوكرانيا ، دفع البلاد للعودة مجدداً  إلى مجتمع مغلق كالذي كان في زمن “الاتحاد السوفييتي”.

أما  “الزعيم غورباتشوف” ، فهو الذي ساعد في عهده على تحرير أوروبا والعالم ، وتغيير حياتهم بشكل أفضل لم يشهد له مثيل ، والذي حتى يومنا هذا، هناك من ينسب الفضل إليه من أوروبيين و روس في ازدهار حياتهم للأفضل، وفق ما جاء في صحيفة CNN.

الرخاء والحرية في ظل الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف

ما لبث أن اختفت حالة الرعب والخوف والخنوع التي عاشها سكان روسيا، والتي انتهت بانتهاء “الاتحاد السوفيتي”، حتى أظهر الزعيم السوفيتي غورباتشوف حنكته من خلال تجنب ممارسة القوة وإراقة الدماء، من أجل الحفاظ على سلطته ، والتي عانت منها روسيا طوال حكم الاتحاد السوفيتي ، وهذا ما سيجعل اسمه لامعاً للأبد.

بدا غورباتشوف مختلفاً بتصرفاته ، حيث لطالما اصطحب زوجته إلى المناسبات الرسمية. ولطالما كان شفافاً في تعاملاته ، وأعاد الهيكلة الاقتصادية لبلاده ، وكسر الكثير من المحرمات التي عهدها الاتحاد السوفييتي ، وهذا ما أعطاه تميزاً.

ولكن ما لبث حتى فشلت جهوده ، وتمت الإطاحة به عن طريق انقلاب منظم ، ليتم تسليم الحكم من بعده إلى “بوريس يلتسين” حيث تم نقد المعاهدة ، واستقال الزعيم غورباتشوف على إثرها.

وفي ظل تسلم “يلتسين” السلطة ، عمل خلالها “الزعيم السوفييتي غورباتشوف” كناشط سياسي ولكن بشكل محدود. أما في ظل تسلم “بوتين” فقد بدأ يعطي رأيه بشكل علني وموسع أكثر من قبل، وذلك من خلال “المؤسسة الخيرية”  التي قام بإنشائها ، وعلى غرار كل القادة السابقين في روسيا ، فقد تمتع بالتقاعد . وهي ميزة لم يشهدها الزعماء الروس من قبل.

هل يستحق غورباتشوف التقدير؟

رغم ما حصل عليه الزعيم السوفيتي غورباتشوف من تقدير عالمي لجهوده. إلا أن أبناء شعبه ألقوا اللوم عليه ، بسبب فقدان روسيا مكانتها القوية في العالم. وهذا ما جعله يفشل في ممارسة دور سياسي بعد انهيار “الاتحاد السوفيتي، والذي لم يدركه “غورباتشوف”. آملين في أن يفهم الجيل الجديد ما يدينون به لغورباتشوف من الحرية التي منحهم إياها.

ويمكن اعتبار أن أزمة روسيا وأوكرانيا ، ماهي إلا حرب تم تأجيلها بتفكك ” الاتحاد السوفيتي”. حتى يأتي الوقت المناسب لاحقاً لشنها في حال عدم التوافق بين البلدين . ولذلك فإن الزعيم السوفييتي غورباتشوف يستحق وبجدارة كل التقدير. بسبب قبوله تفكك روسيا مع الحفاظ على كرامتها، عوضاً عن تماسكها بقوة السيف.

وهنا علينا الإشارة بأن “الاتحاد” في حينها ، كانت قد خارت قواه ، ولم يعد لديه خيار آخر.

وإن التفكك الذي حصل للاتحاد الأوروبي ، والانهيار الشيوعي ، حدثوا بشكل سلمي. والذي لاحظه الكثير من الناس في حينها،  أن الزعيم السوفيتي غورباتشوف حصل على جائزة نوبل، لأنه لم يستخدم القوة. ولكن هل يمكننا التنبؤ مما حصل أنه كان سبباً في إشعال ما يجري حالياً من أزمة روسيا وأوكرانيا؟

اقرأ أيضا مقالةرميخائيل غورباتشوف .. رحل آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة