سياسة

السعودية ولبنان: عودة للعلاقات بين البلدين بعد سنوات من الانقطاع

تشهد هذه الفترة بداية لعودة العلاقات بين السعودية ولبنان. من المقرر أن يزور رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة. في أول زيارة لرئيس وزراء لبناني إلى المملكة منذ ما يقرب من أربع سنوات بعد تمزق غير مسبوق في العلاقات. وكانت آخر زيارة لرئيس الوزراء سعد الحريري في عام 2018، الذي استقال في عام 2021 بعد قرابة تسعة أشهر من تكليفه بتشكيل حكومة البلاد.

كانت علاقات المملكة العربية السعودية مع بيروت تتدهور تدريجياً على مدى العقد الماضي، وهو الانقسام الذي سببه النفوذ المتزايد لحزب الله المدعوم من إيران في البلاد. في عام 2017 عندما استقال الحريري، الحليف الرئيسي للسعودية في لبنان، في بيان متلفز من الرياض. قال سياسيون لبنانيون إنه اضطر لذلك بعد احتجازه في المملكة. وبدوره نفى الحريري صحة هذه المزاعم.

إلى أي مدى تدهورت العلاقة بين البلدين؟

وبلغت التوترات ذروتها في انقطاع العلاقات بين السعودية ولبنان في أكتوبر الماضي بعد انتقاد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الصريح لحرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. جاءت التعليقات قبل تولي قرداحي منصبه، لكن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى سحبت مبعوثيها من بيروت بعد ظهور تسجيلات الانتقادات.

منذ أكثر من عامين تعاني لبنان من أزمة مالية. في بيان للبنك الدولي، قال إنها واحدة من أسوأ الأزمات في العالم منذ القرن التاسع عشر. وقد تفاقمت مشاكل الدولة بسبب المشاحنات السياسية والفساد والخلافات حول تقاسم السلطة.

كانت العلاقة لعدة سنوات إشكالية لأن السعوديين كان لديهم اعتقاد  بأن حزب الله هو القوة السياسية المهيمنة في البلاد. وقد تفاقم هذا جزئيًا أيضًا بسبب وقوف حزب الله إلى جانب الحوثيين في اليمن، وهو بالطبع حليف وثيق لإيران.

ومع ذلك، يبدو أن العلاقات بين السعودية ولبنان في تحسن. قالت المملكة العربية السعودية وحلافائها الكويت واليمن، إنهم سيعيدون إرسال سفرائهم إلى بيروت. في لبنان أقام السفير السعودي مأدبة إفطار  في شهر رمضان حضرها قادة لبنانيون ومسؤولون سابقون.

هل تحسن العلاقة مع السعودية يساعد لبنان في الخروج من الاضطرابات الاقتصادية؟

إذا كان لبنان سيستفيد في المستقبل من المساعدات الاقتصادية، فمن الواضح أن هذا يجب أن يأتي بشكل رئيسي من العالم العربي، وخاصة دول الخليج العربية. أي رئيس وزراء سني في لبنان، ولا سيما رئيس الوزراء السني الحالي ميقاتي، له مصلحة ويحرص على إقامة علاقات جيدة مع دول الخليج.

سوف تأخذ دول الخليج صفقة لبنان مع صندوق النقد الدول في  عين الاعتبار. إذا أدخل لبنان إصلاحات وتم تنفيذ اتفاق صندوق النقد الدولي، فهناك احتمال جيد أن تتلقى لبنان المساعدة من دول الخليج. لكن حتى ذلك الحين، فإن أقصى ما يمكن أن تقدمه دول الخليج هو مساعدة لبنان على أسس إنسانية.

إقرأ أيضًا: وفاة رئيس كينيا السابق مواي كيباكي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة