السلاح النووي .. متى يصبح حتميا في حرب أوكرانيا؟
منذ بداية الصراع الروسي الأوكراني، تحولت الأراضي الأوكرانية إلى ساحة لاختبار الأسلحة الجديدة التابعة للدول الكبرى التي تمتلك السلاح النووي
يطل التهديد باستخدام السلاح النووي برأسه من حين لآخر منذ بداية حرب أوكرانيا. ويرى المحللون أنه مؤشر حاد ينذر بنقطة تحول حاسمة في الحرب. فالنزاع بين روسيا وحلف الناتو القوتين النوويتين أصبح يؤرخ لمرحلة جديدة في التهديد باستخدام الأسلحة النووية في العلاقات بين الدول، تتصف بنزعة متسارعة باتجاه استخدام القوة العسكرية غير التقليدية واسلحة الدمار الشامل في الوقت الحالي وفي المستقبل المنظور.
وقد أعادت القوى الكبرى حساباتها الاستراتيجية سواء كانت دولة نووية أو غير نووية، فهي لم تعد تكتفي بامتلاك السلاح النووي دون أن تستخدمه من أجل إرغام العدو على عدم استخدامه أيضا،وفي حال مبادرته بالهجوم النووي ستقوم برفع كلفة الضربة الثانية الموجهة إليه.
عندما يكون الأمر متعلقا باستخدام القوة النووية، الأصابع ستكون على الزناد وهذا هو المشهد الراهن، ويتفق المحللون والمراقبون أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو تحول الحرب الدولية الراهنة في أي لحظة إلى حرب نووية.
بالرغم من وجود اختلاف على حدود ضربات السلاح النووي المتوقعة. فإن المحللون يعتقدون أن الدول تعيش الآن سباقا نوويا، يفوق صيغة التنافس أثناء الحرب الباردة على إنتاج عدد كبير من الرؤوس النووية ووسائل نقلها ونشرها وإطلاقها، مثل الصواريخ والغواصات والطائرات وغيرها، وتتضمن أيضا حيازة ونشر وشراء أسلحة نووية من الدول العظمى الحليفة مثل حلف الناتو، أو السعي لامتلاك القدرات النووية من الدول “المارقة” مثل كوريا الشمالية وإيران، أي الدول الخارجة عن القانون الدولي.
يأس الرئيس الروسي بوتين وأمله السلاح النووي
ووفق صحيفة CNN أفشت قبل أيام الاستخبارات الأمريكية معلومات سرية لصحيفة “نيويورك تايمز”، وقد تضمنت هذه المعلومات مناقشات حدثت بين القادة العسكريين الروس بخصوص استخدام السلاح النووي في صراعهم مع الأوكرانيين، بعد أن تكبدت روسيا خسائر وهزائم في أرض المعركة.
ولم يكن بوتين طرفا في تلك المحادثات، ولكن بحسب الصحيفة الأمريكية أثارت تلك النقاشات قلق الرئيس الأمريكي بايدن، حيث عكست ما أشار إليه “ويليام بيرنز”مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من أن تهديدات روسيا النووية قد لا تكون مجرد كلام، وقد يدفع بوتين روسيا في نهاية المطاف إلى استخدام السلاح النووي، بسبب يأسه من انتزاع النصر من أوكرانيا.
ولقد قدرت وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون ” والاستخبارات أن روسيا لديها مخزون من السلاح النووي. يصل إلى 2000 سلاح تكتيكي صمم للاستخدام في ساحات القتال. من أجل الانتصار على القوات التقليدية للعدو في أرض المعركة. ولكن قد يتسبب انفجار سلاح نووي صغير في مقتل الآلاف. ويجعل بعض الأراضي الأوكرانية غير صالحة للحياة. واستخدام هذا السلاح لا يعد مجرد إطلاق صاروخ على الساحة الأوكرانية. ولكنه سيتطلب تحركات ميدانية على الأرض تشمل إعادة انتشار للجيش الروسي. بصورة تمنع عنه الأذى الذي يسببه لجوء موسكو المحتمل لقنبلة نووية في أوكرانيا.
أوكرانيا أكبر ساحة اختبار للأسلحة الجديدة
منذ بداية الصراع الروسي الأوكراني. تحولت الأراضي الأوكرانية إلى ساحة لاختبار الأسلحة الجديدة التابعة للدول الكبرى التي تمتلك السلاح النووي. وقد أشار الباحث “محمد حسن” المتخصص في السياسات الدفاعية إلى أنه يتم اختبار أعداد كبيرة من الدرونز التكتيكية وهي أجيال جديدة تعمل بالذكاء الصناعي المتقدم، وفي الوقت نفسه يتم استهداف قطاع البنى التحتية، كما يراقب الميدان في أوكرانيا أكثر من 70 قمرا صناعيا مخصص لأغراض التجسس والاستطلاع وتوجيه الصواريخ والقذائف الجوالة و الدرونز بكافة أنواعها، وأيضا من أجل اعتراض الاتصالات العسكرية.
وكل ماسبق كان سببا في تأزم الحرب في أوكرانيا في الوضع الراهن. ووضع السلاح النووي ضمن خيارات القوى التي تتصارع مع بعضها البعض، لقلب نتائج المعركة لصالحها.
وكلما طال تأزم هذه الحرب زادت احتمالات استخدام أي طرف الأسلحة المدمرة. للخروج من حالة القتال المدمر العنيف، ويمكن اعتبار استهداف المحطات النووية و تفجير السدود كتهديد يماثل القنبلة النووية القذرة.
اقرأ أيضا مقالة الكويت … مجلس الوزراء يعتمد برنامج الحكومة ومراسيم تعيين 18 قيادياً في عدة جهات حكومية