الصراع الروسي الأوكراني بعد تسعين يوماً

مضت تسعون يوما على بداية الصراع الروسي الأوكراني. عندما فشلت موسكو في إقناع الدولة الأوكراني بعدم الانضمام إلى حلف الناتو. لأن هذا الانضمام سيؤثر مباشرة على أمن روسيا القومي، بوجود قوات حلف شمال الأطلسي. على الحدود الروسية الأوكرانية.
وفي الأمن القومي وعلوم الاستراتيجية، يعتبر هذا الأمر مرفوضا.
ولقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية سابقا هذا الانضمام عام 1962. وعُرف وقتها بأزمة الصواريخ الكوبية، عندما نقل الاتحاد السوفيتي السابق إلى كوبا صواريخ سوفيتية على الحدود الأمريكية المباشرة.
وكاد الرئيس الأمريكي بعد رفض دولته هذا الأمر أن يبدأ بإعطاء الأوامر، بإطلاق صواريخ نووية أمريكية على كوبا. ومحيها من الوجود. لكن هذا الخلاف انتهى وقتها بعد 14 يوما عندما قام الاتحاد السوفيتي بسحب صواريخه من كوبا.
بداية الصراع الروسي الأوكراني
تكررت الأزمة في هذا العام، ولكن من الطرف الآخر، لهذا السبب اتخذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين موقفا واضحا حيث أنه طلب من أوكرانيا أن تتعهد بعدم انضمامها لحلف الناتو، أو أنه سيقوم باتخاذ إجراءاته العسكرية. وفعلا بدأ الجيش الروسي بالهجوم على الدولة الأوكرانية يوم 24 فبراير الماضى.
بدأ الصراع الروسي الأوكراني بتدمير البنى التحتية العسكرية لدولة أوكرانية. ولقد استطاع أن ينجح في هذا التدمير خلال عشرة أيام. حيث أنه قام باستهداف القواعد الجوية والمطارات والطائرات ومحطات الرادار وقوات الدفاع الجوي ومراكز القيادة وكذلك تجمعات القوات الأوكرانية الرئيسية.
بعد ذلك ركز هجومه الرئيسي باتجاه كييف العاصمة الأوكرانية. وبعد أن فقد الجيش الأوكراني الدفاع الجوي و قواته الجوية. بدأ باعتماد أسلوب الدفاع عن المدن، وهذه الطريقة تعتبر من أصعب الأساليب القتالية لأي قوات تقليدية.
لهذا السبب تعثر الجيش الروسي على مداخل العاصمة كييف. واضطرت روسيا أن تقتحم العاصمة بأسلوب الأرض المحروقة، أي تدمير هذه المدينة بشكل كامل.
وهذا الأسلوب دمر الأوكرانيين، وفقدت روسيا حينها الهدف الذي سعت إليه، وهو النصر على أوكرانيا، وبقاء الشعب الأوكراني صديقا للروسيين.
كذلك ظن الرئيس الروسي بوتين، أنه عندما يقوم بالاستيلاء على العاصمة الأوكرانية، سينتهي حكم زيلينسكي رئيس أوكرانيا، وتأتي حكومة جديدة تتفق معه وتوقع مع روسيا اتفاقية سلام، لكنها لن تكون معترفا بها. بعد ذلك قررت موسكو أن تغير اتجاه هجومها من كييف إلى شرق أوكرانيا، ويبقى زيلينسكي الرئيس المنتخب من الأوكرانيين موجودا، ويقوم بنفسه بتوقيع اتفاقية سلام قادمة بعد أن ينتهي الصراع الروسي الأوكراني.
خطة بوتين… السيطرة على موانئ أوكرانيا
وبدأ بوتين الحرب باتجاه شرق أوكرانيا في إقليم دونباس حيث المدن التي قامت بإعلان انفصالها عن أوكرانيا، وهي لوغانيسك ودونيتسك. وفق ما جاء في صحيفة CNN.
وفعلا نجح هذا الاتجاه واستولت روسيا على مدينة ماريوبول وسيطرت أيضا على منطقة بحر آزوف وحرمت أوكرانيا من موانئها الموجودة في هذا الإقليم. والآن يستمر تقدمها للاستيلاء على ميناء أوديسا الذي يعتبر أكبر الموانئ الأوكرانية.
وفي حال انتصرت روسيا في هجومها هذا، سوف تحرم أوكرانيا نهائياً من موانئها على البحر الأسود. وتصبح هذه الدولة دولة لا شاطئية. و يعتقد البعض أن روسيا سوف تتوقف عن الصراع الروسي الأوكراني ، وتجلس على طاولة المفاوضات، وتنفذ القول الشهير الذي يقول : إن وضع القوات العسكرية على الأرض هو من يحدد نقاط التفاوض والجلوس على طاولة المفاوضات.
كذلك استمر الرئيس بوتين فى نفس الوقت بضرب جميع المراكز العسكرية الأوكرانية في كافة أنحاء الدولة واستهدف الصناعات المدنية و العسكرية لإضعاف هذه الدولة الأوكرانية ، كما قامت القوات الروسية بمهاجمة مدينة لفيف الواقعة على الحدود البولندية الأوكرانية، من أجل تدمير الأسلحة الأوروبية والأمريكية، وكافة الإمدادات والعتاد القادم إلى أوكرانيا.
إن معظم المعدات والأسلحة التي أرسلتها أمريكا وأوروبا إلى أوكرانيا تعتبر أسلحة دفاعية، لأن هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو إطالة الصراع الروسي الأوكراني، بهدف إضعاف العملاق الروسي اقتصاديا.
الصراع الروسي الأوكراني… فشل أمريكا
وظلت أمريكا تحاول إقناع دول الاتحاد الأوروبي، بأن توقف وارداتها من الغاز الروسي، وبالأخص عندما قامت بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، لكن جاء رد الرئيس بوتين بأنه لن يوافق على دفع ثمن الغاز بالدولار بل طلب الدفع بالروبل.
وكان الموقف المفاجئ أن معظم دول أوروبا رفضت قطع علاقاتها مع موسكو، واستمرت في استيراد الغاز الطبيعى، ودفعت ثمنه بالروبل.
ونتيجة لذلك ارتفعت قيمة العملة الروسية الروبل، وفشلت الولايات المتحدة في إيقاف دول أوروبا ومنعها من الحصول على الغاز الروسي.
موقف السويد وفنلندا الغير متوقع
وبعد ذلك جاء ما هو غير متوقع ابدا في الصراع الروسي الأوكراني،وهو طلب السويد وفنلندا الانضمام لحلف الناتو الذي يضم 30 دولة.
وبما أن دولة فنلندا تتشارك مع الدولة الروسية بحدود مباشرة يصل طولها إلى 1300 كيلومتر، فوضع روسيا سيكون لأول مرة ضعيفا، بوجود أسلحة تابعة لحلف شمال الأطلسي، على حدودها مع فنلندا، وهذا سيشكل للأمن القومي الروسي تحدياً كبيراً في المستقبل.
اقرأ أيضا مقالة بكين تلعب بالنار … بايدن يحذر الصين من غزو تايوان