ما بعد مقتل الطفل “كيان بيرفلك” النظام الإيراني دموي لن يتوقف
النظام يظهر العنف بشكل فاعل، وهذا دليل على أنه غير مهتم بوحدة إيران وسلامتها، وهو مستعد أن يغرق البلاد في حرب أهلية في سبيل التمسك بالحكم والسلطة.
يلجأ النظام الإيراني كل يوم إلى أساليب خطيرة وصادمة جداً، في محاولة منه لقمع الاحتجاجات التي تتحدى الجمهورية الإسلامية كلها.
وقد قام النظام بشن عملية أمنية ضخمة على مدينة مهاباد غرب إيران. التي تقيم فيها القومية الكردية، وكانت من أشد المؤيدين والداعمين لحركة “امرأة، حياة، حرية “. التي انطلقت بعد وفاة الشابة “مهسا أميني” التي تبلغ من العمر 22 عاماً.
وقبل أيام قُتل الطفل كيان بيرفلك ، وعمره تسع سنوات على يد النظام الإيراني في مدينة إيذج جنوب غرب إيران، بعد أن أطلق مسلحون الرصاص على سيارة والده التي كان يركبها.
وفي الحالتين كان النظام قاسي و متهور يضاعف من عزيمة المعارضين. ويدفع البلاد نحو حالة أكثر خطورة، ويدل عنف النظام على إفلاس أساليب استجابته لأي مطالب للشعب بالتغيير. وفي الأخير يثبت أن جمهورية إيران الإسلامية، استنفذت أي تفويض أعطي لها منذ زمن بعيد.
النظام الإيراني يعطي الأوامر باقتحام مدينة مهاباد
وفق وكالة رويترز، تعتبر مدينة مهاباد، الواقعة على الحدود الإيرانية مع تركيا والعراق، بؤرة للحراك السياسي المعارض للنظام الإيراني، ودائماً كانت المجموعات الانفصالية المسلحة تتمركز فيها، كما كانت مدينة مهاباد عاصمة لتجربة لم تدم طويلاً، للحكم الكردي الذاتي الذي تم سحقه بقوة عام 1946.
وقد داهمت القوات الأمنية يوم السبت المدينة بعد مسيرات ومظاهرات تشييع المتظاهرين الذين قتلوا في الأيام السابقة، كما تم قطع الكهرباء والانترنت عنها، وحلّقت المروحيات في سمائها.
وكل التقارير المتفرقة القادمة من داخل المدينة. تدل على أن جنود النظام الإيراني أطلقوا النار بشكل عشوائي على المنازل والاحياء السكنية، حيث كانوا يتوجهون إلى منزل تلو الآخر، كذلك قيل أنهم أخذوا جثث القتلى الذين قُتلوا في الاحتجاجات السابقة عُنوة، من أجل منع تشييعهم في جنازات مشحونة سياسيا.
غرّد ناشط موجود في ألمانيا على منصة تويتر. “أخبروا الجميع بأن النظام الإيراني يرتكب مجزرة في مهاباد هذه الليلة، أرجوكم أن تخبروهم، أرجوكم”.
ومن المحتمل أن يسبب هجوم القوات الإيرانية، على الأكراد إلى انتفاضة مسلحة شاملة. وتقوم الأحزاب الكردية المعارضة، الموجود معظمها على الحدود مع العراق على تهدئة الأشخاص المندفعين في صفوفها وحثهم على عدم حمل السلاح، خشية من اتهامها بـ الإنفصالية، وتشويه صورة الاحتجاجات التي تتخطى الفوارق الطائفية والعرقية، ولكن النظام يظهر العنف بشكل فاعل، وهذا دليل على أنه غير مهتم بوحدة إيران وسلامتها، وهو مستعد أن يغرق البلاد في حرب أهلية في سبيل التمسك بالحكم والسلطة.
قصة الطفل كيان دليل على الطريق الكارثي الذي يتبعه النظام في إيران
كان الطفل كيان بيرفلك مرح يرى نفسه أنه سيصبح مخترعاً حيث أظهر شغفاً مبكر بعلوم الميكانيكا والهندسة كما تظهر الفيديوهات التي تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي حيث يستعرض فيها أجهزته التي صنعها بيده.
كان يستقل سيارة والده يوم الأربعاء، وكانا يتفرجان معاً على التظاهرات التي كانت تحدث في مدينة إيذج جنوب غرب إيران، وحينها قال لوالده أنه خائف وطلب منه العودة إلى المنزل، قرر والده أن يمتثل لطلبه، لكن قام المسلحون بإمطار السيارة بالرصاص، وهم يقودون الدراجات النارية.
توفي كيان بيرفلك في المشفى، كان الأصغر سناً بين المقتولين منهم أطفال ومراهقين، سقطوا في الأسابيع التسعة الأخيرة.
هل يفهم النظام الإيراني ما الذي يواجهه الآن؟
لا يوجد مؤشر على أن النظام الإيراني يفهم ما يواجهه في الوقت الراهن. فهو مازال يقوم بإلقاء اللوم على المحطات التلفزيونية الأجنبية. ويتهمها بأنها المسؤولة عن قيام التظاهرات. والمضحك أكثر أن الطلاب كانوا يقضون وقتاً طويلاً على الإنترنت خلال جائحة كورونا.
قال “علي خامنئي” المرشد الأعلى، يسبب مثيرو الشغب وهم يرتكبون الجرائم المشكلات للشعب. لكن الأشخاص الذين يثيرون الفوضى في الشوارع، ومن يقودهم وراء الكواليس. أقل قدرة وشأناً من أن يستطيعوا إيذاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومن أجل أن يجد النظام الإيراني المذنبين الحقيقيين المسؤولين عن قيام التظاهرات يجب عليه أن ينظر إلى أفعاله وتصرفاته، خلال 44 عاماً وخاصة في السنوات 23 الماضية. عندما بدأ بتحييد مطالب الشعب بالتغيير، وقام بقمع حركة اصلاحية ناشئة.
اقرأ أيضا مقالة احذروا أن يرعبكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟