سياسة

الطقس .. هل يدعم بوتين أم بايدن؟

الطقس والوضع الاقتصادي العالمي، هما العاملان اللذان سيكون لهما، التأثير الكبير في أسواق الطاقة العالمية. وذلك في النصف الثاني من هذا العام، وكلاهما سيؤثر، في مصير ومستقبل خطط الرئيسين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي جو بايدن.

تأثير الوضع الاقتصادي والسياسي على بوتين وبايدن

نتابع موضوع مقالتنا الطقس.. هل يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أم الرئيس الأمريكي جو بايدن، تابع معنا عزيزي القارئ، السطور القادمة. وفق ما جاء في صحيفة CNN.

توجد حالة من الركود الاقتصادي، سينعكس تأثيره سلبا على كل من بوتين وبايدن، فالشعب في الولايات المتحدة الأمريكية، يعاني من التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، بشكل كبير، وخاصة سعر البنزين.

الركود الحاصل اقتصاديا، لن يحل مشكلة التضخم جذريا، وبعد ذلك سينتهي الوضع، بحدوث ركود تضخمي. وسيكون كافيا، ليقوم بتغير الخريطة السياسية، في أمريكا لصالح للجمهوريين، ولا أحد يعلم، إذا كانت لمصلحة مؤيدي الرئيس دونالد ترامب، أم لمصلحة الجمهوريين المعتدلين.

مازلنا نتابع موضوعنا الطقس.. هل يدعم بوتين ام بايدن؟

في حال فاز الجمهوريون في مجلس الشيوخ بالأغلبية، فهذا يعني أن الديمقراطيين وإدارة جو بايدن. لن تكون لديهم القدرة على تمرير أجنداتهم، وبالتالي لن تستطيع الحكومة، تمرير مشاريع قوانين كبيرة، وهو أمر جيد اقتصاديا لأمريكا.

المشكلة، أن بايدن عندما يفقد قدرته، على تحرير القوانين الجديدة، سيلجأ إلى إصدار، قرارات وأوامر رئاسية، ليحقق ما يريده،والقانون الأمريكي يمنحه هذه السلطة.

العائق في القرارات الرئاسية، أنها قرارات مؤقتة، لأن فور رئيس آخر في وقت لاحق، يعني إلغاء جميع القوانين. وبعد ذلك تعيش الدولة، في حالة من التقلب، فيحدث تراجع، في معدلات النمو الاقتصادي، وينخفض الاستثمار.

وهذا ما حصل، في عهد الرئيس أوباما، الذي قام بإصدار قرارات رئاسية كثيرة، كان لها تأثير كبير في قطاع الاستثمارات والأعمال وبعد فوز الرئيس دونالد ترامب قام بنقضها جميعها،وأصدر قرارات بديلة. وعندما جاء بايدن، قام أيضا بإلغاء قرارات ترامب واحدا بعد آخر.

سيخسر الرئيس فلاديمير بوتين أيضا اقتصاديا، من حالة الركود الاقتصادي، لأن لها تأثير سلبي على طلب الغاز والنفط، مما يجعل الاتحاد الأوروبي، قادرا على بناء مخزون من الغاز والنفط بكل سهولة. ويمنحه الفرصة، لحل كافة مشكلات الطاقة، كما أنه، سيقوم بتخفيض تكاليف المشاريع البديلة، خاصة مشروع الغاز المسال، وتحويله إلى غاز.

أما الوضع سياسيا فقد تكون الأمور، لمصلحة فلاديمير بوتين، في حال حصلت تبدلات سياسية في أوروبا، بسبب الغضب الشعبي، الحاصل الأن في بعض دول أوروبا وخاصة هولندا.

والأن في الفقرة القادمة، سنتعرف على دور الطقس وتأثيره في أسواق الطاقة.

دور الطقس في أسواق الطاقة والسيناريو في المستقبل

سيلعب الطقس دورا ضخما، في أسواق الطاقة، حتى نهاية العام، وقد تضطر بعض دول أوروبا، أن تتعاون بشكل مباشر مع الرئيس بوتين، أو من خلال التغاضي عن العقوبات المفروضة على روسيا، رغم وجودها، والسيناريو الذي سنذكره الآن في السطور القادمة، ليس ببعيد.

تجتاح أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وشمال أفريقيا، موجة حر خانقة ، بسبب الأحوال الجوية والطقس. وهذا الحر الشديد، سيسبب أزمة طاقة قاسية، ستدفع بعض الحكومات في أوروبا، للتعاون مع بوتين بطريقة أو بأخرى. وهنا يكون بوتين قد حقق ما يريد، فهو أحدث شرخ في الاتحاد الأوروبي أو قام بتقسيمه. وهذا سيكون للرئيس الأمريكي ضربة سياسية كبيرة.

كما أن بايدن يدرك هذا السيناريو المستقبلي، ولكن غايته الآن، توفير الغاز والنفط لأوروبا، مهما كان الثمن، حتى لو الثمن على حساب المواطن الأمريكي، وعلى حساب مبادئ الحزب الديمقراطي التي ينادي بها، في المجالات التي تتعلق بحقوق الإنسان والبيئة.

وتشير تصريحات بايدن نفسه إلى ذلك، حيث أن منع انقسام الاتحاد الأوروبي، أهم عنده من المعاناة، التي يعيشها المواطن الأمريكي، من ارتفاع أسعار الطاقة.

الطقس حار جدا، وهذا يعني زيادة الطلب على التبريد، في دول أوروبا، فيزداد الطلب على الكهرباء،وبالتالي يزداد الطلب على مصادر الطاقة، الطاقة المتجددة، الغاز، والفحم.

تكمن المشكلة أن حرارة الطقس مرتفعة، لعدم وجود رياح وبالتالي مصدر الطاقة الذي تعتمد علية أوروبا لن يكون متوفرا. فكيف سيتم تعويض هذا المصدر وبأي سعر، وفي حال لم يتم إيجاد البديل، هل ستنقطع الكهرباء.

الطقس حار جدا يعني استهلاك كبير للغاز والفحم

حل مشكلة الطقس، هو استهلاك المزيد من الفحم والغاز.

استهلاك الغاز أكثر ،يعني انخفاض مخزونه بشكل كبير، والسؤال، كيف سيتم تعويض مخزون الغاز مرة أخرى؟

روسيا، ستقوم بخفض ضخ الغاز، للدول الأوروبية، ودولة النرويج تعاني من مشكلات تقنية. كما أن بريطانيا قررت أنها لن تضخ الغاز، إلى بقية الدول الأوروبية، إذا لم تكن بحاجة إليه. وكذلك الجزائر لن تضخ الغاز، إلا إذا أعادت أوروبا النظر في أسعاره .

الحرارة مرتفعة جدا في أمريكا الشمالية، أي أن كمية الغاز، الذي تصدره لأوروبا أقل من السابق. وذلك لأن الغاز يتم استخدامه بشكل مكثف، في توليد الطاقة الكهربائية. وبالتالي يرتفع سعر الغاز، وهذا خبر سيء للرئيس جو بايدن، على الصعيد السياسي والاقتصادي.

الأحوال الجوية في خليج المكسيك وتأثيرها على أسواق الطاقة

الطقس في خليج المكسيك، عبارة عن أعاصير تحصل موسمياً، في جميع الحالات. ولكن ارتفاع درجات الحرارة، يزيد من حدة هذه الأعاصير، وآثارها المدمرة. وفي الوقت الحالي، تتوقع مصلحة الأرصاد، في خليج المكسيك 21 إعصار ، منها 5 أعاصير قوية.

ستكون دول أوروبا في مشكلة كبيرة، لأن كل صادرات أمريكا من الغاز المسال إلى أوروبا، تأتي من خليج المكسيك. وهي كميات كبيرة تبلغ حوالي، 13 مليار قدم مكعب يوميا.

بالإضافة إلى ذلك، إن مجرد تأخير الشحن لأيام عديدة، مع قدوم كل إعصار إلى خليج المكسيك، سيؤدي إلى نقص في إمدادات الغاز بأوروبا، حتى لو لم يكن الإعصار مدمرا.

إن وجود الطقس الحار الخانق، يعني استهلاك المزيد من الغاز والنفط، وبالتالي ستنخفض صادرات دول الشرق الأوسط،، وشمال أفريقيا إلى أوروبا وآسيا، وهنا سيقع الاتحاد الأوروبي في مأزق كبير، وكلما كان الطقس حارا جدا، ازداد نسبة انقسام الاتحاد الأوروبي، بخصوص التعامل مع موسكو، وانقسام دول الاتحاد الأوروبي، يعتبر كارثة للرئيس الأمريكي، قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

إن كل ما ذكرناه في الأعلى، ليس السيناريو الأسوأ. لأن حدوث ماتم ذكره سابقا، وقدوم شتاء مبكر وقارس، هو السيناريو الأسوأ، عندها سنشهد أزمة طاقة، وبالتأكيد ستتحول إلى كارثة.

اقرأ أيضا مقالة ممر سوفالكي .. هل سيؤجج الصراع بين موسكو والغرب؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة