العلاقات الروسية الإيرانية .. هل حسمتها إيران؟
انتقلت دول الترويكا الأوروبية إلى التشدد والاعتماد على الحصار السياسي وسياسة العقوبات للنظام الإيراني
العلاقات الروسية الإيرانية.. قام وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” بتأجيل زيارته إلى روسيا. وحجته في التأجيل انشغاله بجولته إلى سوريا ولبنان وتركيا وازدحام المواعيد.
لكن روسيا التي كانت تنتظر هذه الزيارة أكد وزير خارجيتها “سيرغي لافروف”، أن التأجيل تم من أجل إنجاح زيارة الوزير الإيراني إلى العاصمة التركية.
وقد جاءت جولة “عبداللهيان” إلى سوريا وتركيا تحت وقع الصدمة التي تلقتها إيران، بعد أن علمت بوجود لقاء ثلاثي تفاوضي بين روسيا وسوريا وتركيا، يترأسه وزراء الدفاع ورؤساء الأجهزة الأمنية، من أجل بحث أزمة الشمال السوري بكل تعقيداتها التي تتعلق بوضع الأكراد والمعارضة في محافظة إدلب، وكان الأمر الطبيعي أن يتابع الوزير الإيراني جولته لإجراء المباحثات مع الجانب الروسي ، وخاصة أن أنقرة وموسكو قاما باستبعاد طهران من هذا المسار الجديد، بحيث يؤثر على موقعها ويزعزعه في الساحة السورية.
العلاقات الروسية الإيرانية.. استنفار إيران
تزامن و ترافق تحرك “عبد اللهيان” الإقليمي. والذي يهدف إلى محاصرة مسار موسكو الثلاثي بخصوص سوريا مع تطورات أساسية لها طابع استراتيجي. قد يكون لها تأثير كبير في علاقات طهران مع الحلفاء والخصوم على حد سواء. فزيارة الرئيس الصيني “شي جينبينغ” إلى المملكة العربية السعودية، والقمم الثلاث التي قام بعقدها في الرياض، والنتائج التي أسفرت عنها من مواقف سياسية إضافة إلى اتفاقيات اقتصادية، استنفرت إيران التي تعتبر علاقاتها مع الصين محوراً أساسياً لتعميق تحالفها في الشرق ، وأن تحالفها مع الصين يأخذ طابعاً مهماً استراتيجياً متبادلاً في المجال الأمني والاقتصادي والسياسي.
ووفق وكالة رويترز، شعور إيران بأنها تقترب من الخسارة، لم يتوقف فقط على زيارة الرئيس الصيني “شي جينبينغ” إلى المملكة العربية السعودية، بل أيضاً ترافق مع عدم اهتمام الصين برضا إيران سياسياً أو حتى باتخاذ إجراءات لتفعيل التعاون الاقتصادي معها، وخاصة أن إيران كانت تتوقع أن تتخذ بكين خطوات جادة من أجل تنفيذ اتفاقية التعاون الاقتصادي لمدة 25 سنة.
حتى أتت خطوة روسيا المتعلقة بالأزمة السورية، حيث دفع موقف طهران المتشدد منها موسكو لتنشيط دبلوماسيتها باتجاه إيران، من أجل طمأنتها وتوسيع مجالات التعاون معها. بحيث تصبح العلاقة بينهما شراكة استراتيجية، وليست فقط تعاون استراتيجي.
هل سيعمق النظام الإيراني تحالفه مع موسكو؟
العلاقات الروسية الإيرانية، لم تستطع الزيارة التي قام بها “إيغور ليفيتين” مساعد الرئيس الروسي، وبعدها زيارة “فياتشيسلاف فولودين” رئيس مجلس الدوما إلى طهران إخفاء الأبعاد السياسية والاستراتيجية والأمنية في العلاقة بينهما، وإن أخذت هذه الزيارة طابعاً اقتصادياً ، وخاصة أن تلك الزيارات ترافقت مع تصعيد أوروبي غير مسبوق، بعد أن قام البرلمان الأوروبي بالتصويت على تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية. ولا يعود العامل الأساسي في القرار الأوروبي إلى النفوذ الذي يمارسه الحرس الثوري في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة غرب آسيا فقط، بل لتعاونه مع الجيش الروسي وتزويده بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
كما أن هذه التطورات قد تقوم بقلب الموازين الاستراتيجية والسياسية لدى النظام في إيران. وقد تعمل على حسم خياراته بالذهاب إلى تعميق تحالفه مع موسكو بشكل واضح. فكيف سيكون مصير العلاقات الروسية الإيرانية. وذلك بعد خسارته الجسور الاخيرة التي كانت تربط بينه وبين دول الترويكا الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي. والتي كانت تشكل رأس الحربة في التصعيد الأخير ضد إيران والحرس الثوري الإيراني. واتهامه بانتهاك حقوق الإنسان وممارسة القمع في الأحداث الأخيرة التي قامت في إيران. بسبب انفجار الحراك الشعبي بعد مقتل الشابة “مهسا اميني”.
العلاقات الروسية الإيرانية.. المزيد من التحالف والتقارب
العلاقات الروسية الإيرانية…انتقلت دول الترويكا الأوروبية إلى التشدد والاعتماد على الحصار السياسي وسياسة العقوبات للنظام الإيراني. بعد كانت وسطية ومعتدلة متمسكة بجهود إيجاد حلول بين طهران وواشنطن، من أجل إعادة إحياء ملف الاتفاق النووي. وهذا الانتقال قد يسهم في تحويل التفاوض حول الملف النووي والأزمة المتعلقة به إلى ورقة بيد الولايات المتحدة الأمريكية. ويجعلها الطرف المسيطر والمتحكم بتفاصيل وطبيعة أي اتفاقات تحدث في المستقبل قد تجبر طهران على إبرام عقد جديد. يكون مبدأه الخطوة مقابل الخطوة، وبالتالي الوصول إلى هذه المرحلة قد يسرع تقارب روسيا وإيران، ويدفع بهما نحو المزيد من التحالف والتعاون.
العلاقات الروسية الإيرانية.. إن حاجة إيران إلى روسيا في هذه المرحلة لا تقل عن حاجة روسيا إلى إيران. وستجعل طهران تغض نظرها عن الأدوار السلبية التي قامت موسكو بلعبها لعرقلة التوصل إلى اتفاق نووي وآخر هذه الأدوار كان عشية حرب روسيا على أوكرانيا، وأيضاً ما جرى قبل أسابيع في الموضوع السوري، وذلك من أجل توسيع التعاون فيما بينهما للوقوف في وجه المخاطر الاستراتيجية والعقوبات الاقتصادية التي يعانيان منها.
اقرأ أيضا مقالة حرب روسيا وأوكرانيا … روسي يلجأ للغابة المتجمدة لكي لا يشارك في الحرب