العلاقات بين الجزائر والصين .. ماذا وراء التوقيع على مبادرة “الحزام والطريق” ؟
قامت الصين بعمل استثمارات ضخمة خلال السنوات الأخيرة، حيث أنشأت طريق سريع يصل طوله إلى 30 ألف كيلو متر
العلاقات بين الجزائر والصين، تزداد قوة مع التوقيع على الخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة. والتوقيع على الخطة التنفيذية من أجل البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”.
ويظهر أن الجزائر تتجه نحو الشرق، كلما زاد الضغط الغربي عليها. ولعل لجوئها إلى مبادرة “الحزام والطريق” يعتبر رسالة رد على ما صدر من أعضاء الكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي في الفترة الأخيرة.
إعلان وزارة الخارجية الجزائرية المفاجئ التوقيع على الخطتين لتعزيز العلاقات بين الجزائر والصين
وفق وكالة رويترز، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية عن التوقيع بشكل مفاجئ على خطتين، من أجل تعزيز العلاقات بين الجزائر والصين، حيث ذكرت في بيان لها أن” رمطان لعمامرة”، وزير الشؤون الخارجية،
و “خو ليفانغ”، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، قاما عن بعد بالتوقيع على الخطة الثلاثية للتعاون في الميادين الهامة 2022-2024 وعلى الخطة التنفيذية من أجل البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”.
كما أضافت الوزارة، أن التوقيع جاء ليعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجزائر والصين. و ترسيخاً للعلاقات النوعية والتاريخية بين الطرفين في كافة المجالات.
الصين اقترحت الخطة التنفيذية
اقترحت الصين الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة” الحزام والطريق”. التي انضمت إليها الجزائر عام 2018، من أجل الربط الدولي من خلال إنشاء شبكة تجارية، تتألف من قسمين رئيسين هما حزام طريق الحرير البحري للمحيطات، وطريق الحرير الاقتصادي البري. وتهدف الجزائر من الانضمام لهذه الخطة إلى ربط علاقات استراتيجية مع الدول التي لها مكانة كبيرة في الاقتصاد العالمي.
وقد تم توقيع الخطة التنفيذية للبناء المشترك، بالتزامن مع خطة التعاون في المجالات المهمة 2022-2024.
لا تكتمل تنمية أفريقيا إلا بوجود دول قوية
عبر مبادرة الحزام والطريق، قامت الصين بعمل استثمارات ضخمة خلال السنوات الأخيرة. حيث أنشأت طريق سريع يصل طوله إلى 30 ألف كيلو متر . وبلغت طاقة الموانئ 85 مليون طن سنوياً. وخلقت حوالي 900 ألف وظيفة، فنظرة الصين في تنمية القارة السمراء، لا تصبح كاملة إلا بمشاركة دولة أفريقية قوية، يمكنها أن تحقق التنمية، وذلك وفق مشروع تنمية أفريقيا 2063.
كما تعتبر الجزائر أساساً مهماً في إدراك الصينيين. تستطيع أن توظف طريق الحزام والتحرير. كواحد من بدائل الاندماج في الاقتصاد العالمي الجديد، الذي بدأ بالتشكل بعد حرب أوكرانيا.
ضغط أمريكي و أوروبي بسبب تعزيز العلاقات بين الجزائر والصين
في خضم ازدياد الضغط الأمريكي والأوروبي على الجزائر بسبب اتجاهها نحو الشرق. بالإضافة إلى صفقات الأسلحة مع موسكو ، جاء توقيع الجزائر وجمهورية الصين الشعبية على الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، و”الخطة الثلاثية للتعاون في المجالات المهمة 2022-2024”.لتعزيز العلاقات بين الجزائر والصين، حيث قامت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي بمراسلة “أنتوني بلينكن”وزير الخارجية ليقوم بفرض عقوبات على حكومة الجزائر بسبب صفقات الأسلحة مع روسيا، كما عبروا عن تخوفهم من تنامي العلاقات بين الجزائر وروسيا.
كما قام 17 نائباً من البرلمان الأوروبي، بمراسلة رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”. وطلبوا منها أن تقوم بمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر. واتهم النواب الأوروبيون في رسالتهم الجزائر، أنها تنسج علاقات قوية مع موسكو، كذلك قالوا أن الجزائر تعد من بين المشترين الأربعة الرئيسيين للأسلحة الروسية، ما يجعلها تشارك في تمويل روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
اقرأ أيضا مقالة مجلس التعاون الخليجي يعلن موافقته على طلب الكويت بالاحتفاظ بمنصب الأمين العام