لماذا أصبحت العلاقات بين الصين وروسيا فاترة خلال الحرب الأوكرانية؟
العلاقات بين الصين وروسيا تقوم على أسس لا مواجهة ولا تحالف ولا اعتداء على أطراف أخرى
سنتحدث اليوم عن الفتور الذي أصاب العلاقات بين الصين وروسيا خلال الحرب الأوكرانية. حيث تسعى الصين الآن لإصلاح علاقتها مع دول الغرب والحد من التأثيرات السلبية الناتجة عن تصرفات روسيا. لأنها صُدمت من إخفاق بوتين في أوكرانيا، فهي تراجع نفسها في المفهوم الذي تحدثت عنه قبل أيام من حرب روسيا على أوكرانيا وهو “الصداقة بلا حدود”.
كان لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في أوائل شهر فبراير من العام الماضي. أي قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا بعشرين يوماً. وتحدث الزعيمان في هذا اللقاء التاريخي عن التعاون بينهما دون وجود أي محظورات، فالصداقة بينهما لا حدود لها، وقد ناقش الزعيمان في ذلك اللقاء مسألة أوكرانيا، وأن الرئيس الروسي سيتخذ أي إجراء في حال تعرضت روسيا للهجوم. ولكن يبدو أنه لم يذكر خطط الهجوم على أوكرانيا أمام الرئيس شي جينبينغ.
العلاقات بين الصين وروسيا أثناء الحرب الأوكرانية .. توازن حذر
العلاقات بين الصين وروسيا خلال الحرب الأوكرانية وفق صحيفة CNN، لا نستطيع أن نؤكد أن الزعيم الصيني لم يكن يعلم عن خطط موسكو للهجوم، ورغم ذلك إن امتناع بكين عن التصويت من أجل إدانة تصرفات بوتين في آذار العام الماضي، يظهر أن الصين كانت تحرص منذ البداية أن لا تظهر التزامها الكامل.
كما كان بعض الصينيين متحمسين في بداية الحرب لأعمال روسيا العسكرية في كييف، وقد قام الكثيرون بمشاركة مقطع فيديو مترجم، لخطاب الرئيس الروسي بوتين الذي أعلن انطلاق العملية العسكرية الخاصة كما تسميها روسيا.
غير أن الصين بقيت محافظة رسمياً على غموضها الاستراتيجي، فمن جهة ألقت الحكومة الصينية اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية في بدء الصراع، حيث قالت أنها هي من أشعلت فتيله، وهو من ضمن خطط توسع حلف الناتو في أوروبا. ومن جهة أخرى لم تقدم الصين أي دعم ذا أهمية لموسكو.
زعمت بعض الصحف الغربية المعروفة مثل “واشنطن بوست” أن موسكو طلبت الدعم المالي والتكنولوجيا من الصين مراراً وتكراراً.
كما أضافت الصحيفة أن شي جينبينغ لم يكن معارضاً تبادل المنفعة مع موسكو، وإيجاد الطرق لهذا التعاون، وفي الواقع كانت تتصف جميع المفاوضات بالتوتر، حيث أن الصين كانت تتفهم أزمة روسيا، ولكن لا تستطيع أن تتجاهل وضعها هي .
الحد من الأضرار والمشاكل التي سببتها العلاقات بين موسكو وبكين
نتابع موضوع مقالتنا العلاقات بين الصين وروسيا خلال الحرب الأوكرانية :
التقى الزعيمان بوتين و شي جينبينغ مرة واحدة منذ بداية الحرب. وذلك في منتصف شهر سبتمبر في مدينة “سمرقند” الأوزبكية بمنتدى دولي.
وقد جاء هذا اللقاء على خلفية الانتصارات التي حققتها أوكرانيا. في استعادة أجزاء كبيرة من أراضيها التي كانت روسيا، قد سيطرت عليها قبل أسابيع فقط.
وصرح الرئيس الروسي بوتين بعد الاجتماع، أنه يقدر كثيراً الموقف المتوازن للصين الصديقة بخصوص الصراع في أوكرانيا.
كما أعرب الزعيم الصيني شي جينبينغ بدوره عن استعداد بكين لتكون هي وروسيا قوى عظمى تمارس دوراً قيادياً. من أجل نشر الطاقة الإيجابية وتحقيق الاستقرار في العالم.
ولكن كانت هناك وقائع معقدة، بالرغم من الثناء والمديح المتبادل أمام عدسات الكاميرات. فقد خلقت الحرب الأوكرانية مشاكل كثيرة للصين التي لن تستطيع أن تجمل صورتها أو تحلها بسهولة.
فقد نتج عن حرب الغاز التي شنتها روسيا على دول أوروبا، أزمة تكلفة المعيشة التي أدت إلى نقص المال لدى المواطنين الأوروبيين. وبالتالي أصبحوا غير قادرين على شراء السلع الصينية.
كذلك رفض الصين إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا أدى إلى توتر علاقاتها مع الغرب. وهذا التوتر أضر بالصين وخاصة أن دول أوروبا وأمريكا هما أكبر الشركاء التجاريين لها .
وكانت العلاقات بين الصين وروسيا في الأشهر الستة الأولى من عام 2022. خالية من أي استثمارات صينية جديدة في روسيا، ويجد المحللون أن الصين تتصرف في نطاق آمن. لكي تتجنب الولايات المتحدة التي ربما تستهدفها بفرض عقوبات أخرى عليها.
هل سيكون هناك تغيير في العلاقات بين الصين وروسيا؟
قام تشين جانغ وزير خارجية الصين الذي عُين في هذا المنصب نهاية العام الماضي، بإجراء محادثة مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية في 9 يناير.
وقد جرت المحادثة بطلب من روسيا، وجاء في الرواية الرسمية لها “أن العلاقات بين الصين وروسيا تقوم على أسس لا مواجهة ولا تحالف ولا اعتداء على أطراف أخرى”
ما جرى في هذه المحادثة بعيد جداً عن بيان “الصداقة بلا حدود”. وبعيد أيضاً عن التعبير الذي أطلق في قمة سبتمبر “قوى عظمى”.
اقرأ أيضا مقالة الحكومة الكويتية تصدر مرسوما بالعفو عن مدانين داخل السجون وخارجها رقم 8 لسنة 2023