العوامل المؤثرة على سعر صرف العملة من أكثر المعلومات بحثًا في الوقت الراهن. حيث يعتبر سعر العملة من أبرز المقاييس التي تحدد مدى قوة اقتصاد الدولة، والذي ينعكس بدوره على التجارة، وغيرها من الأنشطة المالية. كما يساهم بدعم السوق الحرة لتلك الدولة. ولذلك تهتم المؤسسات الاقتصادية والمالية الكبيرة وحكومات البلدان بمتابعة ومراقبة سعر الصرف بشكل دائم.
فتغير سعر الصرف يغير من تسعيرة المنتجات كافة، وخاصة تلك المنتجات التي يتم استقدامها عبر الاستيراد من بلدان لا تتعامل بنفس العملة. كما ينتج عن تغير سعر صرف العملة تغيرات هامة بالبورصة وتداولها بشكل واضح. ولذلك وجب الحديث حول سعر صرف العملة، والعوامل التي تؤثر عليها من خلال مقالنا التالي.
العوامل المؤثرة على سعر الصرف
يوجد عدة عوامل تؤثر على سعر العملة وأهمها ما يلي:
ميزان المدفوعات الخاص بالدولة
يشمل ميزان المدفوعات كافة العمليات الخارجية الدولية خلال سنة محددة لدولة ما. وتضم عمليات الاستيراد والتصدير، فعندما يكون التصدير أكبر من الاستيراد يؤدي ذلك لتشكل فائض في الميزان التجاري. ويساهم بالتالي في ارتفاع الطلب على العملة المتداولة لتلك الدولة، وهذا بدوره يساعد في ارتفاع سعر العملة والعكس صحيح.
الاحتياطي النقدي
يشكل الاحتياطي النقدي مقدار ما يعود لملكية الدولة من الذهب والنقد الاجنبي، وبمقدار ما يمكن اقتراضه من صندوق النقد. حيث يجب متابعة كافة التغيرات الحاصلة لهذا الاحتياطي.
معدلات التضخم
يلاحظ تأثر سعر العملة بمقدار التضخم، وبحسب الرؤية الاقتصادية فإن معدل التضخم من العوامل الهامة التي تؤثر على سعر صرف العملة. إذ يعبر التضخم عن ارتفاع أسعار المواد والخامات، بسبب وجود عجز في الإنتاج. بمعنى آخر هو ارتفاع الأسعار دون تغير جودة وطبيعة المنتج. وبالتالي تكون عملة الدولة ذات معدل تضخم مرتفع، ضعيفة مقارنةَ مع أخرى بمعدل تضخم أقل. ويتعلق بذلك موضوع القوة الشرائية، والتي تربط معدل التضخم لعملتي دولتين مع تغير سعر الصرف لهاتين العملتين.
معدل الفائدة على الأموال من أهم العوامل المؤثرة على سعر الصرف
يساهم ارتفاع معدل الفائدة على الأموال المودعة بارتفاع سعر العملة. حيث يساهم ذلك بازدياد الاستثمار بهذه العملة، كون فوائد الإيداع فيها مرتفعة، أو بأقل تقدير يساهم في الحفاظ على قيمة تلك العملة.
البنك المركزي وتدخله في سوق الأموال
يعد تدخل البنك المركزي من أهم العوامل التي تؤثر على سعر صرف العملة. قد تلجأ الدولة في بعض الأحيان من خلال مراقبتها للأسواق العالمية للتدخل عبر بنكها المركزي. فقد تشتري مبالغ ضخمة من تلك العملة أو عملات أجنبية، ثم تبيع البعض منها بهدف رفع العرض في السوق من هذه العملة. وهذه الإجراءات لها دور فعال في الحفاظ على قيمة العملة.
ارتباط عملة الدولة بعملات أجنبية
فقد يكون سعر عملة الدولة مرتبط بعملات أجنبية، وعليه يتم تغير قيمة العملة المحلية بمقدار التغيرات الحاصلة للعملة الاجنبية انخفاضًا أو ارتفاعًا.
سياسات الدولة اقتصاديًا وماليًا من أكثر العوامل المؤثرة على سعر الصرف
تعد من العوامل التي تؤثر على سعر العملة، فسياسات الدولة المالية والاقتصادية ينعكس بشكل كبير على سعر العملة. حيث تخفض معدل التضخم عبر تقليل السيولة داخل الدولة، والتشجيع على التصدير وبالتالي يعزز سعر العملة مقارنة بغيرها من العملات.
مقدار الاستقرار السياسي
من أبرز العوامل التي تؤثر على سعر صرف العملة. فكلما زاد الاستقرار السياسي زاد ثبات سعر العملة وزيادة الطلب عليها والعكس صحيح. حيث أن الدولة التي تكون اتجاهاتها السياسية مستقرة وواضحة تكون عملتها قوية وثابتة. بينما الدولة التي تكثر فيها الفوضى والانقلابات تكون عملتها ضعيفة، ولا تعطي ثقة للتداول بها. ولهذا يتجه المتداولون للعمل بالعملات ذات الاستقرار والثبات.