القارة السمراء .. ساحة حرب بين روسيا وفرنسا

يشتد الصراع في القارة السمراء بين روسيا وفرنسا، حيث تكررت حوادث الهجوم في الغرب الإفريقي، وخاصة مالي على قوافل بعثة حفظ السلام، ووصلت خلال 10 أيام فقط إلى 6 حوادث.
تحركات وصدامات وتظاهرات تنذر بحرب باردة، ولكن وفق محللين وخبراء، ستكون في أفريقيا، فماذا يحدث في تلك القارة، وماذا تريد روسيا؟
روسيا تسعى إلى بناء نظام عالمي جديد
عندما انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991، كانت أبرز دلائل انتهاء الحرب الباردة، تراجع الاهتمام الروسي بأفريقيا، حيث قامت موسكو مباشرة، بإغلاق بعثاتها الدبلوماسية، في 14 بلد أفريقي.
قامت دول الغرب بفرض العقوبات على موسكو، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وشملت قطاعات عديدة حتى الرياضية، وكانت هذه العقوبات الأقسى، في تاريخ العلاقات بين روسيا والغرب.
وبسبب تعدد العقوبات الغربية، تحاول موسكو تنويع مصادر علاقاتها الاقتصادية، وخاصة مع القارة السمراء.
ووفق ما جاء، في صحيفة بي بي سي نيوز ، تسعى روسيا إلى إنشاء نظام عالمي جديد، غير قائم على أمريكا والدولار فقط، وهذا واضح بشكل جلي، من التحركات الأخيرة لروسيا.
إن العلاقات بين روسيا وأفريقيا، تمر بمرحلة جديدة من التعاون والتطور، تلك العبارة قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ أيام خلال استقباله رئيس دورة الاتحاد الأفريقي في سوتشي.
تعاون روسيا مع القارة السمراء
كما أكد بوتين أن روسيا، ستعمل على تطوير علاقاتها، مع أفريقيا، ودور القارة السمراء في ازدياد على الساحة الدولية.
وذلك خلال لقاء له مع رئيس السنغال ماكي سال، الذي أشار من جهته، أن العقوبات الصارمة المفروضة على روسيا أدت. إلى حرمان دول أفريقيا. من تأمين احتياجاتها من الأسمدة الروسية والحبوب.
وأكد الرئيس السنغالي، أنه شعر بالاطمئنان عندما التقى بوتين، بخصوص الأزمة الغذائية الناتجة، عن أحداث حرب أوكرانيا.
تسعى موسكو بجدية، إلى بناء العلاقات مع أصدقائها القدامى. والمقصود القارة السمراء، حيث كان للاتحاد السوفيتي سابقا، علاقات جيدة جدا مع معظم دول القارة الأفريقية. ودعم حركات التحرر في هذه الدول.
واعتبرت القمة الروسية الأفريقية الأولى 2019، أنذاك تطبيقا على أرض الواقع. حيث تم إحياء العلاقات التاريخية السابقة مرة أخرى، وهناك أيضا ورقة رابحة سوف تستخدمها روسيا. لتقوية العلاقات مع دول أفريقيا. وهي منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، الذي تنطلق أعماله في شهر يونيو الجاري.
الصراع بين روسيا وفرنسا في القارة السمراء
أدت موجة الانقلابات المتتالية، التي شهدها القرن الأفريقي. خلال العامين الماضيين وهي أكبر موجة عرفتها أفريقيا في تاريخها الحديث ، إلى إحياء الصراع بين روسيا وفرنسا في القارة السمراء.
إن ما يحدث في مالي، يعتبر مثالا مصغرا للتنافس الذي ستشهده القارة، في الفترة القادمة بين موسكو وباريس.
وذلك، لأن مالي تحديدا تجسيد لحالة الصراع بين روسيا وفرنسا منذ شهور، بالإضافة إلى أن روسيا تولدت لديها رغبة محمومة، في تثبيت أقدامها في مالي غرب القارة السمراء، حيث منابع الثروات الطبيعية.
كما أن معظم دول غرب أفريقيا، تنظر إلى فرنسا نظرة استعمارية. حيث أنها تتواجد عسكريا في مالي منذ عام 2013، لمكافحة الإرهاب.
وعندما حدث انقلاب في مالي، اتهمت فرنسا روسيا بدعمه، وبدأ التوتر في معظم القارة السمراء.
كذلك أجادت روسيا خلال السنوات السابقة، مخاطبة دول أفريقيا. وذلك لأنها لا تمتلك ماضي استعماري يكرهه الأفارقة. وهذا ما يبرر، عدم وجود اتجاه سلبي من قبل سكان أفريقيا، تجاه الوجود الروسي في الدولة.
وهذا ما حدث، عندما قامت فرنسا بتوزيع قواتها في تشاد، ولكنها قوبلت بموجة كبيرة مناهضة لها، في القارة السمراء، مما أفسح المجال أمام روسيا، للدخول إلى ساحة أفريقيا مرة أخرى.
اقرأ أيضا مقالة أسلحة الليزر وحقيقة استخدامها في أوكرانيا