سياسة

اللاجئون السوريون قوة دفع للاقتصاد الجزائري

الشعب السوري فرض احترامه بسبب مستوياته التعليمية التي تعد مقبولة ولأن أغلبهم لديهم حرفة

يقيم اللاجئون السوريون في دولة الجزائر بطريقة تدعو إلى طرح أسئلة كثيرة، وهم الذين قاموا باقتحام التجارة والصناعة. وأصبحت لهم مكانة لم تستطع امتلاكها مختلف الجنسيات اللاجئة والمهاجرة.

يعتبر الجزائريون أن المهاجرين السوريين نموذجا فريدا، ليس فقط لأنهم يحترمون المجتمع، ولكن للدور الذي يمارسونه أيضا. وخاصة فيما يتعلق بالتجارة بكافة أنواعها والصناعة، ولاسيما الصناعة النسيجية.

كما أنهم وفروا وظائف خففت نسبة البطالة، وبالتالي تحسنت الضرائب التي يدفعونها للحكومة في الجزائر. وغير ذلك من المشاركات التي جعلتهم لاجئين إيجابيين، فرضوا احترام جميع الناس في الجزائر.

اللاجئون السوريون تجاوزوا عقبة الاندماج

وصل أكثر من 12 ألف من اللاجئين السوريين إلى الجزائر عام 2014. وقامت الحكومة الجزائرية بوضعهم في ظروف مناسبة وفق ما تقتضيه القوانين الدولية وذلك من خلال نقل العائلات السورية إلى مراكز إقامة ومخيمات تابعة للهلال الأحمر الجزائري.

وقد نجح جزء منهم في الاندماج بالمجتمع مع مرور الوقت، وأقاموا ورشات خياطة ومطاعم ومصانع وأنشطة تجارية، فيما انتقل البعض منهم إلى دول أوروبا عبر القوارب، بطريقة غير شرعية. وفق ماجاء في صحيفة CNN.

وغادر عدد قليل منهم إلى المغرب وليبيا بعد أن اشتدت المراقبة على سواحل الجزائر، لكي يستعدوا للعبور نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

نجح اللاجئون السوريون مهنيا، وارتاحوا لتعامل المجتمع الجزائري والسلطات معنويا، وكان لهذا وقع كبير شجع على مجيء أعداد كبيرة من السوريين من مختلف الدول إلى الجزائر.

حيث يقيم 40 ألف لاجئ سوري في الجزائر، وفق ما كشف عنه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وجميعهم يتمتعون بالحقوق الضرورية من قبل الحكومة.

ويحظون مكانة مميزة في الجزائر التي تحرص على توفير كل الظروف. من أجل حماية حقوقهم، ومن أهمها السماح للمهاجرين السوريين بتسجيل أطفالهم في المدارس الحكومية واعفائهم من المصاريف، بالإضافة إلى تسهيل نشاطاتهم التجارية والصناعية، وتسهيل حركتهم.

لماذا تهتم الجزائر بالمهاجرين السوريين؟

إن اهتمام الجزائر، باللاجئين السوريين يندرج في سياق الحكومة والسلطات تجاه النظام السوري. وقد أثبت السوري احترامه عندما سعى للوهلة الأولى إلى احترام قوانين الجزائر، من دون مشكلات. ثم دخوله سوق العمل فمنهم من أسس مشاريع صناعية وتجارية، ومنهم يعمل لدى الشعب الجزائري.

كما أن الشعب السوري فرض احترامه، بسبب مستوياته التعليمية التي تعد مقبولة. ولأن أغلبهم لديهم حرفة، بالإضافة إلى ذلك، أثبت اللاجئون السوريون الانضباط في العمل، وخصائص أخرى مرتبطة بهم.

ما أسباب نجاح اللاجئين السوريين وتفوقهم؟

من أسباب تفوق اللاجئين السوريين ونجاحهم ، العلاقات

التاريخية والاخوية التي تجمع الشعبين السوري والجزائري. ولكن السبب الأهم هو أن السوري يقدم حرفته عند دخوله أي دولة، حتى لو كانت بسيطة. فهو بجعل ما تنتجه شيئا عظيما، كذلك إن درجة اندماج اللاجئ السوري في أي مجتمع كبيرة جدا، وهي تماثل درجة اندماج الجزائريين عندما يسافرون لأي بلد .

بالإضافة إلى ذلك، يعامل الجزائريون السوريين معاملة تفضيلية بسبب المعاناة التي عاشوها من الحرب في بلادهم ومازالوا.

كما أن وجود اللاجئيين السوريين في الجزائر يفتح الأبواب أمام الشعب الجزائري، للاستفادة من أسرار نجاح السوريين في مجالات الحرف المتنوعة، مثل الديكورات وأشغال البناء وفن الطهي الذي يبرعون فيه جدا.

استثمار العلاقات الاقتصادية بين سوريا والجزائر

استغل النظام السوري فرصة تمتع اللاجئين السوريين بالمفاضلة، من أجل تحريك العلاقات الاقتصادية المتوقفة. حيث أصدر وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في سورية “سامر الخليل”. قرارا ينص على إنشاء “مجلس الأعمال السوري الجزائري “. من أجل تعزيز دور القطاع الخاص في تطوير العلاقات الاقتصادية بين سورية والجزائر، في كافة المجالات التجارية والاقتصادية والزراعة والصناعية والسياحية.

والأن يتم التجهيز للقاء مع رجال الأعمال الجزائريين، بالرغم من أن التوجه واضح باتجاه عودة السلع السورية. إلى أسواق الجزائر البلد الواعد بالاستثمارات الاقتصادية. وسيتم السعي على تفعيل عمليات التعاون والتبادل التجاري عبر “مجلس الاعمال السوري الجزائري”، وتشجيع الصادرات.

وأخيرا اللاجئون السوريون هم  قوة دفع كبيرة للاقتصاد الجزائري.

اقرأ أيضا مقالة ملف اللاجئين .. مادة للابتزاز السياسي والمالي والبحر المتوسط أعظم مقبرة لهم

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة