حملة ضد المثليين في الكويت واللوحات الإعلانية تثير الجدل بين الكويتيين
ترمز الإعلانات ضد مجتمع الميم إلى أن المجتمع الكويتي متمسك بقيمه ودينه وتقاليده وتراثه
انتشرت لوحات إعلانية منذ أيام في شوارع الكويت تحمل عبارات ضد المثليين “مجتمع الميم”. يراها النشطاء الحقوقيون أنها تحرض على الكراهية والعنف.
وقد تبنت نشر هذه اللافتات الإعلانية الملفتة جمعيات إسلامية وتربوية، بالإضافة إلى هيئات أهلية محلية.
وقد أعلن نائب مجلس الأمة الكويتي قبل أيام أن السلطات الرسمية في الكويت قامت بإزالة شعار “One Love” كان مرفوعا فوق مدخل أحد المطاعم.
وكان الشعار قد حظي بشعبية سابقاً، فهو يعني باللغة العربية “حب واحد”، وهو اسم أغنية شهيرة قام بأدائها نجم موسيقى الريغي “بوب مارلي”،
وتعبيراً منها عن حب خدمة الجمهور وحب الدجاج ، تتخذ سلسلة مطاعم “تشيكن فينجرز” هذه العبارة شعاراً لها.
الإعلانات ضد المثليين تثير الجدل في المجتمع الكويتي
لقد سبب الشعار الغضب عند بعض الكويتيين، رغم أن سلسلة المطاعم الأمريكية لم تكن تخوض في قضايا شائكة
ولقد تجاوبت السلطات الكويتية مع مطالب الغاضبين، لأن هذا الشعار ارتبط في الآونة الآخيرة بقضايا “مجتمع الميم”.
ولقد أثارت هذه الواقعة الجدل في الكويت، وبعدها ظهرت لافتات إعلانية في شوارع الكويت المحافظة، حملت شعار “لا لتلطيف المسميات”، “هو مثلي، أنا رجل وهو شاذ”،
وبالرغم من أن هذه الشعارات حظيت بتأييد كبير. إلا أنها وجدت رفضاً من الكثير من الكويتيين. وخاصة الحقوقيين والأكاديميين الذين يهتمون بمجال حقوق الإنسان، الذين وجدوا هذه الحملة بمثابة تحريض على العنف والكراهية.
قالت” شيخة الجاسم” أستاذة الفلسفة بجامعة الكويت في تغريدة لها عبر المنصة الاجتماعية تويتر “إن نشر ما يحفز التمييز والكراهية سيضر المجتمع حتماً”.
كما كتبت أيضاً أن المشاكل في المجتمع تُعالج بحكمة وخبرة المتخصصين، بعلم النفس والاجتماع والطب النفسي.
قانون العقوبات الكويتي يجرم العلاقات المثلية
اللون الأزرق كان يمثل في الإعلان الرجل واللون الوردي للمرأة. واللون الأحمر استخدم على” شاذ وشاذة” وألوان شعار مجتمع الميم على كلمتي “مثلي ومثلية”.
وتقول “ابتهال الخطيب” أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة الكويت. تتمثل الإشكالية في اللافتات الإعلانية ضد المثليين في أنها تشتمل على العنف والتحريض ضد فئة من المجتمع.
ووفق موقع الحرة، يتمثل الاعتراض الرئيسي في ثقافة اللافتات المعلقة، وطبيعتها التحريضية وإشكالية العنف الموجود فيها، الذي من الممكن أن يؤذي مجموعة من الناس يتقبلهم المجتمع أم لا.
تتابع الخطيب، إن المجتمع العربي غير جاهز لمناقشة هذه القضية. لأن مجتمع الميم له طبيعية عملية ويحتاج لبحث عميق فلا المفردات والألوان ولا الخط المستخدم صحيح ويعبر عن فكرة أخلاقية،والشارع ليس ساحة حرب على نوع من البشر.
إن قانون العقوبات في الكويت، يجرم العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج، مثل المثلية ويعاقب عليها بالسجن لمدة سبع سنوات.
وهناك أصوات كانت تؤيد هذه الحملة، باعتبار أنها من عمل جمعيات وهيئات تمثل كافة فئات المجتمع الكويتي.
ويقول الباحث “جاسم الجريد”، أن الإعلانات ضد المثليين تعتبر تحريضًا على العنف والكراهية ضد مجتمع الميم.
وهذه الفئة من الناس تتشارك مع المجتمع الكويتي بالوطنية والإنسانية.
المجتمع الكويتي متمسك بقيمه وأخلاقه
ووفق صحيفة الرأي المحلية، ترمز الإعلانات ضد المثليين إلى أن المجتمع الكويتي متمسك بقيمه ودينه وتقاليده وتراثه، من دون أي إملاءات أو وصاية أو هيمنة أو تفتيش على الحريات والفكر، ولقد توحدت جميع فئات هذا المجتمع على اختلاف أنواعها، لتسهم في إخراج هذا العمل البسيط بحجمه والعظيم جداً برمزيته.
اقرأ أيضا مقالة تخوف أمريكي من التعاملات الصينية والتنامي المستمر للعلاقات بين العراق والصين