المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن .. كيف ستنعكس على أمريكا؟
وما يزيد مخاوف الحزبين أن كلاهما يشعر بأن الديمقراطية مهددة
تقررت المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن عام 2024، ولكن مع الرد القاسي الذي صدر عن رئيس الولايات المتحدة السابق “دونالد ترامب” على الاتهامات التي قام الرئيس الحالي “جو بايدن” بشنها ضده، تكون المعركة بينهما، قد بدأت قبل موعدها بعامين كاملين، لكن كيف ستنعكس هذه المواجهة طويلة الأمد على السياسة في أمريكا، وخاصة أنه بقي شهرين فقط على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، والاختلاف في الرأي العام يزداد سخونة، ويقسم المجتمع الأمريكي ويهدد باستقراره، في ظل تحذيرات متزايدة من انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة.
كيف بدأت المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن؟
والآن سنعرف كيف بدأت المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن:
لم يكن مستغربا أن يرد الرئيس السابق “ترامب” على الاتهامات التي شنها ضده رئيس أمريكا الحالي قبل أيام، وذلك في أول تجمع انتخابي كبير منذ أن قام مكتب التحقيقات الفيدرالي، بمداهمة منزل ترامب في “مار إيه لاغو” بولاية فلوريدا.
فقد اعتبر “بايدن” أن الرئيس السابق “ترامب” وأنصاره يشكلون خطرا على الديمقراطية. وفق وكالة رويترز .
وفي خطاب ألقاه في ويلكس بار بولاية بنسلفانيا، وصف ترامب الرئيس الحالي “بايدن” بأنه عدو الدولة الأمريكية، وقد عمل على استخدام مكتب التحقيقات الفيدرالي و وزارة العدل ضد منافسيه السياسيين، في محاولة لن ترعبه وأنصاره.
كما شدد ترامب محذرا من أن جماعات اليسار الديمقراطي، ستقوم بتدمير الولايات المتحدة الأمريكية وتهدد الديمقراطية.
ورغم أن وجود ترامب في بنسلفانيا، كان من أجل استهداف دعم مرشحين جمهوريين يدعمها. ويساندهما بشدة، وهما الدكتور “دوغ ماستريانو” المرشح لمنصب حاكم الولاية، والدكتور “محمد أوز” المرشح لمجلس الشيوخ.
فقد أتاح هجوم بايدن على ترامب فرصة ذهبية، حيث حصلت ردوده على قيمة كبيرة وأصداء واسعة في أجواء الانتخابات التقليدية، وبالأخص عندما وصف ترامب مكتب التحقيقات “أف بي آي” ووزارة العدل الأمريكية، بالوحوش الأشرار يتحكم بهم اليساريون الأوغاد المتطرفون ووسائل الإعلام والمحاميون، الذين يخبرونهم بما يجب أن يفعلونه معه، فهم يحاولون اسكاته وهذا لن يحدث.
كذلك سخر الرئيس الأمريكي السابق من إضاءة الدم الحمراء خلف جو بايدن خلال خطابه حيث أنه قال لأنصاره وجمهوره: “كيف يستطيع أن يحب شخص ذلك الضوء الأحمر مثل الشيطان”؟،ومن هنا بدأت المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن.
الرئيس الأمريكي بايدن يقوم بتغيير استراتيجيته
عندما بدأت حملة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بدأت المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن. وشرع بايدن بتغيير استراتيجيته، حيث تبدلت انتخابات نوفمبر المقبل. وبدلا من أن تكون استفتاء على رئاسته، التي تضررت بسبب ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض الروح المعنوية العامة. أراد الرئيس “بايدن” أن يجعل هذه الانتخابات خيارا بين مناخ متطرف، يقوم يهدد أساس أمريكا ومناخ طبيعي، وقد ذكر ذلك في خطابه في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
وبعد ذلك يكون التصويت اختيارا بين “جو بايدن” و “دونالد ترامب”. من دون أن يكون أي منهما موجودا في بطاقة الاقتراع.
وتستند الاستراتيجية الجديدة لبايدن إلى نظرية سائدة في البيت الأبيض، تقول هذه النظرية “أنه إذا سئل الشعب الأمريكي عما اذا كان يدعم بايدن، فقد يقول انه لا يدعمه، ولكن إذا سئل عما اذا كان يدعمه ضد ترامب، فقد يقول نعم” .
المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن محفوفة بالمخاطر
المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن، تم تمهيد الطريق إليها من قبل ترامب دون أن يقصد. من خلال جهوده الواضحة جدا، من أجل أن يحافظ على الحزب الجمهوري.
وهذا يعني أنه من المتوقع أن يقوم” جو بايدن” ،باتخاذ مواقف تصادمية أكثر على مدى الشهرين القادمين.
مما قد يسبب فشل هذه الاستراتيجية الجديدة المحفوفة بالمخاطر. فقد اتهمه أنصار “ترامب“، أنه يثير الانقسام في العصر الحديث، لأنه مزق البلاد وهدد الديمقراطية في خطابه الأخير. عندما قام بإهانة 74 مليون أمريكي صوتوا لمصلحة ترامب.
وما يزيد مخاوف الحزبين أن كلاهما يشعر بأن الديمقراطية مهددة.
وجاء في استطلاع أن الديمقراطية ستواجه خطر الانهيار، بسبب المواجهة السياسية بين ترامب وبايدن.
اقرأ أيضا مقالة رجال أعمال روس لقوا حتفهم بشكل غامض منذ بداية الحرب