سياسة

النظام السوري و حالة من الجمود السياسي والعسكري تعيق التسوية السياسية

بفضل مساعدات عسكرية قدمتها روسيا و إيران ، حافظ النظام السوري على وجوده ، ولكن بقي ما هو أصعب وهو استعادة الأرض كاملة مع بُعد الحل السياسي

لم يعد مستحيلاً على الرئيس “أردوغان” تغيير سياسته الخارجية المستمرة. فهو يحاول اليوم تغيير سياسته الخارجية مع النظام السوري بدفع من روسيا وقد فعلها مع الكثير من الدول سابقاً. ومنها (مصر، ألمانيا، فرنسا، الإمارات، السعودية، وإسرائيل)، وهو الآن يقرر الانتقال من مرحلة المقاطعة السياسية إلى مرحلة التواصل السياسي مع دمشق، وذلك عبر مراحل أولها التواصل عن طريق بعض المسؤولين، للانتقال إلى الاتصال المتبادل عبر الوزارات ثم الاتصال الرئاسي، ولكن هناك الكثير من العقبات التي تعترض مسار التواصل، لا سيما المجموعات المتشددة المدعومة من قبل تركيا منذ بداية الحرب، وحتى الآن من أجل قتال النظام السوري، عدا عن الشروط التي يضعها النظام والتي يشترط بها انسحاب القوات التركية من الشمال، وطرد فروع تنظيم القاعدة من مدينة إدلب.

ربما يكون الانفتاح الذي يسعى إليه “رجب طيب أردوغان” هو نتيجة لما يجري من تطورات “استراتيجية”، خلال حرب روسيا وأوكرانيا، والحاجة الملحة في الحفاظ على دوره في المنطقة، أو ربما يكون مجرد خطة مؤقتة من أجل النجاح في الانتخابات المقبلة.

حالة من الجمود السياسي والعسكري في مواجهة النظام السوري

بلغ الموفد الدولي “بيدرسون” مجلس الأمن قائلاً: ليس هنالك أي تقدم سياسي يذكر حالياً، حتى أن الحوار الذي تقوم به “اللجنة الدستورية” متوقف، كما أن المعارك على الأرض في حالة من الجمود، وأردوغان لم يقدم على إنشاء (منطقة آمنة) في الشمال، كما كان يتوعد ويهدد النظام السوري.

وليس هنالك مظاهر للحرب إلا بعض المواجهات العسكرية الصغيرة بين الحين والآخر، وغارات مكثفة تشنها إسرائيل على المطارات في دمشق وحلب وحماه وطرطوس، مستهدفة بها المواقع الإيرانية.وفق ما جاء في وكالة رويترز .

دور سوريا في المنطقة

إن كل ما حصل هو نتيجة لفقدان سوريا دورها التي كانت تؤديه في المنطقة قبل نشوب الحرب، حيث أن دخولها العسكري إلى لبنان أدى إلى تعاظم دورها الدولي، حتى انسحابها الكامل عام 2005 ، لتمر سنوات قليلة وتبدأ بعدها المظاهرات والاضطرابات الشعبية وصولاً للحرب السورية عام 2011.

استطاع النظام السوري أن يحافظ على نفسه طيلة فترة الحرب، وذلك بالمساعدات التي قدمتها ومازالت روسيا وإيران. لكن قدرة النظام على استعادة كامل الأراضي السورية هو صعب للغاية. والتسويات السياسية في حالة جمود، رغم كل ما يجري من حوارات و تفاوض تحث عليها كل من أمريكا وروسيا، وعلى ما يبدو أن الأراضي السورية تتقاسمها خمسة جيوش حالياً.

حفظ العلاقات مع النظام السوري

هنا يكمن السؤال، فهل تقوم روسيا وإيران بالحفاظ على النظام السوري. من أجل استمرار نفوذها الجيوسياسية ضد أمريكا التي ما زالت تدعم الأكراد في الشرق من سوريا، أم أن مقاطعتها للنظام السوري استنفذت كل ما لديها؟ بعد أن تشبث في مواقعه، وخارت قوى المعارضة ولجئت إلى دول أخرى.

إن كل من مصر والإمارات والبحرين وعمان، أعادت علاقتها مع النظام السوري. والحوار الذي سيجري في الجزائر خلال انعقاد “القمة العربية”. سيدور محوره حول إمكانية عودة سورية إلى مقعدها في “جامعة الدول العربية”. وها هو الرئيس “أردوغان” الذي لطالما وعد بإسقاط النظام السوري والصلاة في جامع الأموي بدمشق، يطلب الانفتاح الآن.

تسوية شبه مستحيلة

إن إعادة الانفتاح مع النظام السوري شيء، واستعادة مكانة سوريا ودورها في المنطقة شيء آخر. عدا عن عودة المهجرين إلى منازلهم، والذين يعادلون نصف الشعب السوري. وإعادة الإعمار التي تتطلب مبالغ هائلة تصل إلى خمسمئة مليار دولار . والتي من الصعب الحصول عليها بسبب ربط أوروبا إعادة إعمار سوريا بالتسوية وعودة اللاجئين.

كما أن التسوية تبدو شبه مستحيلة، في ظل وجود وضع اقتصادي ومالي واجتماعي مزري.

لذلك لا يكفي ما يتحدث به النظام السوري عن وجود حرب كونية ضده. للامتناع عن تنفيذ تسوية سياسية قادت الدولة السورية إلى الحرب، ولا أن تبقى سوريا داخل حرب لا نهاية لها.

اقرأ أيضا مقالة القمة العربية في الجزائر .. والدعوات للمشاركة بدأت من هذه الدولة

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة