الهاشمي .. لهذا السبب فشلت أجهزة الأمن العراقية في الكشف عن القتلة!

مضصت سنتان على اغتيال هشام الهاشمي، الباحث والمحلل الأمني العراقي. أمام منزله في منطقة زيتونة الواقعة شرق العاصمة العراقية بغداد، ولقد وثقت كاميرات المراقبة الموجودة في الحي عملية الاغتيال.
ولكن لأسباب سياسية، لم تتم محاسبة القتلة حتى الأن.
وقد أظهرت الكاميرات ثلاثة مسلحين، على دراجات نارية، قاموا باعتراض سيارته، قبل إطلاق النارعليه، وبعد ذلك فروا هاربين. وقد تم نقل الهاشمي إلى مستشفى ابن النفيس، وتوفي فيها.
اغتيال الهاشمي …. تصريحات مقتضبة
وقد اعترف أحمد حمداوي عويد معارج الكناني، وهو ضابط في وزارة الداخلية، بتنفيذ عملية اغتيال الهاشمي. من خلال تصريحات له بثها تلفزيون العراق الرسمي في 15 يوليو، 2021.
ولكن تصريحات الضابط كانت مقتضبة جدا، وغير كافية لإقناع الشعب العراقي. أن الكناني هو من نفذ عملية القتل دون أن يتلقى الدعم، من جناح مسلح أو جهة سياسية، كما شاع كثيرا في هذه القضية.
اعتراف الكناني باغتيال الهاشمي
اعترف الكناني أنه انطلق مع المجموعة، التي قامت بتنفيذ الاغتيال، من أبو البعيثة في الدورة الواقعة جنوب بغداد، وتوجه إلى منزل الهاشمي، وأطلق الرصاص عليه من مسدسه الحكومي. وبعد ذلك توجه إلى شرق بغداد ، إلى شارع فلسطين.
وقد صدرت وثيقة من وزارة الداخلية في العراق، أن عناصر الاستخبارات الداخلية ، قامت باعتقال الكناني، في مدينة الصدر شرق بغداد، بعد مراقبة دقيقة له استمرت عدة أشهر.
ولم تعلن أجهزة الأمن العراقية، عن الجهة المسؤولة عن عملية الاغتيال، ولكنها أعلنت أن الضابط الكناني، ينتسب لجهة معادية للقانون. وفق ما جاء في صحيفة CNN.
كما أن هذا المصطلح، تطلقه أجهزة الأمن في العراق على الميليشيات والجماعات الشيعية، التي تتوزع بالعشرات، في كافة أنحاء الدولة العراقية.
كما أن هذا الأمر، قلل كثيرا من أهمية اعتقال عويد، لأنه قام باخفاء المعلومات المهمة، التي كان يتلهف لمعرفتها الشارع العراقي، والذي يرى أن هذه المعلومات تتعلق، بمن يقف وراء تنفيذ عملية اغتيال الهاشمي، وهي ميليشيات شعبية، كان المحلل الأمني هشام ينتقد بشكل متواصل، خلايا صواريخ الكاتيوشا، التي تستهدف القواعد العسكرية في بغداد، التي تتمركز فيها القوات الأمريكية، والسفارة الأمريكية ومطارها.
وقد جاءت تصريحات الهاشمي، بسبب فشل الحكومة في العراق، في مواجهة الميليشيات والفصائل الشيعية، التي ظهرت نتائجها واضحة في حزيران 2020، عندما قام جهاز مكافحة الإرهاب، باعتقال خلية مسلحة، تابعة لهذه الميليشيات، المسؤولة عن عمليات القصف، التي تتم بصواريخ الكاتيوشا.
تأجيل محاكمة الكناني المسؤول عن اغتيال الهاشمي
قام القضاء العراقي بتأجيل محاكمة الكناني، ثلاث مرات، وقد تم تحديد موعد لها، في منتصف يوليو الحالي، بعد أن كانت في مايو، وتم تأجيلها.
وعلل القضاء العراقي حينها، سبب تأجيل المحاكمة إلى إجراءات فنية، لها علاقة بجمع الأدلة عن الحادث، والمزيد من المعلومات.
كما تحدثت مواقع وصفحات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سبب تأجيل المحاكمة، في قضية اغتيال الهاشمي، وهو هروب الضابط الكناني إلى خارج العراق، لكن الحكومة العراقية قامت بنفي هذه الأقوال، بشكل قاطع عدة مرات، خلال الشهر السابقة. كذلك أكدت الحكومة أن الكناني، مازال سجينا في السجون العراقية، بانتظار موعد تحديد محاكمته.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن هناك أجنحة مسلحة وجهات سياسية تقوم، بالضغط لمنع محاكمة الكناني محكمة علنية. كونها ستسبب الكشف عن معلومات، تثبت تورطها في عملية اغتيال الهاشمي وغيره، من الشخصيات البارزة والناشطين السياسيين.
وقد أجبر هذا الأمر، الحكومة العراقية أن تتراجع في هذا الملف، حتى لا تواجه تلك الجهات. وذلك من أجل منع حدوث أزمة جديدة في البلاد.
ضعف الأجهزة الأمنية العراقية
هناك ضعف في الأجهزة الأمنية العراقية، فهي لم تستطع أن تكشف، عن الجهة التي وقفت وراء، من قام بعملية الاغتيال.
بالرغم من أن وزارة الداخلية العراقية، كشفت عن الضابط الذي قام بهذه العملية، ولكنها عجزت عن كشف الجهة. التي استغلت هذا الضابط، بالرغم من أن هشام الهاشمي، كان شخصية معروفة إعلاميا.
كما أن عدم الكشف حتى الأن، عن نتائج التحقيق يعتبر فشلا أمنيا. وخاصة أن الاعترافات التي تم عرضها على وسائل الإعلام، كانت مقتضبة وغير مقنعة، وظهرت كأنها رد فعل، بعد ضغوط تعرض لها رئيس الوزراء. فقام بايجاد هذا السيناريو المحكم.
اقرأ أيضا مقالة حزب الله .. 3 مسيرات نحو “كاريش” تهدد الطاقة في أوروبا