سياسة

اليمن .. هل يمكن أن تتحول الهدنة إلى سلام دائم؟

هل انتهت حرب اليمن؟

هل حان وقت السلام بعد حرب استمرت ثماني سنوات؟

صدر البيان المشترك بين السعودية وأمريكا يوم السبت الماضي، حول المحادثات التي أجراها الرئيس جو بايدن مع زعماء السعودية في جدة، وخاصة ملف اليمن. وبعده بساعات قليلة تبادل المغردين في منصة تويتر نص البيان، وتفاعل مئات الآلاف مع نص هذا البيان، وقد عكست الآراء، نزعات متنوعة للحرب من زوايا مختلفة، بين من تشرد بسبب هذه الحرب وبين من اكتوى منها وبين من استفاد منها، ولكن أغلب التفاعلات عكست أن أهل اليمن يرغبون بشدة، أن تنتهي الحرب وأن يعودوا إلى الأمن والاستقرار، كما أظهرت التعليقات أن قلة لا يريدون أن يعود السلام لأنهم للأسف منتفعين منها ويعملون عند أمرائها، وهذه القلة تتحكم بمصير اليمنيين، ووضع البلاد بشكل عام.

نص البيان المشترك بين السعودية وأمريكا حول اليمن يشعل منصة التويتر

وفق ما جاء في وكالة رويترز، إن المحادثات اليمنية، التي جرت في العاصمة السعودية الرياض. وذلك في المؤتمر الذي قام برعايته مجلس التعاون لدول الخليج العربي، اعترفت بأن الخيار العسكري فشل. ودعت إلى إجراء مفاوضات سلام مع الحوثيين، والعمل على إدراج قضية الجنوب اليمني، في التسوية النهائية. ووقتها انتشرت تغريدات تطالب، بإبرام صفقة سلام أو سيبقى الصراع في اليمن.

علق أحدهم على نص البيان المشترك وقال : لا شيء جديد، فقط تم تكرار المفردات نفسها التي استخدمت في السنوات السابقة. عندما يفتح ملف الأزمة اليمنية. والمتابعين يعرفون بالتأكيد التغيير الذي أصاب المشهد العسكري، منذ مشاورات الرياض اليمنية 2. كذلك يتضمن البيان موجهات من أجل المرحلة المقبلة، أهمها أن تتحول الهدنة إلى اتفاق سلام مستمر ودائم، وأعلنت السعودية موقفها، وأكدت على أنها تريد إنهاء حرب اليمن،

وقد أتت الإشادة بجهود مجلس القيادة الرئاسي، حيث كانت مرتبطة بموقفه من استمرار الهدنة، والسلام، وإنهاء الحرب، وليس من أجل استدامة الصراع، فيما كان تركيز المناشدة الدولية على الحوثيين، لاتباع طريق السلام، بما يضمن إنهاء النزاع، والأن كيف ستنتهي حرب اليمن، وهل يمكن أن تتحول الهدنة فجأة إلى سلام دائم؟

دور السعودية في إنضاج ظروف الهدنة

في السنة الثامنة لحرب اليمن، جلب الصراع مقاربة جديدة للتفاوض الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بعض جوانبه تكشفت. ومازالت العناصر الأخرى في مرحلة المخاض، وستنكشف تدريجيا من أجل تهيئة الأرضية اللازمة. لإنجاح الاتفاق السعودي والخليجي والعربي لإنهاء الصراع اليمني.

ولقد قامت السعودية بانضاج ظروف الهدنة، التي جاءت ضمن المقاربات المهمة، وأيضا نقلتها إلى مجلس الأمن، فنالت إجماع دول أعضاء المجلس، التي كلفت مبعوث منظمة الأمم المتحدة، بالعمل مع المعنيين في اليمن بتطويرها، والجميع يعرف أن هانس غروندبرغ، المبعوث الجديد، كاد أن يفقد البوصلة، أثناء بحثه عن أفضل السبل لحل الأزمة اليمنية، وقد قام بتحويل مكتبه في العاصمة الأردنية عمان، إلى مكان يتم فيه عقد اجتماعات ونقاشات غوغائية، بعيدة عن الانخراط مع أطراف الصراع وخاصة الحوثيين الذين رفضوا أن يستقبلوه، إلى أن جاءت الهدنة، وبدأ يروج لعمله، ولكن هل ستنجح هذه الهدنة؟

في الواقع تعتبر الهدنة أفضل حل للصراع اليمني. لكنها لا تعد من المسلمات، ويمكن أن تتوقف بعد يوم واحد. في حال استمر الشحن السياسي، والتمترس على المستوى الإعلامي خلف خطاب الحرب ، والحشد عسكريا على وضعه الحالي. وخاصة مع عدم تقدم الحوثيين، باتجاه باقي حلفائهم في الطرف الآخر خطوة واحدة. لكن وبالرغم من الانتكاسات القليلة ، تحديدا ما يتعلق منها بشأن الممرات في تعز، مرت أربعة أشهر من الهدنة انخفض فيها مستوى التوتر بشكل كبير، في مناطق الصراع .

 هل يمكن أن تتحول الهدنة في اليمن إلى سلام دائم؟

وفي مقالنا هذا نجد أن أفكار هدنة اليمن المكتوبة، قد تبدو واقعية كمدخل للتفاوض. ولكن سيكون هناك تفاصيل كثيرة مزعجة، لكل من الطرفين في مواضيع متنوعة، مثل دفع مرتبات للموظفين في الخدمة العامة، وتأمين التنسيق بين سلطة الأمر الواقع في صنعاء، وأجهزة الحكومة في عدن.

وقد تستمر الهدنة لفترة طويلة، إذا لم يتم التوافق بين أطراف الصراع . وقد تفشل، وقد لا يتم إعلان وقف الأعمال القتالية ، لكنها تبقى أفضل بكثير من الحرب المباشرة المفتوحة، وإن تمديد الهدنة لا يعني بأي حال من الأحوال أن السلام أصبح قريبا، بل قد يعني أن الأطراف وضعت النزاع على الرف ولو مؤقتا.

وتسعى السعودية اليوم بمساعدة شركائها، لإيجاد أفضل الطرق، من أجل عكس حقيقة أن اليمن محكوم بالدمار والحرب، وعدم الاستقرار. كما أنها تبحث عن كيفية التقريب بين الحوثيين وحلفائهم في الوطن.

اقرأ أيضا مقالة نفط العراق تحت التهديد والسبب خلافات بغداد وأربيل

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة