انتصار أوكرانيا .. سيناريوهات ونظريات واهنة
يظهر الاقتصاد الروسي بأنه مستقل بشكل كافي إزاء العقوبات الغربية. فيما يزيد الجيش الروسي سيطرته على الأراضي الأوكرانية ، لا يزال الرئيس زيلينسكي وحلفاؤه مصرين على مواصلة القتال. حتى يتحقق انتصار أوكرانيا ،واعادة أوضاع البلاد، إلى ما كانت عليه قبل الغزو الروسي.
وفي تصور الأوكرانيين والغرب أن موسكو، ستتخلى عن الأراضي التي احتلتها، منذ شهر فبراير الماضي. وسترفض أوكرانيا الاعتراف، بصيغة الدويلات المنفصلة في إقليم دونباس، ولا بضم شبه جزيرة القرم. و ستكمل طريقها من أجل الانضمام لحلف الناتو والحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
بالنسبة للدولة الروسية حصيلة، كهذه ستكون خسارة واضحة، حيث أن التكاليف الكبيرة التي دفعتها حتى الآن. و مع استبعاد رفع العقوبات الغربية عليها قريبا، ستبقى مكتسبات روسيا، من هذه المعركة بلا أي قيمة، وهي بالتأكيد ستعاني من الانهاك، أو ستصبح ضعيفة لدرجة أن تصبح عاجزة عن فعل أمور مشابهة للغزو الأوكراني .
اقتراح مسارين من أجل انتصار أوكرانيا
وفق ما جاء في وكالة رويترز :
فقد اقترح حلفاء أوكرانيا نظريتين من أجل انتصار أوكرانيا، النظرية الأولى تشير إلى أن أوكرانيا، يمكنها أن تلحق الهزيمة بروسيا. بمساعدة الدول الغربية، وذلك من خلال انهاكها واستنزاف قوتها أو محاربتها بأساليب ذكية.
أما النظرية الثانية، وهو أن يقنع الغرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإنهاء المعركة، وذلك باستخدام بعض الضغوطات الاقتصادية المختلفة، وبعض المكاسب التي تحققت على أرض المعركة. أو إقناع أي شخص في دائرته أن يزيحه بالقوة ويقوم بخلافته.
بُنيت النظريتان، على أسس هشة كما يبدو، حيث تظهر القوات الروسية الموجودة في أوكرانيا، قوية جداً ويمكنها أن تدافع عن مكاسبها هناك. وفي المقابل يتميز الاقتصاد الروسي بأنه مستقل بشكل كافي، إزاء العقوبات التي فرضتها دول الغرب على روسيا. والرئيس الروسي أقوى حتى من أن يجبر على التخلي عن أرباحه ومكاسبه فيها.
والحصيلة الأكثر احتمالاً من الخطة الراهنة، لا تتمثل بانتصار أوكرانيا، ولكن بحرب ستأخذ أمداً طويلاً وستكون دموية، ولن تحسم أبداً، و النزاع الطويل الأمد، لن يكون فقط مكلفاً على الصعيد الاقتصادي والبشري، ولكن من ناحية تصاعد التوترات وتفاقم الأمور، ويشتمل ذلك احتمال استخدام السلاح النووي.
يتحدث زعماء أوكرانيا وحلفاؤها، كأن الفوز وشيك و في متناول اليد، لكن أن هذا الأمر يبقى خيالاً. لذلك يجب على أوكرانيا ودول الغرب، أن يقوموا بإعادة النظر بأحلامهم وطموحاتهم، و التحول من خطة الانتصار في المعركة، إلى مقاربة واقعية أكثر، تتمثل بالسعي إلى تسوية دبلوماسية من أجل إنهاء القتال.
الانتصار في أرض المعركة
يمكن انتصار أوكرانيا في أرض المعركة، برأي الكثيرون من الغرب، وفق هذه النظرية :
تقوم أوكرانيا بانهاك القوات الروسية، وتدمير قوتها مجبرة الجيش على الانهيار أو التقهقر.
في المراحل الأولى للصراع الروسي الأوكراني، رأى داعمو الرئيس الأوكراني أنه بالإمكان أن تلحق أوكرانيا الهزيمة بروسيا من خلال استنزاف قوتها، وأتت مقاربات سريعة في هذا النطاق راسمة صورة لبوتين وجيشه، وهو على وشك الانهيار.
كما صرحت وزارة الدفاع البريطانية، أن عدد القتلى في صفوف الجيش الروسي، بلغت في أبريل الماضي 15 ألف جندي في حرب روسيا وأوكرانيا.
واذا بلغ عدد الجرحى أكبر من عدد القتلى بثلاث مرات فرضا، وفق المعدل الوسطي الذي تم تسجيله في الحرب العالمية الثانية، فهذا يعني أنه تم ابعاد حوالي 60 الف جندي روسي عن العمليات العسكرية.
وقد أشارت دراسات غربية أولية ، إلى وجود مجموعات تكتيكية تحتوي على 120 كتيبة، وقد يبلغ عدد الجنود الروس فيها 120 ألف جندي. ولو أن تقديرات حجم القوى الروسية هذه صحيحة، لكانت القوة القتالية التي تتمتع بها القوات الروسية. انخفضت بمقدار أدنى من 50%، وهذا المعدل يراه المحللون مؤشرا، لتعطل فاعلية وكفاءة القوى القتالية، مؤقتا على الأقل.
إن التقديرات السابقة تبدو حاليا مفرطة في التفاؤل، فلو أنها دقيقة، لتحقق انتصار أوكرانيا. والهزيمة كانت من نصيب الجيش الروسي الآن. لكنه بدلاً من أن ينهار حقق مكاسب مستمرة في إقليم دونباس، وربما يمكن إثبات صحة نظرية استنزاف روسيا عسكريا، لكنها تبقى غير صحيحة في الوقت الحالي، لأن الخسائر التي تكبدها جيش روسيا أقل بكثير مما يقدره الكثيرون. أو ربما وجدت روسيا طريقة تحافظ بها على قوتها العسكرية.
اقرأ أيضا مقالة زعيم المحافظين الجديد… 10 التزامات اقتصادية يحتاج إليها الشعب البريطاني