انتفاض إيران بعد زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية
خطيب جمعة طهران يواصل هجومه على الرئيس الصيني شي جينبينغ بسبب الموقف الذي اتخذه بشأن الجزر الثلاث

لم تخف إيران انزعاجها الشديد من نتائج زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المملكة العربية السعودية، والقمم الثلاث التي تم عقدها مع دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية ومع دول المجموعة العربية.
حيث عبرت عن هذا الانزعاج على لسان قادتها، وأصبح مادة سجالية تناولتها الصحف الإيرانية، التي يتوزع ولائها بين تياري المنظومة الإيرانية الحاكمة، الأصوليين والإصلاحيين، فذهب بعضهم إلى الاستهزاء من الاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران، والبعض الآخر حاول تفسير أداء بكين بأنها تهتم في الدرجة الأولى بمصالحها، ولا تبدي اهتماماً كبيراً بالاتفاقيات الاستراتيجية والمحاور.
نتائج زيارة الرئيس الصيني للسعودية أثارت غضب واستياء إيران
غضبت إيران بعد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ للسعودية، وذلك بسبب موافقة الصين على أمور ثلاث، وردت في البيان المشترك بين الصين ودول الخليج، وهي حق الإمارات في استعادة جزرها الثلاث بالوسائل السلمية والتفاوض، وضرورة تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإنجاز الاتفاق النووي، وعلى عدم التدخل في أمور البلدان المجاورة.
هذه الأمور الثلاث، تلتزم بها المجموعة العربية ودول مجلس التعاون، وهو ما تعرفه طهران وترفضه باستمرار إلا أن التزام الصين بها كان كافياً لإثارة ضجة وبلبلة إيرانية، لم تتوقف ارتداداتها حتى هذه اللحظة.
خطيب جمعة طهران يواصل هجومه على الرئيس الصيني شي جينبينغ بسبب الموقف الذي اتخذه بشأن الجزر الثلاث
واصل الجمعة الماضية خطيب جمعة إيران سيد أحمد خاتمي، هجومه على الرئيس الصيني شي جينبينغ شخصياً، حيث أعلن أنه يجب على رئيس الصين وعلى أي شخص آخر، أن يعلم أن طهران لا تجامل أحداً بشأن ما يتعلق بوحدة أراضيها، وقال الخطيب أيضاً أن رئيس الصين زار السعودية، وكان الموقف الذي اتخذه بخصوص الجزر الثلاث خاطئاً.
قام خاتمي بتكرار ما قاله الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي، بعد انتهاء القمم التاريخية في السعودية بيومين.
وكان خاتمي قد اجتمع مع جون خوا، نائب رئيس الوزراء الصيني. وأخبره أن مواقف رئيس الصين أثارت استياء وانتقاد الشعب الإيراني والحكومة ويشكل التعويض عن المواقف التي تم طرحها مطلبا جديا لدى إيران.
توهم إيران وضياع أملها بالصين
وفق وكالة رويترز، قامت وزارة الخارجية الإيرانية، بإبلاغ احتجاجها إلى سفير الصين في طهران، لكنها لم تتجرأ على استدعاء السفير لتسليمه الاحتجاج.
وقعت إيران في مأزق جديد، في الوقت الذي تتعاظم فيه الانتفاضة ضد النظام ويشتد القمع. في ظل اتهام المئات بالعمالة والتخريب.
لقد اشتد المأزق مع تضييق الخناق الدولي على القيادة الإيرانية. بسبب سياستها والاتهامات الموجهة إليها، بأنها تقوم بتزويد روسيا بصواريخ ومسيرات لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.
توهمت إيران أن بإمكانها أن تستفيد من زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المملكة العربية السعودية. من أجل تخفيف العبء عنها.
لقد أملت أن بكين لن تقوم بتبني مواقف تناولها بشكل مباشر. وتمنت أن توسع هذه الزيارة الشرخ بين السعودية والولايات المتحدة، بحيث تستفيد من هذا الشرخ في العلاقات بين الدولتين.
كانت رغبة طهران واضحة بأن تتأزم العلاقات بين السعودية وأمريكا. وكانت تراهن على زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ لكن لم يحصل شيء. وذهبت الصين في اتجاه أغضب ملالي طهران، بدلا من إثارة الفوضى في “معسكر الخصوم”.
هل غطت زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى السعودية سياسة القمع التي يمارسها النظام الإيراني على شعبه؟
كانت تحليلات الصحف الإيرانية وعناوينها. معبرة عن الصدمة التي تلقتها إيران من الصين بعد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ . حيث قالت أن بكين لا تفكر إلا بمصالحها، و تساءلت عن مخطط الصين في الشرق الأوسط. واكتشفت تحولاً ذا معنى من بكين تجاه السعودية.
هل كان النظام الإيراني يحتاج مشكلة قومية، ليشغل بها شعبه. ليغطي سياسة الإعدامات والقمع، فجاءت حملة الصين مناسبة لبث الرسائل وتحويل الأنظار في أكثر من اتجاه.
اقرأ أيضا مقالة ملفات إيلون ماسك تكشف عن تدخل الحكومة الأميركية في منصة تويتر