بوتين وشولتز .. محادثة الـ90 دقيقة هل بدأ الجليد بالذوبان؟
لا تريد روسيا أن تضيع فرصة استغلال ورقة الشتاء، لكي تمسك أوروبا من اليد التي توجعها
أجرى الرئيس “الروسي بوتين”، يوم الثلاثاء مكالمة هاتفية مطولة مع المستشار الألماني أ”ولاف شولتز”، بعد انقطاع استمر أكثر من 3 أشهر ونصف.
وقد اعتبره محللون علامة ايجابية، تدل على أن الثلج بين روسيا وأوروبا بدأ بالذوبان، مهما كانت نتائج هذه المحادثة الملموسة.
ماذا دار في المكالمة الهاتفية بين بوتين وشولتز ؟
استمرت المكالمة الهاتفية بين “بوتين وشولتز”، ساعة ونصف الساعة، وقد بحث الرئيس الروسي والمستشار الألماني أثناء هذه المكالمة، تداعيات الحرب الأوكرانية على دول أوروبا والعالم،مثل ملف الطاقة و صادرات الحبوب، ومحطة زاباروجيا للطاقة النووية.
كما اتفق الزعيمان على التواصل المستمر فيما بينهما. وتمت المحادثة بالتزامن مع أزمة الغاز في أوروبا، وخاصة برلين مع اقتراب فصل الشتاء.
وفي ظل التبدلات التي أصابت المشهد الميداني، بعد تقدم الجيش الأوكراني في منطقة خاركيف الشرقية، وتحقيقه انتصارات على الجيش الروسي هناك.
بوادر الجنوح نحو الحل السلمي
صدر بعد المكالمة الهاتفية بين “بوتين وشولتز” مواقف وردود أفعال تعكس عدم وجود أي اختراقات تذكر، وفق خبراء.
كما رأى مراقبون أن هذه المحادثة تدل على بوادر نضوج، أي أن الطرفين لديهم الاستعداد المتبادل للجنوح نحو الحل السلمي، وإبداء الليونة الدبلوماسية من أجل توقف الحرب.
الأذى المتبادل للطرفين المتصارعين
يقول” ماهر الحمداني “، الباحث في الشؤون الأوروبية والألمانية :
إن الخسائر الفادحة التي تكبدها طرفي الصراع و الضغوطات الاقتصادية تضغط عليهما، لذلك الاذى المتبادل وحسابات الربح والخسارة متواجدة بقوة في ذهن “بوتين وشولتز”، وزعماء الدول الغربية.
إن جميع الأطراف المعنية والتي تورطت في هذا الصراع ، هي في الواقع قد خسرت وتضررت من هذه الحرب طول أمد المعركة، لهذا السبب تسعى بعض الأطراف بينها، لتكون واسطة من أجل الركون لخيار التفاوض، فهو الحل النهائي، مهما طالت الحرب وتعنت الطرفان المتصارعان.
غياب تفاصيل المكالمة بين بوتين وشولتز
يعلم الألمان أن التسليح الغربي المستمر لأوكرانيا، وضغط القوات الأوكرانية على الجيش الروسي، يعني أن رد الرئيس الروسي بوتين سيكون قويا، لأنه سيقوم بتوظيف سلاح الطاقة في وجه ألمانيا، وكافة عواصم أوروبا، وفق لصحيفة CNN.
لذلك تحرص برلين أن تتلافى ذلك السيناريو، وتعمل على حث طرفي الصراع على إعلان الهدنة خلال فصل الشتاء.
في المقابل لا تريد روسيا أن تضيع فرصة استغلال ورقة الشتاء، لكي تمسك أوروبا من اليد التي توجعها.
ولقد غابت تفاصيل المكالمة التي استمرت 90 دقيقة بين “بوتين وشولتز”. وهذه المدة تعتبر مدة طويلة في بروتوكولات المكالمات الهاتفية بين الزعماء والقادة.
الواضح في هذه المكالمة، أنه تخللها خوض في العديد من ملفات الأزمة وعناوينها، رغم أن نتائج المكالمة الهاتفية التي أعلن عنها اقتصرت على العموميات مبطنة بالمجاملات.
ووفق خبراء “لو كان هناك أي نتائج ايجابية أسفرت عن المكالمة الهاتفية بين الزعيم الروسي والمستشار الالماني ، لكان قد تم التصريح عنها و الاحتفاء بها”.
ما هو دور ألمانيا في الصراع الأوكراني؟
نتابع موضوع مقالنا المكالمة الهاتفية بين “بوتين وشولتز”:
لم ينقطع تواصل ألمانيا وفرنسا مع روسيا، لإيجاد حل سلمي للحرب الأوكرانية ، بما يحد من نتائجها الكارثية. خاصة أن ألمانيا هي أكثر دولة أوروبية متشابكة اقتصاديا مع روسيا، وتعتمد عليها كثيرا في مجال الطاقة والغاز.
لهذا كانت برلين تسعى إلى استيعاب موسكو، وتقوية الشراكة الأوروبية معها. لكن عندما اندلعت الحرب الأوكرانية، تغيرت الخطط والأولويات. وأصبحت ألمانيا ملزمة، بالوقوف مع الغرب وحلف الأطلسي ضد روسيا، لكي يطغى الجانب الأمني على الاقتصادي.
تخطى الصراع بين روسيا وأوكرانيا الساحة الأوروبية كثيرا. لذلك لا يمكن أن تنجح برلين في حله إلا عندما تقوم الدول الغربية، بقيادة واشنطن بتفويض ألمانيا بذلك. لأنها أكثر الدول تضررا من تبعات الحرب.
إن إبقاء التواصل مفتوحا بين “بوتين وشولتز”،وبين “بوتين وماكرون”. قد يسهم في الحد من تطور الحرب أكثر، ويمكن لألمانيا وفرنسا عندما ينضج الحل التفاوضي لعب دورا مهما. ولكن الدور الأبرز هو للولايات المتحدة الأمريكية. ويبدو من الصعب جدا الاعتماد على المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي والمستشار الألماني، للوصول إلى اختراق كبير يوقف الحرب .
اقرأ أيضا مقالة فرض عقوبات أمريكية جديدة ردعاً لأي هجوم صيني محتمل على تايوان