بوريس جونسون مناورات مثيرة للخروج من فضائح متكررة

بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني دائم الهروب إلى الأمام حيث أنه يتمتع بمهارات متميزة مكنته من القيام بمناورات ملفتة للنظر ومثيرة للاهتمام. وهذه المهارات أخرجت الرئيس البريطاني الحالي من مشكلات متكررة من فضائح انتهاك القانون إلى قضايا وشبهات فساد. ليس فقط منذ أن كان زعيما لحزب المحافظين ورئيسا للحكومة عام 2019 خلفا لرئيسة الوزراء تريزا ماي، ولكن حتى قبل ذلك.
رئيس الوزراء البريطاني وحزبه في وجه العاصفة
ولكن القشة التي قسمت البعير هو ما يواجهه بوريس جونسون هو وحكومته وحزبه الحاكم. و ربما سيكون بمقدور جونسون تجاوز العاصفة، ولكن بلا شك ستؤثر هذه العاصفة على مستقبله السياسي هو ومن يقف معه من المقربين في حزب المحافظين.
هذه المرة لا تتعلق الأزمة بالفساد والمحسوبية، ولا بخرق القانون. وإنما بعدم الاهتمام بمطالب البريطانيين ودعمهم والوقوف إلى جانبهم، لمساعدتهم على تحمل ارتفاع تكاليف المعيشة الصاروخي.
وهذا بالطبع سيكون له آثر كبير على اتجاهات تصويت الناخبين، ليس في بريطانيا فقط بل في كافة الدول الديمقراطية الرأسمالية. وذلك لأن المواطنين لا يهتمون كثيرا باستراتيجيات السياسة الخارجية ولا بالقضايا الكبرى وإنما يقدمون صوتهم للذي يمس جيوبهم مثل أسعار الخدمات والسلع والأجور وكذلك الضرائب وكل شيء يتعلق بالحياة اليومية والقدرة المالية على تحمل تكاليف المعيشة.
خسارة حزب بوريس جونسون
خسر بوريس جونسون وحزبه الحاكم في الانتخابات المحلية في الأسبوع الماضي، وكانت هذه الخسارة هائلة، والذي خفف من وقع هذه الخسارة، أن حزب العمال المعارض الرئيسي. لم يشكل تهديدا للمحافظين لأنه لم يحقق مكاسب قوية لو تم إجراء الانتخابات العامة اليوم.
بالرغم من أن بعض التحليلات خلصت إلى أنه لو تم تطبيق نتائج الانتخابات المحلية على الانتخابات العامة سيخسر أغلبية حزب المحافظين في البرلمان، ومع ذلك لن يتمكن حزب العمال من تحقيق أغلبية تساعده في تشكيل حكومة.
حيث أن الناخبين توجهوا إلى أحزاب صغيرة مثل الليبراليين الديمقراطيين أو حزب الخضر أو المستقلين.
إن غضب المواطنين والناس العاديين من حزب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وحزب العمال انعكس احتجاجا من قبل الناخبين. والسبب هو ارتفاع تكاليف المعيشة كما قال أغلب المرشحين في الانتخابات المحلية، وهذا الارتفاع في التكاليف لا يستطيع الملايين من البريطانيين تحمله.
ولقد توقع الناس أن يتضمن خطاب الملكة في البرلمان أثناء عرضه المحفظة التشريعية للحكومة بعض التغييرات التي تتعلق بدعم المواطنين. من أجل تحمل ارتفاع تكاليف المعيشة ولكن أملهم خاب فحتى الضرائب لم يتم خفضها ولم تتأجل بعض الإجراءات التقشفية في الميزانية الخاصة بالدولة.
ومع أن بوريس جونسون أشار إلى إعلان من الحكومة البريطانية قريبا بخصوص تكاليف المعيشة. توقع بعض الناس أن يكون هذا الإعلان ميزانية تكميلية، لكن وزير الخزانة ريشي سوناك استبعد بشكل نهائي أي ميزانيات تكميلية. أو تقديم دعم للأسر البريطانية.
ولقد تم فهم الخلاف بين رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخزانة سوناك. أن وزير الخزانة كان من الأسماء التي تم ترشيحها بقوة لخلافة بوريس جونسون في حال قدم استقالته بسبب فضائح الفساد من تجديد مسكن رئيس الوزراء إلى جناية الحفلات التي قام بها مع كبار المسؤولين خلال فترة الحجر بسبب وباء كورونا.
الورطة الثانية لبوريس جونسون
أما المشكلة الأخرى التي تورطت فيها حكومة بوريس جونسون هي مشكلة أيرلندا الشمالية. حيث حقق حزب شين فين المعارض فوزا هائلا في انتخابات الأسبوع الماضي.
ومع هذه الأزمات يقوم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بتصعيد موقفه بشأن حرب أوكرانيا. حيث أنه قام بزيارة السويد وفنلندا إمعانا في إغاظة بوتين. ومن أجل حث الدولتين على الانضمام لحلف شمال الأطلسي الناتو.
إن بوريس جونسون يهرب للأمام وهو يهدف بهذه الطريقة التي يتخذها للهروب إلى الإيحاء بأنه يقوم بالتركيز على عمله. ومن ناحية أخرى يقوم بالتسويق عند أعضاء حزبه من مناصري بريكست. أن بريطانيا تتخذ مواقف أكثر تشددا وقوة بعد بريكست. وهو بذلك يزايد على بقية أوروبا و حتى أيضا على الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الغربي ضد روسيا.
اقرأ أيضا مقالة شيرين أبو عاقلة … تفاصيل مثيرة في مقتل مراسلة الجزيرة