سياسة

دبلوماسية ماكرون مع موسكو وتأثيرها على حظوظه في الانتخابات؟

الصحف البريطانية تناقش تأثير دبلوماسية ماكرون مع موسكو على التصويت في انتخابات الفرنسية الرئاسة  والسعي لحفظ ماء الوجه خلال الغزو الروسي لأوكرانيا. 

تأثير دبلوماسية ماكرون كما ناقشتها صحيفة التايمز 

نبدأ من  التايمز التي قامت بنشر مقال للمحلل السياسي آدم ساج حول تأثير دبلوماسية الرئيس الفرنسي مع موسكو على حظوظه في الانتخابات الفرنسية 2022. وقال المحلل السياسي: أن الرئيس الفرنسي ماكرون أعلن تعليق مكالماته الهاتفية الاعتيادية مع الرئيس الروسي بوتين.  وهذا الإعلان  يمثل اعترافا ضمنيا منه  بالفشل في محاولته الحوار مع موسكو.

ويرجح ساج بأن عدد  قليل من الناخبين الفرنسيين قد سمعوا بإعلان الذي نال تغطية ضئيلة في وسائل الإعلام في البلاد. كما صرح ماكرون بذلك أثناء مقابلة  له مع قناة “فرانس 5” التي قامت بالتركيز على رفضه وضع خط أحمر بخصوص غزو أوكرانيا .  لأن هذا له تفسير واحد وهو الدخول في حرب مع روسيا، القوة النووية.

وذكر المحلل السياسي أن المرشحين المتنافسين في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية. لم ينتقدوا إصرار ماكرون على أهمية مواصلة الحديث مع فلاديمير بوتين. كما أن مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف ، منافسته الوحيدة في الجولة الثانية، تجاهلت تغيير موقفه بعد المذابح في بوتشا وأماكن أخرى.

وأضاف ساج أن مارين لوبان لم تذكر الموضوع  وابتعد عنه بسبب تأييدها لسياسات الكرملين منذ فترة طويلة.  وأنها لا تستطيع دخول أوكرانيا منذ عام 2017 لأنها دعمت ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم. كما أنها اضطرت أن تتخلص في بداية الحملة الانتخابات الفرنسية من كتيبات انتخابية طبعت بسبب صورة لها مع بوتين، وفق ما ذكر  الكاتب.

وقال إن لوبان سعيدة بإبقاء الموضوع بعيدا عن الأضواء حتى وإن بقيت من أشدّ المؤيدين للمفاوضات مع روسيا. ورأى أن الحرب في أوكرانيا قد فاجئت فرنسا بكاملها، مشيرا أنه لطالما اعتقدت باريس أن علاقتها  بموسكو متميزة. كما أن  الناخبين الفرنسيين هم أكثر تسامحا مع الروس من البريطانيين.

وأشار إلى أن دبلوماسية ماكرون مع بوتين عندما دعاه إلى قمة فخمة في قصر فرساي عام  2017 لم تعرضه للانتقادات. وختم قائلا إن الوحشية الروسية أثارت الرعب في أوكرانيا. ولكنها أثارت الارتباك في فرنسا حيث لا يوجد رغبة عارمة في نقاش سياسي حول استراتيجية البلاد الدبلوماسية.

لعبة بائسة لحفظ ماء الوجه في أوكرانيا 

دبلوماسية ماكرون وحفظ ماء الوجه في أوكرانيا جاء  في صحيفة الغارديان في مقال للباحثة أولغا شيزه بعنوان

 “مؤيدو الرئيس بوتين الرئيسيون يلعبون لعبة يائسة من حفظ ماء الوجه في أوكرانيا”.

وأشارت الكاتبة إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا لا تسير كما هو مخطط. فرغم كل هذه الخسائر لم يحقق الروس مكاسب ملموسة . وأخذت  الكاتبة تعدد  خسائر روسيا خلال هذه الفترة وآخرها غرق السفينة الحربية موسكفا. وست جنرالات ونحو 15-20 ألف من قواتها، وفق ما تم ذكره. 

وترى الكاتبة أن الكرملين يعاني من هزائم كبيرة، لكنه لن يقوم بتغيير استراتيجيته التفاوضية. وهذا الأمر ليس مجرد تبجح من قبل الكرملين.وتابعت الكاتبة بأن الأبحاث حول الأنظمة الاستبدادية أظهرت أنه في حالات كثيرة لا يتم تحديد الاتجاه الذي تسلكه الحروب من خلال النجاح أو الفشل في ساحة المعركة فقط. 

ولكن على الأغلب ما تأخذ القرارات الرئيسية وخاصة بشأن موعد إنهاء الحرب مصالح اللاعبين السياسيين الرئيسيين في عين الاعتبار. ولهذا السبب، يتطلب فهم عملية صنع القرار داخل الكرملين التركيز على ديناميكيات القوة الرئيسية داخل النظام في روسيا.

وقالت الكاتبة وهي تتابع رأيها في دبلوماسية ماكرون أن مصالح الجيش والاستخبارات ليست متطابقة تماما رغم أن وجهات نظرهم متطابقة حول مناهضة الديمقراطية ومعاداة الغرب. وقد وجدت الكاتبة في النهاية أن كلا الجهازين لهما  مصلحة في إطالة أمد الحرب، حتى لو تدهورت الأمور  واستمرت في ذلك. 

اقرأ أيضاً لغز قلعة آزوفستال.. لماذا أحجم العملاق الروسي عن اقتحامها؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لمتابعة تصفح الموقع يرجي إيقاف الإضافة .. وذلك تقديراً لجهود القائمين على الصحيفة