تركيا واليونان … هل سيعود الصراع من جديد؟
لم تنته الأزمة المتجذرة بين تركيا واليونان، كما يقول بعض المحللين. حيث قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوجيه انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، فهل سيعود البلدان إلى تصعيد الخلافات .التي كانت قد اقتربت من مرحلة المواجهة العسكرية، لولا وساطات عديدة نجحت في التهدئة، سنناقش هذا الموضوع. في مقالتنا هذه من موقع العالم في ثواني.
تركيا واليونان … رئيس وزراء اليونان واتهامات بعرقلة الصفقة
قال الرئيس التركي في كلمة ألقاها بعد اجتماع للحكومة أن تركيا عملت على إلغاء اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك مع اليونان، وتابع أردوغان واتهم رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بمحاولة عرقلة صفقة طائرات إف-16 مع أمريكا وأضاف :
اتفقنا سابقا على أن لا نشرك دولة ثالثة في نزاعنا وبالرغم من ذلك قام بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضى وحذرهم في الكونغرس من منحنا طائرات إف-16.
وتابع الرئيس أردوغان :اتفقنا سابقا إن أن نقوم بعقد اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك بين تركيا واليونان ، بالنسبة لي لم يعد هناك شخص اسمه ميتسوتاكيس، ولن أقبل بعقد هذا الاجتماع معه إطلاقا، لأننا نواصل طريقنا مع الناس الشرفاء الذين يحفظون العهود. وأكد رئيس تركيا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تأبه لما يقوله رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.
الخلاف بين تركيا واليونان
ويدور الخلاف بين تركيا واليونان .حول عدة أمور .كانت تتراوح بين المناطق البحرية والمجال الجوي في شرق البحر المتوسط، وقبرص المقسمة.
كما مرت علاقة الجارتين بأزمة كبيرة في صيف 2020 .ولولا تدخل أطراف أخرى كادت تؤدي إلى مواجهة عسكرية، وخاصة أن تركيا مصرة على التنقيب عن الغاز والنفط في مياه إقليمية .تتنازع عليها مع الدولة اليونانية.
ولقد اتفقت تركيا واليونان .العام الماضي على استئناف المحادثات .والسعي للوصول إلى تفاهم، والبدء بعقد اجتماعات .من أجل القيام بمفاوضات رسمية. وذلك بعد توقف دام خمس أعوام انشر فيها حالة توتر على مدى أشهر.
وفعلا جرت محادثات استكشافية عديدة لكن لم ينتج عنها أي تقدم يذكر.
كان آخر لقاء بين رجب طيب أردوغان .والوزير اليوناني في شهر مارس- آذار الماضي. حيث أعلن أردوغان آنذاك أن تركيا واليونان اتفقا خلال اجتماعهما على تحسين العلاقات الثنائية، بالرغم من الخلافات، وكذلك تحدثت أثينا أن الأجواء بينهما كانت أجواء إيجابية.
أسباب التوتر بين الجارتين
قال المحلل السياسي التركي .إيمري أيدوغان .عن سبب التوتر بين .تركيا واليونان، أن الخلاف بين أنقرة وأثينا .يعتبر خلافا متجذرا
يعود إلى ماقبل تأسيس الجمهورية التركية الحديثة وتخلل هذه الفترة أربع حروب. وهذه الأزمة ليست وليدة السنوات الآخيرة، وما حدث مؤخرا يعد فقط تهدئة وليس حلا نهائيا. والأزمات الحالية هي أكبر دليل على أن كافة الحلول. بمثابة مسكنات .حيث لم يتم معالجة جذور الخلافات.
وأضاف المحلل التركي .لصحيفة CNN .أن هناك مشكلة الوضع في قبرص، ومشكلة المهاجرين، وكذلك الصراعات التي تدور على النفوذ في المنطقة، وأحدث المشاكل التنقيب شرق المتوسط، والذي اقتربت فيه تركيا واليونان من المواجهة العسكرية، وما جاء بعده من تحويل متحف أيا صوفيا في العاصمة التركية إلى مسجد، بعد أن كان كاتدرائية مسيحية أرثوذكسية.
اليونان تستغل علاقاتها مع أوروبا والغرب
وأشار أيدوغان إلى أنه بعد فترة من التهدئة، عادت اليونان للتحريض ضد تركيا مستغلة علاقاتها مع أوروبا والغرب. وفي الأسبوع الماضي دعا رئيس وزراء اليونان ميتسوتاكيس. أثناء جلسة مشتركة مع الكونغرس الأميركي. على عدم إلغاء الحظر المفروض على عضوية الدولة التركية في برنامج شراء الجيل القادم من الطائرات المقاتلة F-35.
وأوضح المحلل السياسي التركي أيضا أنه بعد عقد تركيا صفقة S400 مع روسيا، قامت إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، بحظر الصفقة، لكن مؤخرا تغير موقف إدارة بايدن بسبب موقف أنقرة من الحرب الأوكرانية ودعمها بالسلاح، وكانت فعلا تفكر في إلغاء الحظر، ولكن تركيا قلقة وتخشى أن تؤثر مواقف اليونان على إتمام الصفقة، وبالتالي عودة التوتر بين تركيا وأمريكا.
ورغم محاولات التطبيع النسبي في العلاقات بين تركيا واليونان نهاية القرن الماضي. مازالت القضايا الخلافية بين البلدين أكبر من أن يحتويها أي تقارب ممكن، وخاصة المشاكل حول قبرص الشمالية. والتي بقيت حتى اليوم عقبة في طريق تحسين هذه العلاقات.
اقرأ أيضا الصراع الروسي الأوكراني بعد تسعين يوماً