تقارب سوريا وتركيا المحتمل .. هل ينهي ملفي الإرهاب والأكراد؟
ما يحدث في الوقت الراهن هو انسحاب كامل وتراجع عن السياسات التي كانت متبعة في السابق. فالهدف حاليا هو التعامل مع الحكومة السورية.
ويرى محللون أن تقارب سوريا وتركيا المحتمل يعود إلى أن مصالح الدولتين تتقاطع عند ملفات مشتركة مثل القضاء على الإرهاب والأكراد.
حيث تسير العلاقات السورية التركية، نحو الانفرج بعد إشارات إيجابية من أنقرة من أجل التقارب مع سوريا. يقابلها تفاؤل سوري يشوبه الحذر.
ويوم الأربعاء قال الرئيس التركي”رجب طيب أردوغان” رئيس تركيا إن عقد اجتماع مع الرئيس السوري “بشار الأسد” أمر ممكن بعد توقفت وانقطعت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق منذ عام 2011.
وقال الرئيس التركي أردوغان رداً على سؤال أحد الصحفيين في البرلمان عما إذا يمكنه أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، “هذا ممكن، لامجال للنقمة في السياسية”.
مسيرة العلاقات بين سوريا وتركيا منذ 2012
- فتحت تركيا أبوابها للاجئين السوريين، بعد اندلاع الحرب في سوريا في مارس عام
- تطور موقف تركيا وأخذ بعد ذلك موقفاً سياسياً معارضاً للدولة السورية، وانقطعت العلاقات بين سوريا وتركيا.
- تراجعت تركيا في فترة لاحقة عن موقفها، وحدثت اتصالات بين قادة أجهزة الاستخبارات بين الدولتين.
- التغير المعلن جاء في مواقف تركيا تجاه سوريا في الحادي عشر من شهر أب الماضي. عندما قال مولود تشاويش أوغلو وزير الخارجية التركي :”علينا أن نصالح الأطراف المتنازعة، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم، يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا“.
- وقال الرئيس أردوغان في نفس الشهر. أنه لا يستطيع أن يستبعد الحوار والدبلوماسية مع دمشق في المطلق، وأضاف أن “الدبلوماسية بين الدول لا يمكن أن تقطع بشكل كامل “.
تقارب سوريا وتركيا… عملية تصحيح الأخطاء
وصف” جواد غوك” المحلل السياسي التركي تقارب سوريا وتركيا والذي دعا إليه ” رجب طيب أردوغان” بأنه أمر إيجابي، وقال أن أنقرة يجب عليها أن تطّبع علاقاتها مع الدول المجاورة.
ووفق وكالة رويترز توقع المحلل السياسي” جواد غوك” في مقابلة معه أنه في الفترة القادمة، سنشهد عملية تصحيح الأخطاء، والتي ستقوم بها الحكومة التركية، من أجل تفادي العثرات والمشكلات التي وقعت بها في السابق، وانتهت إلى مشاكل مع الدول المجاورة.
ويتابع “غوك”، أن ما يحدث في الوقت الراهن. هو انسحاب كامل وتراجع عن السياسات التي كانت متبعة في السابق. فالمطلوب في الوقت الحالي هو التعامل مع الحكومة السورية، وأيضاً التشجيع على عقد لقاءات واجتماعات على مستويات عالية، بين مسؤولي سوريا وتركيا.
ولكن لايزال الخلاف في مفهوم الإرهاب، موجوداً بين الدولتين، فعندما تتحدث أنقرة عن الإرهاب تقصد الأكراد المسلحين من تنظيم قوات سوريا الديمقراطية، بينما ترى دمشق أن كل شخص يحمل السلاح، هو إرهابي، وبحسب غوك سيكون هذا الخلاف شائكاً في المفاوضات بين سوريا وتركيا.
تفاؤل حذر من المحلليين السياسيين
يرى “طالب إبراهيم” المحلل والباحث السوري أن سورية تتلقى لغة أنقرة الجديدة بتفاؤل حذر. بعد الخصام الذي استمر سنوات طويلة. وصلت الأوضاع فيها إلى حد الهاوية بين سوريا وتركيا. كما أوضح الباحث ابراهيم، أن هناك عدة أمور تجمع بين الدولتين. وهي تتجه في الاتجاه الصحيح، لأنها أصبحت في الوقت الراهن ضرورة ملحة. منها تزايد الأنشطة الإرهابية، واحتمال قيام دولة كردية شمال شرق البلاد، والهجرة الغير شرعية والأمن الغذائي.
ويقول طالب إبراهيم الباحث السوري: إن مسائل الأمن الداخلي مترابطة في الدولتين. وهذا يجعل أمن كل بلد يتعلق بأمن البلد الأخر، وأضاف أن الرئيس التركي يسير الأن في الاتجاه الصحيح. وكان يجب عليه أن ييتخذه منذ بداية الحرب في سوريا.
اقرأ أيضا مقالة البيان الذي ألقاه المستشار الكويتي عبد العزيز العجمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة