تقدم أوكرانيا … ما هو سر انسحاب القوات الروسية في 3 أيام؟
المتوقع أن تقوم روسيا، بإعادة حشد قواتها وتجميعها، والقيام بشن هجمات مضادة
تقدم أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة، كسر جمود الحرب مع روسيا المستمر منذ أشهر. حيث استطاعت القوات الأوكرانية، عبر هجوم مضاد أن تستعيد السيطرة على 3 آلاف كيلو متر حتى وصلت إلى حدود روسيا. في نقطة تحول كبيرة بالحرب كأنها لغز، والآن في مقالتنا هذه من “صحيفة العالم في ثواني” ، سنبحث عن تفسير لهذا اللغز.
ماهو تفسير تقدم أوكرانيا على روسيا في الحرب؟
وفق وكالة رويترز ، إن اعتماد عنصر المباغتة في الهجوم الخاطف على الجيش الروسي كان حاسما، حسب ما صرح به مسؤول أوكراني كبير.
وقد ذكر خبير استراتيجي أن هناك عاملين قادا إلى تقدم أوكرانيا على روسيا، أحدهما الأسلحة الغربية التي أرسلتها دول الغرب إلى كييف.
وقد أعلنت أوكرانيا يوم الأحد، أن جيشها استعاد من القوات الروسية في الأيام الأخيرة، مناطق تتجاوز مساحتها 3 آلاف كيلو متر مربع، عبر هجوم مضاد كان يتركز في شمال شرقي البلاد.
ويقول المسؤول الأوكراني “فاليري زالوجني”، في بيان له انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. “بأن أكثر من 3000 كيلو متر مربع، عادت لسيطرة أوكرانيا منذ بداية شهر سبتمبر. وبدأت القوات التقدم في محيط خاركيف باتجاه الشمال وليس في الشرق والجنوب فقط، والآن أصبحت على بعد 50 كلم عن الحدود”.
كذلك أكد وزير خارجية أوكرانيا “ديمترو كوليبا”. أن تقدم أوكرانيا العسكري الذي يتحقق في الفترة الأخيرة الأرض، قد يؤدي إلى نهاية هذه الحرب خلال فترة قصيرة تفوق كل التوقعات، وذلك في حال استمر تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا.
قوات روسيا غير محكمة وغير منظمة
يقول اللواء المصري “سمير فرج “، وهو خبير استراتيجي. أن تقدم أوكرانيا في جنوب وشرق البلاد واستعادتها أكثر من 3000 كيلو متر مربع، يعود إلى عاملين هما :
- العامل الأول: الأسلحة الغربية الجديدة التي وصلت إلى القوات الأوكرانية من “أمريكا”. وبالأخص قاذفات الصواريخ المتعددة التي تتميز بأنها بعيدة المدى. والتي كان لها دور فعال جدا في تقدم القوات جنوب وشرق البلاد، وتهديد القوات الروسية بقطع إمداداتها. حيث قامت “كييف” بدفع القوات بشكل مكثف باتجاه “خريسون”، لقطع الطريق على الجيش الروسي بين “ماريوبول” و” أوديسا”.
- العامل الثاني: قامت روسيا، بعد ستة أشهر من العمليات القتالية بأوكرانيا. بسحب قواتها النظامية التي تقاتل في شرق البلاد، إلى الخلف. وتم استبدالها بقوات جديدة، لكن هذه القوات كانت قليلة الخبرة والكفاءة، وغير منظمة مما أدى إلى تقدم أوكرانيا. وقد أشار اللواء “فرج” إلى أن روسيا قامت باستبدال قواتها في شرق أوكرانيا بأخرى، بسبب “مرض الخنادق”، وهو مرض يصيب أفراد الجيش بعد بقائهم لفترات طويلة في خنادق أو مواقع تحت الأرض، حيث تتأثر جاهزيتهم و معنوياتهم للقتال بمرور الوقت.
تقدم أوكرانيا ترك أثرا معنويا كبيرا
كان لتقدم أوكرانيا أثرا معنويا كبيرا جدا على مستوى حلف شمال الأطلسي، الذي يقدم الدعم الضروري للبلاد وعلى مستوى الداخل.
ولكن المتوقع أن تقوم روسيا، بإعادة حشد قواتها وتجميعها، والقيام بشن هجمات مضادة. وأيضا المرجح أن يحدث على الأرض تغيرا جديدا خلال الفترة القادمة.
لأن الروس لن يتهاونوا ولن يسمحوا أن تتقدم القوات الأوكرانية أكثر، ولن يرضوا بهزيمة جديدة وخسارة شرق البلاد.
كما أن الحرب الروسية الأوكرانية، ستمتد بعد أن قامت روسيا بتغيير استراتيجيتها، باتجاه إطالة فترة الحرب والقتال. وذلك لكي تضغط على الدول الغربية، بسلاح الغاز عند قدوم فصل الشتاء.
وقام الإعلام الروسي يوم الأحد، بنقل بيانات عن “إيغور كوناشينكوف”، وهو المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع تقول :
- إن القوات الروسية تقوم بضرب مواقع للجيش الأوكراني في “خاركيف”، بضربات محكمة ودقيقة التوجيه.
- تكبد الجيش الأوكراني خسائر في جنوب وشمال شرق البلاد، من 6 إلى 10 سبتمبر، بلغت أربعة آلاف قتيل وثمانية آلاف جريح.
- تم استهداف نقاط انتشار للمرتزقة الأجانب و مواقع وحدات أوكرانية، على محور خاركوف، بضربات جوية ومدفعية وصاروخية، دمرت أكثر من ثلاثين قطعة من العتاد العسكري، وثلاث مدافع ميدانية، وسبعة عشر مركبة وراجمة صواريخ وقتلت أكثر من 450 شخص.
- قامت وزارة الدفاع الروسية، بإعادة تجميع قواتها في “بلاكليا” و”إيزيوم”، في خاركوف من أجل تعزيز جبهة دونيتسك.
اقرأ أيضا مقالة الاتفاق النووي وعرقلة مستمرة من تل أبيب