تنظيم القاعدة في اليمن …. من يحركه؟
كثر الحديث عن تنسيق بين تنظيم القاعدة في اليمن والحوثي، وخاصة أن الهجمات في محافظة أبين ترافقت مع ازدياد عمليات الميليشيات القتالية

عاد نشاط “تنظيم القاعدة في اليمن” من جديد، ولكن هذه المرة أشد ضراوة. حيث أنه ينذر بتزايد مشاهد العنف بعد سنوات من انشغال البلاد الغارقة بالدماء، بصراع الحرب الدائرة التي قامت باشعالها ميليشيات الحوثي عندما أعلنت انقلابها المسلح على الدولة، بدعم غير محدود من إيران عام 2014.
وقد سجل هذا التنظيم الذي يصنف في أعلى القوائم الإرهاب ، خلال الأيام الماضية عودة قوية بعد سنوات من التراجع والتقهقر، حيث أنه قام بشن سلسلة عمليات دموية استهدفت عدة نقاط عسكرية تابعة لقوات الحزام الأمني، الذي يوالي “المجلس الانتقالي” في الجنوب في مديرية “أحور” في محافظة “أبين”، التي تحاذي العاصمة المؤقتة “عدن”، وقد سقط في هذا الهجوم 50 جنديا بين قتيل وجريح.
عودة تنظيم القاعدة في اليمن بابتزاز
جاء هجوم “أحور” الذي قام تنظيم القاعدة في اليمن، بتنفيذه عبر جناحه “أنصار الشريعة”، بعد أيام من بثه مقطع فيديو، يظهر فيه أحد الموظفين الأمميين الذين تم اختطافهم منذ 11 فبراير الماضي ، وهو يناشد الحكومة اليمنية لإطلاق سراحه.وقد تم استخدام هذا الموظف للحصول على فدية مالية وتحرير عدد من عناصر التنظيم مقابل تحريره.
وقد استحدث” تنظيم القاعدة في اليمن” اسم “أنصار الشريعة”، للمرة الأولى في شهر يناير عام 2009. بعد أن تم تصنيفه على قوائم الإرهاب في العالم، وعاد أخيرا إلى استخدامه عقب ازدياد شدة الضربات التي تلقاها مسلحي القاعدة جنوب شرقي اليمن، على يد قوات الحزام الأمني المدعوم من التحالف العربي.
أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012 “أنصار الشريعة”على قوائم الإرهاب، وصنفته اسم آخر لهذا التنظيم الإرهابي في اليمن، كذلك اعتبرته بأنه أخطر أجنحة التنظيم على مستوى العالم.
عملية سهام الجنوب والشرق
قامت قوات مناصرة للحكومة اليمنية، بتنفيذ عملية عسكرية ضد معاقل الإرهاب في محافظة” شبوة” النفطية. بسبب تفاقم نشاط تنظيم القاعدة في اليمن المحظور، وكانت قد نفذت قبل أيام عملية مماثلة في أبين القريبة من شبوة.
وقد أعلنت القوات الجنوبية المشتركة عن عملية” سهام الجنوب”، التي قامت بها بدعم من التحالف العربي في محافظة شبوة، وقالت إن هذه العملية تأتي، لتكمل عملية “سهام الشرق”، التي كانت انطلاقتها في محافظة أبين قبل أيام.
ووفق مصدر عسكري جاء في وكالة رويترز ، أن عملية “سهام الجنوب”، انطلقت في اتجاهين وهما خط الساحل، والمناطق الوسطى، وقد رصدت الطائرات المسيرة التي أطلقتها القوات الجنوبية حشودا وتجهيزات، يقوم بها تنظيم القاعدة في جبال موجان للقتال، كما أكد المصدر العسكري أن القوات في الجنوب مصممة على دخول الجبال، و تنظيفها من العناصر الإرهابية.
وقد فجر تنظيم القاعدة في اليمن، عبوات ناسفة بين مدينة عتق ومنطقة بئر على الخط الساحلي. وذلك لإعاقة حركة القوات وتقدمها.
ولكن استطاعت وحدات هندسية التعامل معها. وواصلت القوات الجنوبية تقدمها باتجاه المناطق الوسطى صباح اليوم. ونجحت في تجاوز “نقيل العرقوب” نحو “مودية” “ولودر” و”الوضيع”، في شمال شرقي أبين، للانتشار فيها والعمل على تأمينها.
تنظيم القاعدة في اليمن أداة للصراع
كثر الحديث عن تنسيق بين تنظيم القاعدة في اليمن والحوثي. وخاصة أن الهجمات في محافظة أبين ترافقت مع ازدياد عمليات الميليشيات القتالية. التي خرقت الهدنة الأممية التي كانت قائمة بين قوات الجيش اليمني والمقاومة في جبهات مأرب وتعز.
ويقول “علي العبسي” المحلل السياسي. إن تنظيم القاعدة لا يعد نتاجا طبيعيا للأوضاع السياسية والاجتماعية في اليمن. بل هو جزء من أدوات إدارة النزاع بين كافة القوى. أي أن جزءا كبيرا من عوامل ظهور تنظيم القاعدة، يعود إلى مشاركة أجهزة الدولة. وخاصة النظام السابق للرئيس “علي عبد الله صالح” .
وأضاف المحلل أن “صالح” سعى إلى تشكيل هذا التنظيم الإرهابي وتسهيل مهامه. حتى يستطيع إدارة الصراع السياسي والعسكري عن طريقه. لهذا السبب لا يمكننا أن نقول إن تنظيم القاعدة في اليمن، يعمل دون أن يأخذ الأوامر والتعليمات من الطرف المسيطر عليه.
اقرأ أيضا مقالة القاعدة مبادرة الصدر حل جديد لأزمة العراق … ومن أهم بنودها بقاء الكاظمي